مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 142

142
مجلة ينابيع
ربيع الثاني ٩٣٤١ه
-
العدد (٨٧) ربيع الأول
ِ
ن
ْ
م
ُ
فهي تماثل منزلة السماء مصدر الي
(المطر) التي تغدق الماء الذي هو
ِ
والبركة
مصدر الحياة على صالح الأرض وطالحها،
ٍ
شيء
َّ
كل
ِ
(وجعلنا من الماء
قال تعالى:
(الأنبياء:03)، وقال
أفلا يؤمنون)
ٍّ
حي
َ
ض
ْ
ر
َ
ْ
ى ال
َ
ر
َ
ت
َ
ك
َّ
ن
َ
أ
ِ
ه
ِ
ات
َ
آي
ْ
ن
ِ
م
َ
شأنه:
َّ
جل
ْ
ت
َّ
ز
َ
ت
ْ
اء اه
َ
م
ْ
ا ال
َ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ا ع
َ
ن
ْ
ل
َ
نز
َ
ا أ
َ
ذ
ِ
إ
َ
ف
ً
ة
َ
ع
ِ
اش
َ
خ
(فصلت:93). فكأن الإمام أراد أن
) ْ
ت
َ
ب
َ
ر
َ
و
في غير أهله
ِ
المعروف
َ
يقول: إن صنع
، ِ
ل
ْ
ث
ِ
الذي لا يجازي المعروف بالم
ُ
ح
ِ
ل
ْ
ص
ُ
ي
كالمطر الذي يحيي الأرض بعد موتها.
A
نفهم من ذلك أن الإمام الحسين
فكرة صنع المعروف في غير أهله
ُ
يؤيد
. وبذلك
ِ
في الأرض
َ
الخير
ُ
مم
ِّ
ع
ُ
كونها ت
يدحض الإمام رؤية الشاعر الجاهلي زهير
بن أبي سلمى.
2)تداعياتالمتلقيمنالاستعارة:
في دعوة الناس إلى
A
يقول الإمام
:
A
الجهاد والمسير إلى صفين مع أبيه
ها
ُ
، وطعم
ٌ
ها ذريع
ُّ
شر
َ
الحرب
َّ
(ألا إن
لها
َّ
ها، واستعد
َ
ت
َ
لها أهب
َ
أخذ
ْ
ن
َ
م
َ
، ف
ٌ
فظيع
ها، فذاك
ِ
ول
ُ
ل
ُ
ها قبل ح
َ
ها، ولم يألم كلوم
َ
ت
َّ
د
ُ
ع
.
)6(
ها)
ُ
صاحب
استعار الإمام الطعم إلى واقع الحرب
اتها. وهذه استعارة تستحق
َ
ف
َّ
ل
َ
خ
ُ
أو م
الحسبان؛ لأن حقيقة الطعم تكمن في
المأكل والمشرب لا في الحرب. وقد
خرج الكلام مخرج الإخبار بالآثار المترتبة
ا ... من الحرب.
ً
ا وإنساني
ً
نفسي
فكأن الإمام لما استعار الطعم للحرب
ُ
ر
ُ
ع
ْ
ش
َ
ها كما ي
ِ
بمرارت
َ
المتلقي
َ
ر
ِ
ع
ْ
ش
ُ
أراد أن ي
وبنكهته.
ِ
الطعام
َ
بمرارة
ُ
الذائق
والخطاب هنا يكشف عن شخصية
، بأنها عارفة بزمام الحرب وشاهدة
ِ
بانيه
النفس
ّ
على نوازل الزمان التي لا تعرفها إ
والنفس المعبأة
ِ
الكثير
ِّ
عة للهم
ِّ
المتجر
بالأمل والتضحية.
3) تداعيات المتلقي من الكناية:
في أمر الإمام
A
قال الإمام الحسين
له ظهوره
ُ
الله
َ
ل
ّ
المهدي المنتظر (عج
،
A
ُّ
ي
ِ
د
ْ
ه
َ
م
ْ
ال
َ
ج
َ
ر
َ
ذا خ
ِ
له حضوره): (إ
َ
ل
ّ
وسه
ُ
ف
ْ
ي
َّ
الس
َّ
لا
ِ
ش إ
ْ
ي
َ
ر
ُ
ق
َ
و
ِ
ب
َ
ر
َ
ع
ْ
ال
َ
ن
ْ
ي
َ
ب
َ
و
ُ
ه
َ
ن
ْ
ي
َ
ب
ْ
ن
ُ
ك
َ
ي
ْ
م
َ
ل
.
)7(
)...
يتداعى في ذهن المتلقي من هذه
الكناية عداء العرب ودورهم في الاعتراض
على قدوم الإمام الحجة المنتظر (عج)،
ا المناخ
ً
ويتداعى في ذهن المتلقي أيض
الواقعي لظهور الإمام المهدي (عج).
ا
ً
مؤشر
ّ
و(السيف) هنا لا يملك إ
على المجابهة التي يخوضها الطرفان.
) تقطع الطريق أمام أي
ّ
وأداة الاستثناء (إ
احتمال بدل قاعدة السيف، فكأن الاستثناء
هنا أفاد القطع أو الجزم بالخبر.
وقد جاء السياق التعبيري للكناية بصيغة
+
خبرها المقدم
+
الجملة الفعلية (لم يكن
اسمها المؤخر) دون توظيف صياغة الجملة
الاسمية؛ لأن الصيغة الفعلية تدل على
الحركة والتغير والتجدد وهذا ما يتناسب
مع حدث ظهور الإمام المهدي (عج)
مع حراك
ً
تآزرة
ُ
فجاءت الصيغة الفعلية م
حدث الظهور، أما الصيغة الاسمية تفيد
، فالإمام المهدي
)8(
الثبوت والاستقرار
لم يظهر بعد؛ أي أن الإخبار هنا دال على
لا الثبوت؛ فالأمر لم
ً
الحدوث مستقب
A
يتم ولم يحصل بعد. فالإمام الحسين
وظف الجملة في مكانها اللائق بها. وهذا
الأسلوب التعبيري يؤشر على أن الإمام
يستعمل بنية الكلمة في غاية
A
الحسين
الدقة والقصدية.
وإلى هنا نمسك بعنان القلم، ونحسب
1,143,144,145,146,147 132,133,134,135,136,137,138,139,140,141,...148
Powered by FlippingBook