مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 123

123 مجلة ينابيع أسلوب الحكم في الفكر الإسلامي ... والفكر الميكيافيللي
وغير الشرعية للبقاء في منصبه، وإن كان
ذلك يؤدي إلى ما يؤدي من فساد العباد
والبلاد.
أما الوجهة الأخرى للحكم والسلطان
فتنطلق من أن هذا الحاكم أو المسؤول
باستلامه لهذا الحكم والسلطة أصبح وسيلة
لخدمة الناس كلهم سواء، ولا يفرق بين
اثنين منهم، فالحكم عنده وسيلة لإظهار
الخير وإفشائه بين أبناء جلدته ووطنه،
فهدفه السعي لخدمة رعيته والاهتمام
بشؤونهم، وبذلك يكون قد أراح ضميره
ونفسه من مسؤولية احتملها باستلامه هذا
ه وشعبه، وهذا الحاكم َّ المكان، وأرضى رب
يستخدم الرأفة والعدالة بين مجتمعه،
ويجعل الحب والثقة تسود فيما بينهم وبين
مجتمعهم، وبينهم وبين حاكمهم، وهو
لا يلجأ إلى العنف والقوة إلا في حدود
مشروعة تقرها القوانين الصحيحة لكي لا
يفلت الأمر وتسود الفوضى في رعيته.
هذان الأمران يعودان من جهة إلى
ة الحاكم، ومن جهة أخرى يعودان ّ نفسي
إلى المبدأ والمنطلق الذي يحمله الحاكم
وينطلق منه، فإذا كان المنطلق منطلق رأفة
، أما ً رحيما ً محبا ً وحب ورحمة نراه رؤوفا
إذا كان المنطلق منطلق استعلاء وسلطة
. ً قاسيا ً متسلطا ًوقسوة نراه مستعليا
ونستطيع للتوضيح أكثر أن ننظر إلى
مثالين من المبادئ التي انطلق منها الحكام
في التأريخ:
الأول هو المبدأ الإسلامي والذي مثله
الإمام علي بن أبي F خليفة رسول الله
بنفسه، وأوصى به إلى عماله، A طالب
فقد كان من وصيته إلى واليه على مصر
مالك الأشتر أن رسم له أسلوب تعامله مع