التجارة مع الإمام الحسين تجارة مع الله

934

في مضمون قوله تعالى في الاية الكريمة (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ) يتضح وجود صفقة او معاملة تجارية بين الله والمؤمنين من عباده استكملت جميع أركانها فالمشتري هو (الله) سبحانه وتعالى والبضاعة (أموال وأنفس) والبائع (المؤمنون) والثمن (الجنة).

وبطبيعة الحال ان المشتري يلجأ لشراء ما لا يملكه الا ان الله سبحانه وتعالى المالك لكل عالم الوجود، ويخضع له الوجود برمته لذا لايحتاج الى صفقة تجارية لاسترجاع ذلك.

الا ان وجود اية مناظرة تحمل وتحث وتؤكد على المضمون نفسه الوارد في الاية السابقة دليل واضح على أهمية تلك التجارة، فقد ورد في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).

كما يشترط في المعاملات التجارية ان يكون الثمن معادلا للمثمن أو البضاعة، لكننا من خلال مرورنا بالايتين اعلاه نجد ان الله تعالى خصص جنة عرضها السماوات والارض تسودها السعادة الابدية مقابل بضاعة متزلزلة يمكن أن تفنى في أية لحظة، (سواء كان على فراش المرض أو ساحة القتال)، فضلا عن تدعيم تلك الاية بوعد وهو الصادق وتعهد أمام عباده بانه وعدٌ عليه حق لا شك فيه بان جزاء المجاهدين الجنة.

وخلاصة القول ان التأكيد الوارد في الايتين اعلاه فضلا عن وجود ايات اخرى جاء لابراز اهمية الجهاد وبذل المال في سبيل اعلاء كلمة الله والحث على عدم التقاعس والتخاذل، كما لابد من الاشارة الى ان للجهاد صوراً عدة لا تقتصر فقط على حمل السلاح والقتال واراقة الدماء بل هنالك جهاد الكلمة وجهاد المال وجهاد النفس وكلمة حق امام سلطان جائر وغير ذلك.

ولعل تلك الصور نجدها واضحة المعالم حينما نستعرض واقعة الطف الخالدة وما تبعها من مواقف للمحبين والموالين على مر الازمان، اذ لازال التاريخ يُزين صفحاته بالمواقف البطولية منذ استشهاد الامام الحسين عليه السلام وحتى يومنا الحاضر، ولعل الفترة التي أعقبت سقوط النظام البائد في العراق فسحت المجال امام وسائل الاعلام لإيصال الصورة الحية لمواقف المحبين.

وسجلت تلك المسيرات المليونية خصوصا خلال زيارة الأربعين تحديات كثيرة بدءا من تهديدات المجاميع المنفلتة والمتطرفة وتنظيم القاعدة وكيان داعش الارهابي والتي كان الهدف منها محو بل القضاء على معالم تلك الثورة العظيمة، الا ان تلك التهديدات قوبلت بالتحدي الذي يصعد وتيرته كلما صعدت لغة التهديد بشكل اربك جميع المخططات التي وأدت وتبددت امام هذا التمسك والولاء المطلق، لان مالا يعرفه المعادون ان التجارة مع الامام الحسين تجارة مع الله.

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*