شهادة الإمام الرضا عليه السّلام.. 17 صفر

502

1212

مسألتان.. تلتقيان

إحدى القضايا المطروحة في التعرّف على حياة أهل البيت عليهم السّلام هي: كيف رحلوا عن دنيانا؟ هل جميعهم كانوا شهداء، أم بعضهم؟

وللتساؤل أسبابه، لاسيّما وأنّ كثيراً من النصوص التاريخيّة تذكر أنّهم لم يخرجوا من الدنيا إلاّ بالشهادة: منها ما هو عامّ فيهم جميعاً سلام الله عليهم، ومنها ما هو خاصّ بذكر أسمائهم. على سبيل المثال:

  1. قول الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام: لقد حدّثني حبيبي جدّي رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّ الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته، ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم (1) وفي رواية أخرى: والله إنّه لَعهدٌ عهده إلينا رسول الله صلّى الله عليه وآله.. ما منّا إلاّ مسموم أو مقتول (2). مقتول: أي بالسيف.

  2. وقول الإمام الصادق عليه السّلام: والله ما منّا إلاّ مقتول شهيد (3).

  3. وقول الإمام الرضا عليه السّلام: ما منّا إلاّ مقتول (4). أي بالسيف أو بالسمّ وغير ذلك من التأكيدات على الشهادة، وهنالك أخبار وافرة في باب شهادة كلّ واحدٍ منهم سّلام الله عليهم. (5)

أما القضيّة الثانية فهي تساؤل آخر: إذا كان أهل البيت عليهم السّلام قد قضوا شهداء كلُّهم، فمَن كان قتَلَهم؟

والجواب يأتي هنا أيضاً على صيغة روايات أخبار عامّة وأخرى خاصّة.. أي مرّة تعيّن القاتل، ومرّة أخرى تذكر قصّة القتل. وعلى سبيل المثال لا الحصر:

  • قال الشيخ الصدوق: أمير المؤمنين عليه السّلام قتله عبدالرحمن بن ملجم، والحسن بن عليّ عليه السّلام سمّته امرأته جعدة، والحسين بن علي عليه السّلام قتله سنان بن أنس النخعيّ، وعليّ بن الحسين عليه السّلام سمّه الوليد بن عبدالملك فقتله، والباقر عليه السّلام سمّه إبراهيم بن الوليد فقتله، والصادق عليه السّلام سمّه المنصور فقتله، وموسى بن جعفر عليه السّلام سمّه الرشيد فقتله، والرضا عليّ بن موسى عليه السّلام قتله المأمون بالسمّ، وأبو جعفر محمّد بن عليّ عليه السّلام قتله المعتصم بالسمّ، وعليّ بن محمّد عليه السّلام قتله المتوكّل، والحسن بن عليّ عليه السّلام قتله المعتضد بالسمّ (6).

وربما كان ظنّ في اشتراك أكثر من واحد في القتل، أو يكون أحدهما الآمر والآخر المنفذّ للجريمة.

التعيين

ربّما تحيّر البعض بين أن تذكر بعضُ الأخبار أنّ المأمون كان يكرم الإمام الرضا عليه السّلام ويمدحه ويناقش في عقائد أهل البيت عليهم السّلام، وبين أن يذكر بعضها الآخر أنّه المتّهم الأوّل، بل الوحيد في قتل الإمام عليه السّلام.

فقد جاء لدى البعض أنّ المأمون بعد شهادة الرضا عليه السّلام توجّع وأظهر الحزن، وهجر الطعام والشراب أيّاماً، فربّما يكون غيره هو القاتل، أو ربّما كان المأمون قد حُرّض على القتل فأقدم بغير إرادة أو اختيار.

وهذه الحيرة تدعونا إلى أن نكشف شيئاً من شخصيّة المأمون، ليتبين لنا: هل كان فيها ذلك الاستعداد على الإقدام على القتل بشكلٍ عام، وعلى قتل الإمام عليٍّ عليه السّلام بشكل خاصّ؟

سوابق .. ووثائق

مَن لا يعرف أنّ المأمون قتل أخاه الأمين؟ فهو الذي أصدر الأمر لطاهر واليه على خراسان بأن يقتله. ولم يتكف بذلك، بل أعطى الذي جاءه برأس الأمين ألف ألف درهم بعد أن سجد شكراً لله. ولم يشفه ذلك، بل أمر بنصب رأس أخيه على خشبة في صحن الدار. ولم يُهدّئه ذلك، إنّما أمر كلّ من قبض راتبه أن يلعن الأمين.

ولم يُنزل رأس أخيه حتّى جاء رجل فلعن الرأس ووالديه وما وَلدا، وأدخلهم في كذا وكذا من أمّهاتهم، بحيث يسمعه المأمون، فتبسّم وتغافل وأمر بحطّ الرأس (7).

ثمّ بعد ذلك دبّر قتل وزيره الفضل بن سهل وكان أراد أن يزوّجه ابنته، في حادثة غامضة طعنه وتخلّص منه لأنّه أصبح عاراً عليه بعد قتله أخاه المأمون. ومِن بعده دبّر قتل قائده الكبير هرثمة بن أعين فور وصوله إلى مرو. ودبّر فيما بعد قتل طاهرٍ واليه على خراسان (8).

وفي ما مضى كان يظهر لهم الحبَّ ويتمايل إلى التقارب والمصاهرة، وفي كلِّ مرّة بعد قتلهم يتظاهر بالحزن العظيم عليهم، وطلب الثأر لهم، وتقديم التعازي لذويهم ويعمل على تعيين ولد القتيل مكان أبيه، بل وتقديم بعض الرؤوس لأهليهم بعنوان أنّهم القتله. وقد قتل محمّد بن جعفر ثمّ جاء بنفسه وحمل نعشه، ليؤكّد براءته بأساليب مختلفة، ويرضي جميع الأطراف.

هذه بعض طرقه، وهنالك طرق أخرى عرفها الآخرون، وربّما لم يشتهر كثيراً أنّ المأمون قتل سبعةً من أبناء الكاظم عليه السّلام إخوة الرضا عليه السّلام، منهم: إبراهيم بن موسى عليه السّلام، وزيد بن موسى عليه السّلام بعد أن عفا عنهما ظاهراً، وأحمد بن موسى عليه السّلام، ومحمّد العابد، وحمزة بن موسى عليه السّلام.. إضافة إلى عشراتٍ من الأعيان ومئات من العلويّين وآلاف من مخالفيه (9).

وفي كلّ هذا لم تَغِب عنه الحيلة والمكر والدهاء، إلى درجةٍ من النفاق الغريب الذي تعدّدت صوره وأساليبه ووقائعه:

فمثلاً كان يتظاهر بالتودّد للإمام الرضا عليه السّلام وفي الوقت ذاته يقدّم سيوفاً مسلولة إلى صبيح الديلميّ ـ أحد ثقاته ـ وإلى ثلاثين غلاماً يأخذ عليهم العهد والميثاق، ويحلّفهم ويقول لهم: يأخذ كلُّ واحد منكم سيفاً بيده، وامضوا حتّى تدخلوا على بن موسى الرضا في حجرته، واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخّه، ثمّ اقلبوا عليه بساطه وامسحوا أسيافكم به، وصيروا إليّ، وقد جعلت لكلّ واحدٍ منكم على هذا الفعل وكتمانه عشرَ بُدر دراهم، وعشر ضياع منتجبة، والحظوظ عندي ما حييت وبقيت.

وتُنفّذ الخطّة لكنّها تخيب بالمعجزة، في قصّةٍ رهيبة يقول الإمام الرضا عليه السّلام في آخرها لهرثمة بن أعينَ: يا هرثمة! واللهِ لا يضرّنا كيدهم شيئاً حتّى يبلغ الكتابُ محلَّه. (10)

وفي الوقت الذي يُشيد المأمون بمعارف الإمام الرضا عليه السّلام وعلومه، يجنّد له علماء اليهود والنصارى ورؤساء المذاهب والفرق ممّن يبتعد عن الإسلام قليلاً أو كثيراً ليحاججوه لعلّهم يغلبونه.. فيخيبون ويخيب المأمون معهم، فما يكون منه إلاّ إظهار العجَب والإعجاب، واستبطان الغيلة والغدر.

فلمّا عجز عن قتله في شخصيّته، وخاب في قتله اجتماعيّاً، بل كلّما أراد به كيداً أظهر الله للإمام مزيد الرفعة.. وجد المأمون أن لا محيص عن قتل البدن. وقد سُدل أبو الصلت الهروي: كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا مع إكرامه إيّاه ومحبّته له؟! فأجاب، وكان في آخر جوابه. فلمّا أعيتْه الحيلة في أمره اغتاله، فقتله بالسمّ. (11)

وهكذا نُقل أمر شهادة الإمام الرضا عليه السّلام على يد المأمون في المسلّمات حتّى ذكره عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام في رسالته إلى المأمون الذي منّاه بالأمان فلم يطمئن، فكتب إليه:

ـ عجبت من بَذْلك العهد وولايته لي بعدك، كأنّك تظنّ أنّه لم يبلغني ما فعلتَه بالرضا!!.. فواللهِ لئن أُقذف ـ وأنا حيّ ـ في نار تتأجّج أحبُّ إليّ من أن أليَ أمراً بين المسلمين، أو أشرب شربةً من غير حِلّها، مع عطش شديد قاتل، أم في العنب المسمون الذي قتلت به الرضا؟!…

فبأيّ شيء تغرّني؟! ما فعلتَه بأبي الحسن ـ صلوات الله عليه ـ بالعنب الذي أطعمته (12)

وتلك ميميّة أبي فراس الحمدانيّ(ت357هـ) وفيها يقول:

ليس الرشيدُ كموسـى فـي القياس ولا         مأمونُكم كالرضـا إن أنصـف الحـكَمُ

بـاؤوا بـقتـل الرضا مِن بـعد بيعتهِ            وأبصروا بعض يومٍ رشدَهم وعَمُوا (13)

وذاك الأمير محمّد بن عبدالله السوسيّ (ت حدود 370هـ) يقول:

بأرض طوسٍ نائيَ الأوطانِ          قد غرّه المأمونُ بالأمانـي

حـين سـقاه السمَّ في الرمّانِ (14)

ومن هناك يقول القاضي التنوخيّ (ت 384هـ) يعيّر بني العبّاس:

ومأمونُكم سَمَّ الرضا بـعد بيـعـةٍ               فآدت له شمّ الجبال الرواسبِ (15)

محاولات.. قبل الجريمة

تظافرت الأدلّة على أنّ المأمون حاول جاهداً أن يقتل الإمامَ الرضا عليه السّلام اجتماعيّاً ودينيّاً، معبِّراً عن ذلك بقوله:

ـ قد كان هذا الرجلُ مستتراً عنّا، يدعو إلى نفسه، فأردنا أن نجعله وليَّ عهدنا؛ ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالمُلك والخلافة لنا، وليعتقد فيه المفتونون به بأنّه ليس ممّا آدعّى في قليل ولا كثير، وأنّ هذا الأمر لنا دونه. وقد خشينا ـ إن تركناه على تلك الحال ـ أن ينفتق علينا منه مالا نسدّه، ويأتيَ علينا ما لا نطيقه.. (16)

ولمّا فشل المأمون في أُمنيّته المريضة هذه بدأ يحاول قتلَ الإمام الرضا عليه السّلام علميّاً، فعبّر عن ذلك بقوله:

ـ والآنَ.. فإذا فعلْنا به ما فعلنا، وأخطأنا في أمره بما أخطأنا، وأشرفنا من الهلاك بالتنويه باسمه على ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره. ولكنّنا نحتاج إلى أن نضع منه قليلاً قليلا، حتّى نصوّره عند الرعيّة بصورةِ مَن لا يستحقّ هذا الأمر، ثمّ ندبّر الأمر فيه بما يحسم عنّا موادّ بلائه..

وقد طلب منه حميد بن مهران يوماً أن يسمح له بمجادلة الإمام الرضا عليه السّلام لعلّه يفحمه، ويُبيّن للناس قصورَه وعجزه، فقال المأمون معبّراً عن دخيلته: لا شيءَ أحبّ إليّ من هذا. (17)

ولكنّها أُمنيّة خابت، إذ كانت نتائجها دامغة على رأس المأمون، مُخْزِيةً لحاله وحال مَن عبّأهم لمهمّاته الفاشلة، فقد قال لسليمان المرزويّ بعد أن بعث في طلبه: إنّما وجّهتُ إليك لمعرفتي بقوّتك، وليس مُرادي إلاّ أن تقطعه عن حُجّةٍ واحدة فقط (18).

وإذا بسليمان هذا ينهار أمام عالِمِ آل محمّد صلّى الله عليه وآله، ويتحوّل خلال لحظات إلي تليمذ يطلب مزيداً من الإمام الرضا عليه السّلام، فأخذ يسأل لا يحاجج، ويكرّر: زدْني جُعلت فداك.

ولمّا سقط ما في يد المأمون ظلّ يتملّق للإمام الرضا عليه السّلام حتّى ضاق به، فأخذ يفكّر بالغدر على نحوٍ جدّيّ هذه المرّة (19)، وقد أخبر الإمام عليه السّلام صاحبَه هرثمةَ بن أعين بما سيجري له على يد المأمون (20).

ماذا تقول الأخبار؟!

لعلَّ الشكَّ في شهادة الإمام الرضا عليه السّلام من الأمور العجيبة بعد تظافر النصوص عليها إلى درجة التسالم والاتّفاق، ولاختصار الطريق إلى البرهان الواضح ندرج بعض الأخبار التي أكّدت هذا الأمر، وهي على أربعة أقسام:

القسم الأوّل ـ الأخبار المُنبئة بشهادته عليه السّلام قبل وقوعها.

الثاني ـ الأخبار القائلة بوقوعها في حينها.

الثالث ـ الأخبار التي تناقلها الناس والرواة: شهوداً كانوا أو نقلةً أُمناء.

الرابع ـ الأخبار التي فصّلت قصّة قتل المأمون للإمام الرضا عليه السّلام.

والآن.. ندرج مصادر هذه الأقسام على محمل العجالة:

  1. عيون أخبار الرضا عليه السّلام 203:2ـ263، وعلى الصفح’ة 240 يثبّت الشيخ الصدوق تحت الباب 61 هذا العنوان: وفاة الرضا عليه السّلام مسموماً باغتيال المأمون. وتحت الباب 63 يذكر ما حدّث به أبوالصلت حول سُمّ الإمام عليه السّلام في عنب.

وتحت الباب 66 يورد الصدوق 35 روايةً فيها الكثير من الإنباء بشهادته عليه السّلام.

وقبل ذلك تحت الباب 52 كتب عنوان: إخباره عليه السّلام بأنّه سيُقتل مسموماً ويُقبر إلى جنب هارون الرشيد.

  1. علل الشرائع 226 ـ باب العلّة الّتي من أجلها قبِل الرضا عليه السّلام من المأمون ولاية عهده. وفي الرواية أنّ الإمام عليه السّلام قال للمأمون لمّا عرض عليه ولاية العهد: والله لقد حدّثني أبي عن آبائه، عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّي أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسمّ، مظلوما…

  2. مقاتل الطالبيّين 378، قال أبوالفرج: كان المأمون عقد له العهد من بعده، ودسّ له فيما ذُكر بعد ذلك سمّاً فمات منه.

  3. أمالي الصدوق 393، وفيه: ثمّ ناول المأمون عنقود العنب فأكل منه الرضا عليه السّلام ثلاث حبّات، ثمّ رمى به وقام، فقال المأمون: إلى أين؟! فقال: إلى حيث وجّهتني.

  4. إثبات الوصية 181ـ183، ذكر المسعوديّ أخباراً تصوّر خطّة المأمون في دسّ السمّ الذي كان ذريرةً بيضاء من الفضّة أودعها أظفار أحد خدمه، ثمّ بفتّ الرّمان وتلويثه بالسم.. ثمّ قال: وأقبل [المأمون] يخور كما يخور الثور وهو يقول: ويلَكَ يا مأمون! ما حالك، وعلى ما أقدمت؟! لعن الله فلاناً وفلاناً فإنّهما أشارا علَيّ. ويقصد: عبيدالله وحمزة ابنَي الحسن.

  5. الاحتجاج، لأبي منصور أحمد بن عليّ الطبرسيّ 432:2، حيث فيه إخبار الإمام عليه السّلام عليَّ بن الجهم قائلاً له: لايغرنّك ما سمعتَه منه [أي لايغرنّك مدح المأمون لي] فإنّه سيغتالني، واللهُ ينتقم منه.

  6. الفصول المهمّة في معرفة أحوال الإئمّة 261.

  7. وفي خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للخزرجيّ الأنصاريّ عن سنن ابن ماجة القزوينيّ278، أنّه عليه السّلام مات مسموماً بطوس.

  8. وفي تهذيب التهذيب، للحافظ ابن حجر388:7، عن الحاكم في تاريخ نيسابور أنّه قال: استُشهد عليّ بن موسى بـ «سناباد». وفيه عن ابن حبّان أنّه قال: قد سُمّ في ماء الرمّان وسُقي.

  9. وقال سبط ابن الجوزيّ في (تذكرة خواصّ الأمّة 364، عن كتاب الأوراق، لأبي بكر الصوليّ): يمكن أن يكون السمّ قد دُس في الرمّان والعنب معاً.

وأكد شهادته عليه السّلام مسموماً جملة من المؤرّخين والمحدّثين، نذكر بعضاً منهم:

1ـ أبو زكريّا الموصليّ، في تاريخ الموصل 171/الرقم 352.

2ـ المسعوديّ، في مروج الذهب 417:3، وإثبات الوصيّة 208، والتنبيه والإشراف 203.

3ـ الشيخ المفيد، في الإرشاد 338.

4ـ الماورديّ، في الآداب السلطانيّة 218.

5ـ النيسابوريّ، في روضة الواعظين 274:1.

6ـ الشيخ الطبرسيّ، في إعلام الورى بأعلام الهدى 325.

7ـ السمعانيّ، في الأنساب 139:6.

8ـ قطب الدين الراونديّ، في الخرائج والجرائح 897:2 ـ الباب 17.

9ـ ابن شهرآشوب، في مناقب آل أبي طالب 422:2.

10ـ محمّد بن طلحة الشافعيّ، في مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ص 86 ـ ط طهران.

11ـ صدر جهان منهاج الدين عثمان بن محمّد الجوزجانيّ الحنفيّ، في طبقات ناصري ص 113 ط يوهني محلّه.

12ـ الإربليّ، في كشف الغمّة 280:2.

13ـ القلقشنديّ، في مآثر الإنافة في معالم الخلافة 211:1.

14ـ ابن الصبّاغ المالكيّ، في الفصول المهمّة في معرفة احوال الأئمّة ص 243 ـ ط الغريّ، وفيه قول الإمام الرضا عليه السّلام لهرثمة بن أعين: وإنّي أُطعم عنباً ورمّاناً مفتوتاً فأموت…

15ـ ابن حجر، في الصواعق المحرقة 204. وتهذيب التهذيب 387:7 ـ 388، قال: استُشهد عليّ بن موسى بـ «سندآباد» من طوس.

16ـ الحسينيّ العامليّ السيّد تاج الدين، في التتمّة في تواريخ الأئمّة عليهم السّلام 126.

17ـ محمّد عبدالرؤوف المناويّ، في الكواكب الدرّيّة 256:1ـ ط مصر.

18ـ الشيخ المجلسيّ، في بحار الأنوار 283:49 ـ 313.. في:

الباب 19 ـ إخباره وإخبار آبائه عليهم السّلام بشهادته.

الباب 20 ـ شهادته صلوات الله عليه.

الباب 21ـ شهادته وتغسيله ودفنه.. قائلاً:

ـ الأشهر بيننا أنّه عليه السّلام مضى شهيداً بسمّ المأمون.

19ـ نعمة الله الجزائريّ، في الأنوار النعمانيّة 283:1.

20ـ محمّد بن أمير الحاج حسينيّ، في شرح شافية أبي فراس الحمدانيّ، تحت البيت.

بـاؤوا بقتل الرضا مِن بعد بيعـتـه             وأبصروا بعضَ يومٍ رشدهم وعَمُوا

21ـ الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ، في ينابيع المودّة 263، 385.

22ـ الشبلنجيّ، في نور الأبصار ص 215 ـ ط العثمانيّة بمصر.

23ـ البدخشيّ، في مفتاح النجاء في مناقب أصحاب العباء ص 82 و 181 ـ مخطوطة.

24ـ النبهانيّ، في جامع كرامات الأولياء 311:2.

25ـ السيّد عبّاس بن عليّ بن نورالدين الموسويّ، في نزهة الجليس 65:2، قال: تُوفّي في آخر صفر سنة 202هـ… بمدينة طوس، سمّه المأمون.

26ـ جرجي زيدان، في تاريخ التمدّن الإسلاميّ 44:4.

27ـ السيّد محمّد عبدالغفّار الهاشميّ الأفغانيّ، في أئمّة الهدى ص 127 ـ ط مصر.

28ـ عارف تامر، في الإمامة في الإسلام 125.

مختارات من القول الفصل

وهذه مجموعة صغيرة من الروايات القائلة بشهادة الإمام الرضا عليه السّلام:

  • ذكر الشيخ عبّاس القمّيّ في سفينة البحارـ تحت كلمة أمن: واحتال [المأمون] في قتله فقتله بسمّ لم يعلم به أحد، حتّى أنكره بعض علمائنا مع ما ورد في اللّوح السماويّ مشيراً إليه: «يقتله عفريت مستكبر، يُدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلْقي». (21)

  • وعن أبي الصلت الهرويّ في خبر طويل عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه قال:

ـ ما منّا إلاّ مقتول، وإنّي والله لمقتول بالسمّ باغتيال مَن يغتالني، أعرف ذلك بعهود معهود إليّ من رسول الله صلّى الله عليه وآله أخبره به جبرئيل عن ربّ العالمين عزّوجلّ. (22)

  • وعن النعمان بن سعد قال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسّلام: سيُقتل رجل من ولْدي بأرض خراسان بالسّمّ ظلماً، اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابن عمران موسى عليه السّلام. ألا فمن زاره في غربته غفر الله له ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطال، و ورق الأشجار. (23)

  • وعن الحسين بن زيد عن الصادق عليه السّلام قال: يخرج رجل من ولد ابني موسى، اسمه اسم أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فيُدفن في أرض طوس ـ وهي بخراسان ـ، يُقتَل فيها بالسمّ فيُدفن فيها غريباً، مَن زاره عارفاً بحقّه أعطاه الله عزّوجلّ أجر مَن أنفق قبل الفتح وقاتل. (24)

  • وعن سليمان بن حفص المروزيّ قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام

[يقول]: إنّ ابني عليّاً مقتول بالسمّ ظلماً، ومدفون إلى جنب هارون بطوس. مَن زاره كمن زار رسول الله صلّى الله عليه وآله. (25)

  • وعن الهرويّ قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: واللهِ ما منّا إلاّ مقتول شهيد. فقيل له: فمَن يقتلك يا آبن رسول الله؟ قال: شرُّ خلق الله في زماني، يقتلني بالسمّ ثمّ يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة… (26)

  • وعن الحسن بن فضّال قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: إنّي مقتول ومسموم ومدفون بأرض غربة. أعلم ذلك بعهد عهده إليّ أبي عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله. ألا فمَن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءَ ه يوم القيامة، ومَن كنّا شفعاءَ ه نجا ولو كان عليه مثلُ وزر الثقلين. (27)

  • وعن إسحاق بن حمّاد: كان الرضا عليه السّلام يقول لأصحابه الذين يثق بهم: لا تغترّوا منه بقوله [أي المأمون الذي كان يتظاهر له بالإجلال ويتملّق له]، فما يقتلُني واللهِ غيره، ولكنّه لابدّ لي من الصبر حتّ يبلغ الكتاب أجَله. (28)

  • وبعد جوابه عليه السّلام على أسئلة المأمون الطويلة الغريبة الغامضة، كان المأمون بعد كل جواب يقول له: أشهد أنك ابن رسول الله حقّا.. لله درّك يا ابن رسول الله.. بارك الله فيك يا أبا الحسن.. جزاك الله عن أنبيائه خيراً يا أبا الحسن.. لله درّك يا أبا الحسن!

وأخيرها قال المأمون له: لقد شفيت صدري يا ابن رسول الله، وأوضحت لي ما كان ملتبساً، فجزاك الله عن أنبيائه وعن الإسلام خيرا.

قال عليّ بن الجهم: فقام المأمون إلى الصلاة وأخذ بيد محمّد بن جعفر بن محمد ـ وكان حاضر المجلس ـ وتبعتُهما، فقال له المأمون: كيف رأيت ابن أخيك؟ فقال: عالم، ولم نرَه يختلف إلى أحدٍ من أهل العلم. فقال المأمون: إنّ ابن أخيك من أهل بيت النبوّة الذين قال فيهم النبيّ صلّى الله عليه وآله: ألاَ إنّ أبرار عترتي، وأطايب أُرومتي، أحلم الناس صغارا، وأعلم الناس كبارا، فلا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم، لا يُخرجونكم من باب هدى، ولا يدخلونكم في باب ضلالة.

قال عليّ الجهم: وانصرف الرضا عليه السّلام إلى منزله، فلمّا كان من الغد غدوت إليه وأعلمته ما كان من قول المأمون وجوابِ عمِّه محمّد بن جعفر له، فضحك الرضا عليه السّلام وقال: يا ابن الجهم! لا يغرّنّك ما سمعتَه منه، فإنّه سيغتالني، واللهُ ينتقم منه. (29)

وهكذا يفهم أنّ المأمون كان ماكراً في سياسته، حتّى نفذّ جريمته العظمى بعد أن ضاق بالإمام الرضا عليه السّلام فلم تجد نفسه الخبيثة إلاّ القتل.. ولكنّه حين قتله أصابته الحيرة وأخذ يهذي، وبين هذيانه الكثير من الإقرار:

  • فمرّة يقول: ما أدري أيّ المصيبتين علَيّ أعظم: فقدي إيّاك، أو تهمة الناس لي أني اغتلتك وقتلتك؟! (30)

  • ومرّة يرمى بنفسه على الأرض ويخور قائلاً: ويلك يا مأمون! ما حالك، وعلى ما أقدمت؟! لعن الله فلاناً وفلاناً فإنّهما أشارا علَيّ بما فعلت. (31)

  • ومرّة أخرى يقول قلِقاً: ويل للمأمون من الله، ويل له من رسول الله، ويل له من عليّ!ـ وهكذا إلى الرضا عليه السّلام… هذا واللهِ الخسران المبين. يقول هذا ويكرّره. (32)

وقد تأخّر عن إعلان وفاة الإمام عليه السّلام، وكأنّه تحيّر كيف يرتّب الأمر وهو يعلم أنّ الناس يوجّهون أصابع الشكّ إليه.

وأخيراً.. نقرأ هذه العبارات من زيارة الإمام الجواد لأبيه الرضا عليهما السّلام:

ـ السلام عليك أيّها الصدّيق الشهيد، السلام عليك أيّها الوصيّ البَرُّ التقيّ… السلام عليك من إمام عصيب، وإمام نجيب، وبعيدٍ قريب، ومسموم غريب…

السلام على مَن أمر أولادَه وعيالَه بالنياحة عليه، قبل وصول القتل إليه.. (33)

(شبكة الإمام الرضا)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*