زيارة الأربعين مثالٌ مصغر لدولة الإمام الحجة (عج)

334

7725j4082عيون المؤمنين شاخصة إلى ظهور وليهم الموعود الذي سينشر العدل في ربوع هذه المعمورة ومعه تخرج الأرض خيراتها والسماء تنزل بركاتها فيعم السلام والأمان والخير والمحبة في جميع أراضي هذه المعمورة حتى تخبر الروايات على أن المرأة بكامل زينتها تخرج وحيدة من العراق إلى الشام فلا يتعرض لها أحد دلالة على توفر الأمن والسلام ، ولكثرة الروايات التي تخبر بعدل ورفاهية دول الإمام المهدي (عج) ولكثرة الظلم المنتشر في ربوع المعمورة اليوم جعلت المؤمنين أكثر شوقاً وحنيناً للدولة الموعودة ، وهذا الشوق جعلهم ينسجون في مخيلتهم التفاصيل الدقيقة المأخوذة من تلك الروايات لتلك الدولة الموعودة التي تسعد بها البشرية وما خلق الله سبحانه وتعالى من كائنات ، وهذه التفاصيل نعيشها في أيام زيارة الأربعين من كل عام ، وكأن الله سبحانه وتعالى يدخل المؤمنين في دورة تدريبية لتهذيب النفوس وتهيئتها للدولة الموعودة ، ويظهر لجميع البشرية ولو بشكل مصغر طبيعة الحياة في الدولة المهدوية ، فهذا العطاء والكرم الذي يقدمه أهل العراق لزوار الحسين عليه السلام قد أذهل العقول وخطف القلوب وصعق الأبصار وأخرس اللسان وجمد البنان لكثرته واختلاف أنواعه و جودته والخدمة العظيمة التي ترافقه من حسن الأخلاق والتواضع والتذلل للزائر بمستوى لا يمكن أن يصفه قلم أمهر الكتّاب !

 و ابلغ الخطباء واشعر الشعراء ، فهذه الخيرات المنتشرة على طول الطريق من البصرة إلى كربلاء ومن زاخو إلى الطف فيأخذ منها الزائر وهو المتفضل ما يشاء بدون عد كما في دولة الإمام (عج) فإنه يحثو المال حثا ولا يعده لكثرته على الرغم من وضع العراق الاقتصادي بل العالم الاقتصادي وهذه الراحة المنتشرة وبأفضل الطرق والأساليب على طول الطرق والمصحوبة بالسلامة والأمان على الرغم من ظروف العراق المأساوية بسبب أعمال الوهابية التكفيرية ولكن نلاحظ الطفل أو المرأة يخرجان من أقصى نقطة في العراق أفراداً وجماعات فلا يتعرض لهم أحد ، وهذه العلاقات الإنسانية التي قل نظيرها ما بين الزائرين من احترام وتواضع وتوادد وأخوة ورحمة على الرغم من اختلاف الألسن واللغات والقوميات والأجناس والألوان لا يمكن أن تجد نظيراً لها في العالم إلا في دولة الإمام (عج) ، فبالرغم من هذه الجموع البشرية المليونية ولكن لا تسمع بمشاجرة أو مشكلة هنا أو هناك بل الجميع صدره واسع يتصبر على كل صعوبة ويتحلم عند سماع ما يغيظه إن وجد فالجميع ينطلقون من (حب لأخيك ما تحب لنفسك) ، فتعيش هذه الجموع المليونية القادمة من جميع أصقاع العالم والتي تحمل ثقافات وعادات وتقاليد ولغات مختلفة عن بعضها البعض بسعادة ورفاهية حتى المال لا قيمة له عندهم ولا يأخذ من تفكيرهم أي حيز بل الجميع يفكر في الخير للجميع ، وهذه السعادة والرفاهية كانت مبتغى وهدفا لجميع الديانات السماوية والوضعية بالإضافة إلى النظريات التي طرحها الإنسان من أجل هذا الهدف كالشيوعية والرأس مالية وغيرها ، ولكنها جميعا لم تصل إلى هدفها وبعضها فشل في تحقيق ذلك كالديانات والنظريات الوضعية والآخر سيتحقق في دولة الظهور ، حتى أصبحت هذه الزيارة المقدسة مثالا مصغرا للدولة المهدوية الموعودة يعيش فيها الموالون كمقدمة أو كدورة تدريبية أو تهيئة للنفوس لظهور الإمام الحجة (عج) ، أو نموذج مصغر يقدم للإنسانية بشكل عام وللمسلمين والعرب بشكل بأن ثورة الإمام الحسين (ع) لو نجحت بشكل مادي وأتخذ المسلمون طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم وهو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام منهجاً للحياة لكانت البشرية تعيش بهذه السعادة والرفاهية من ذلك الزمان والتي ستعيشها في دولة الولاية المحمدية عند ظهور صاحب الأمر (عج).

خضير العواد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*