مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 116

116
مجلة ينابيع
العدد (07) شهر رمضان ــ شوال 7341هـ
طروحات عامة
بيئة النجف الأشرف
وخصائصها
المحامي عبدالرزاق أحمد الشمري
ما لا يختلف عليه اثنان أن البيئة التي
يعيش فيها الإنسان لها أكبر الأثر
وأبلغ التأثير في النفوس. فقد أجمع
علماء الاجتماع على أن للبيئة أثرها
الخاصفي الأجسام والعقول، وفعلها البالغ
في النفوس والطباع والعادات والأخلاق،
وأن لكل بيئة خواص تمتاز بها عن غيرها
وهذه الخواص هي العوامل الفعالة التي
تمنح ساكنها تلك القوى الحيوية التي
تسلحها في ميدان النزاع الحياتي فتميزها
عن الحيوان والكائنات الأخرى، ومعلوم أن
حسب الآثار
ً
عظيما
ً
البيئات متفاوتة تفاوتا
الطبيعية والمؤثرات العامة فهناك بيئة
الصحراء وقمم الجبال الثلجية والقطبين
والأقاليم شديدة الحر، فإن هذه الأماكن
قلما تمنح ساكنيها تلك القوى الحيوية
والحساسة وذلك النشاط الروحي الوثاب
كما أن أجود البيئات الطبيعية هي السهول
والمروج الخصبة في الأقاليم المعتدلة،
حيث تغدق على الإنسان القاطن فيها
تلك القوى الروحية بغزارة وتمنحه صفاء
الذهن وسلامة الذوق وشفافية الروح، ما
لم تمنح غيره من سكان البيئات الأخر في
.
)1(
المناطق المعتدلة
لذا نرى أن التاريخ الصحيح يثبت لنا
عظيمة
ً
أن أقدم الأمم التي أنشأت دولا
في العراق
ً
ومدنيات مجيدة كانت أولا
ومصر، ثم صارت منها تنشأ في الدول
الأخرى وهذا التأثير للبيئات الطبيعية لم
على تطور المدنيات فحسب
ً
يكن مقتصرا
بل له الفعل الواضح على الأخلاق والأمزجة
وحتى على بنى الأجسام ورقي العقول...
وقد ذهب أكثر المؤرخين إلى أن العراق
أعرق من غيره في سائر المزايا الطبيعية
ÍÃMI¹Ä
1...,117,118,119,120,121,122,123,124,125,126 106,107,108,109,110,111,112,113,114,115,...132
Powered by FlippingBook