مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 125

125 مجلة ينابيع الإسلام منهاج حياة
.)12( عنها) ِ ونهى عن المعصية ولم ينته
ّه قال: (إنّ أنAوعن الإمام السجاد
المنافق ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا
العشاء وهو مفطر، ُ ه ّ يأتي... يمسي وهم
.)13( النوم ولم يسهر) ُ ه ّ صبح وهم ُ وي
ه قال: (بئس.. ّأن Aوعن الإمام الباقر
طري ُ العبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، ي
عطي حسده ُ
، إن أ ً ويأكله غائبا ً أخاه شاهدا
.)14(وإن ابتلي خذله)
في العصر ًهل كان النفاق موجودا
الجاهلي؟
لم يستخدم العرب في الجاهلية النفاق
بمفهومه الاصطلاحي، وهو إظهار المرء
ّخلاف ما يبطن من العقيدة، وكذلك فإن
النفاق لم يكن حتى عند المسلمين في
ة؛ وذلك لعدم وجود دواعي النفاق وهي ّ مك
المصالح الدنيوية أو الخشية من القتل، وأي
خرى، ولذلك ليست ُ
ظرف من الظروف الأ
هناك آية واحدة مكية تتحدث عن النفاق.
ة ّ ومن أسباب عدم وجود النفاق في مك
د، ّ ا مسلم موح ّ أن الناس كانوا فريقين: إم
ذلك يرجع ّ ا كافر مظهر لكفره. ولعل ّ وإم
إلى أن المسلمين في مكة لم يكن لديهم
قوة، فهم كانوا مضطهدين ومعذبين، فلم
المؤمن ّ يكن أحد يثبت على الإسلام، إ
الصادق الإيمان.
هناك ّ لعلنشأة النفاق في المدينة:
من يوعز سبب نشوء النفاق في المدينة بعد
الهجرة النبوية الشريفة إلى قيام المجتمع
ل دولة للإسلام في المدينة ّ المدني وبناء أو
سبب نشأة ّ المنورة، وهذا مردود وذلك لأن
النفاق هو قوة شوكة الإسلام بعد الهجرة
ى إلى ضرب المصالح ّ ساع نطاقه مما أد ّ وات
الدنيوية لبعض الطبقات النفعية التي كانت
تسود في المدينة والتي حاولت النيل من
الإسلام وضرب الإسلام من الداخل عن
طريق النفاق. وكان اليهود ممن تحالفوا مع
المنافقين لضرب الإسلام والمسلمين. ومن
شاء فليراجع كتب التاريخ عند الفريقين
ليطلع على هذا المعنى ويرى بنفسه ما
كان يحاك من الدسائس من قبل المنافقين
وأعوانهم اليهود لضرب الإسلام والنيل
منه.
الأمر الثالث:
المواطنة في الشريعة الإسلامية
المواطنة لغة:
المواطنة على صيغة (مفاعلة) وأصلها
الوطن.
الوطن: منزل ّ قال الفيروز آبادي: (إن
.)15(الإقامة)
وبهذا تكون المواطنة تعبير عن تفاعل
بين طرفين، بمعنى ما يربط بين المتوطن
الجوانب الحياتية ّ ووطنه من مشاعر في كل
الإنسانية والمادية والقومية والتاريخية
والعاطفية.
المواطنة في الإسلم:
تقوم المواطنة في الشريعة الإسلامية
على أساس الحقوق والواجبات وفق ما
أراده الله تعالى بما يحقق مرضاته ويحقق
ة، وكذلك بما يحفظ ّ م ُ
المصلحة العامة للأ
كرامة الإنسان ومصالحه ويحقق إقامة
العدل بين الناس.
المواطن وحسب المنظور الإسلامي هو
إنسان ينشأ في بلد وينتسب له ويعيش ّ كل
مع أهل ذلك البلد. فالإنسان الذي يعيش في
َو ُ ه َ (وبلد ما فهو مستخلف فيها. قال تعالى:
(الأنعام: ) ِض ْ ر َ الأ َ ف ِ ئ َ ل َ خ ْ م ُ كَل َ ع َ ي ج ِ ذ َّ ال
561). ومن هذا المنطلق فعليه تحمل هذه
الأمانة من خلال حماية وطنه والدفاع عنه
والحفاظ على استقراره.