أمريكا تعترف بكذبة “المعارضة السورية المعتدلة”

305

سورية
سوريا

الحكمة – متابعة: بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب المفروضة على الشعب السوري ، وبعد أن أقامت أمريكا وتركيا والسعودية وقطر ، الدنيا ولم يقعدوها في الحديث عن “المعارضة المعتدلة” ، و ضرورة دعمها لمواجهة الجيش السوري و “المتطرفين” في آن واحد ، اعترفت أمريكا وبصراحة إنها تواجه صعوبة في تجنيد قوات للمعارضة السورية “المعتدلة” ضمن برنامج يهدف لتدريبهم وتزويدهم بالعتاد.

هذا الاعتراف الأمريكي المتأخر جاء على لسان وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في جلسة للكونغرس عقدت يوم الأربعاء 17 حزيران / يونيو ، حيث قال بالنص: “لدينا ما يكفي من مواقع التدريب. لكن في الوقت الحالي ليس لدينا ما يكفي من المتدربين لملء المواقع” . ومن اجل التقليل من وقع صدمة الاعتراف الأمريكي، برر رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي عدم وجود مسلحين “معتدلين” لتدريبهم في تركيا والأردن ، بأن التدريب قد بدأ لتوه ولا يزال من السابق لأوانه التخلي عنه.

من الصعب جدا المرور من أمام هذا الاعتراف الأمريكي الفاضح ، دون التوقف أمامه ، فهو يكشف عن حقائق في غاية الأهمية ، فهذا الاعتراف يؤكد حجم المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد سوريا منذ أكثر من أربعة أعوام ، حيث سوق التحالف الأمريكي السعودي القطري التركي ، كذبة كبرى أن هناك معارضة معتدلة يمكن تدريبها وتسليحها ، ليكون بإمكانها أن تقاتل الجيش السوري لإسقاط الحكومة السورية ، حتى أن بعض صقور هذا التحالف ، مثل تركيا ، كانت ومازالت تعمل للترويج لمخططها الرامي إلى إقامة منطقة حظر جوي شمال سوريا من اجل أن تكون منطقة انطلاق المعارضة المعتدلة المسلحة لـ”تحرير” باقي سوريا من الجيش السوري!!.

هذه الكذبة كانت مكشوفة للشعب السوري ولمحبي سوريا في كل مكان ، إلا أن التحالف الأمريكي كان يصر عليها ويعمل على تسويقها ، بهدف إقناع الرأي العام العالمي بأن ما يقال عن وجود متطرفين وإرهابيين وتكفيريين في سوريا ، ليس إلا دعاية يقف وراءها النظام السوري ، وأن الجماعات الإرهابية التي تقتل السوريين هي صناعة النظام السوري ، لتشويه سمعة المعارضة المعتدلة.

تحت هذه الكذبة تم إرسال شحنات الأسلحة والعتاد والأموال إلى الجمعيات الإرهابية التكفيرية في سوريا ، على مدى أربعة أعوام ، لتستخدم لقتل الشعب السوري والجنود السوريين وتدمير البنية الاقتصادية والنسيج الاجتماعي السوري . وتحت هذه الكذبة تُشن ومنذ أربعة أعوام ، حرب طائفية قذرة تقودها أنظمة خليجية رجعية بمؤازرة النظام التركي الطائفي ، وبدعم وإسناد صهيوني واضح.

بعد مرور أربعة أعوام على الحرب الظالمة التي فرضتها أمريكا والرجعية العربية وتركيا على سوريا ، وبعد كل الدمار الذي طال مختلف نواحي الحياة في سوريا ، تعترف أمريكا بان معسكرات التدريب التي تم تخصيص ميزانيات ضخمة لها لتدريب “المعارضة المعتدلة” ، خالية ولم تجد أمريكا من تدربهم تحت هذا العنوان ، فكل من يقاتل في سوريا إما يرتبط بالقاعدة وفرعها السوري المعروف بـ”جبهة النصرة” ، وإما مرتبط بـ”داعش” ودولة البغدادي الدموية ، وإما بباقي المجموعات المسلحة التكفيرية .

يبدو أن خلو المعسكرات الأمريكية في تركيا والأردن والخاصة بتدريب المعارضة المعتدلة ، هو الذي دفع هذا التحالف إلى العمل على تسويق كذبة أخرى للرأي العام العربي والعالمي ، وهي إضفاء طابع الاعتدال على فرع القاعدة في سوريا (جبهة النصرة) ، حيث يتم بذل جهود حثيثة تقودها قطر ، عبر قناة “الجزيرة” القطرية الطائفية ، والتي بدأت منذ فترة بإجراء لقاءات مع الإرهابي أبو محمد الجولاني زعيم “جبهة النصرة” ، الذي ظهر على شاشتها وقد خلع عنه الثوب الأفغاني التقليدي ، ولبس الزي السوري التقليدي ، ولكن بدا واضحا أيضا ان الرجل لم يرضخ للضغوط القطرية ليخلع بيعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ، وأصر أن يأتمر بأوامره وينفذ توصياته ، ولكنه حاول أن يبعث رسائل اطمئنان إلى الأقليات القومية والدينية والطائفية في سوريا ، حيث تفضل بمنح فرصة لهم لكي يفكروا بالدخول إلى المذهب الوهابي التكفيري قبل أن يعمل في رقابهم السيف!، ونقلت الجزيرة هذا الوعد على انه موقف معتدل من القاعدة ، يختلف كل الاختلاف عن “داعش” التي لا تعطي مجالا لأي كان للتوبة قبل اعتناق المذهب الوهابي.

لما كان حبل الكذب قصيرا، حيث لم تمر سوى أيام قليلة جدا ، على رسائل الجولاني المعتدلة ، حتى ارتكبت عناصره مجزرة رهيبة ضد نحو 40 مواطنا درزيا في قرية قلب لوزة في إدلب ، الأمر الذي افشل كل الجهود وعمليات التجميل التي قامت بها قطر وقناة “الجزيرة” لإظهار القاعدة بمظهر من يختلف عن “داعش” وباقي الجماعات التكفيرية ، والتي يمكن أن يقوم الأمريكان بتدريبهم في الأردن وتركيا كمعارضة مسلحة معتدلة ، وهو ما كان مقدمة لشطب “جبهة النصرة” بعد ذلك من قائمة الإرهاب العالمية ، إلا أن الدماء الطاهرة لضحايا القاعدة و “داعش” والجماعات التكفيرية ، كانت بالمرصاد لمحاولات تسويق هذه الكذبة ، وفضح كل من يقف وراءها ، بعد أن ظهر جليا أن ما يجري في سوريا هي حرب بين الحكومة السورية والجيش السوري والشعب السوري والمقاومة وبين المحور المعادي لسوريا والمتمثل بأمريكا والسعودية وقطر وتركيا والكيان الصهيوني والجماعات التكفيرية بأنواعها.

المصدر / شفقنا

ك ح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*