روبرت فيسك: لم يتحدث الإعلام الغربي عن تفجير كابول كعمل إرهابي، بالرغم من أن الحكومة الأفغانية قالت إنه كذلك

319
كيف يمكن للمسلم أن يكون إرهابيًا فى أوروبا، ولكن مجرد معتد في جنوب شرق آسيا؟
كيف يمكن للمسلم أن يكون إرهابيًا فى أوروبا، ولكن مجرد معتد في جنوب شرق آسيا؟

الحكمة – متابعة: انتقد الكاتب الصحفى روبرت فيسك فى مقال على الإندبندنت الإثنين التسميات التى تطلقها الصحافة والشرطة الغربية على منفذي عمليات القتل طبقًا لدينهم وهوية ضحاياهم.

فقال فيسك: “أنا يئست من هذه الكلمة القديمة العامة التى تدعو للكراهية، ’الإرهاب‘، فقد أصبحت منذ مدة طويلة توقيعًا ومن علامات الترقيم لكل السطحيين من السياسيين ورجال الشرطة والصحفيين، وكل مراكز الأبحاث الغربية حول العالم”.

وأضاف فيسك: “إن هاجمنا مسلمون فهم إرهابيون وإن هاجمنا من هم من غير المسلمين فهم مطلقو نيران، وإن هاجم مسلمون مسلمين آخرين فهم معتدين”.

وأشار الكاتب إلى أن الضباط الألمان والعاملين بالـBBC والـCNN وفوكس نيوز أطلقوا على حادث إطلاق النار فى ميونيخ إنه عملًا إرهابيًا، ويعلم مشاهدوهم أن هذا معناه أنهم يعتقدون أن منفذي العملية مسلمون، ولهذا فهم “إرهابيون”، ولهذا يُشتبه فى انتمائهم لتنظيم “داعش”.

ثم تبين أن منفذ العملية، شاب يدعى “علي سنبلي”، وكان مهووسًا بالقتل الجماعي وولد بألمانيا، فتحول الشاب من “إرهابى” إلى “مطلق النيران” أو “shooter” وهذه الكلمة معناها بالنسبة للناس أنه ليس مسلم، بحسب المقال.

أما فى كابول بأفغانستان حيث قُتل 80 أفغانيًا وأصيب 260 آخر إثر انفجار فى اعتصام أقاموه احتجاجًا على عدم توصيل الكهرباء لمناطق تقطن فيها الأقلية الشيعية، فقد زعم نشطاء أن الحكومة مسئولة عن التفجير، ولكن الإعلام الغربى لم يركز على هذه المعلومة، بل على من أعلن مسئوليته، فقد نفت طالبان مسئوليتها عن التفجير وتبنته “داعش”، طبقًا للمقال.

كما لم يتحدث الإعلام الغربي عن تفجير كابول كعمل إرهابي، بالرغم من أن الحكومة الأفغانية قالت إنه كذلك، “ولكننا قلنا عنهم انتحاريين ومعتدين بنفس الطريقة التى تحدثنا بها عن مطلق النار فى ميونيخ”، على حد قول فيسك.

وتابع فيسك: “كيف يمكن للمسلم أن يكون إرهابيًا فى أوروبا، ولكن مجرد معتد في جنوب شرق آسيا؟ هل لأن القتلة فى كابول لم يعتدوا على غربيين؟ أم لأنهم اعتدوا على إخوانهم المسلمين؟”

وأكد فيسك إن “هوية الإرهابي” اختفت ما إن تبين أن علي سنبلي كان مهتمًا بعمليات القتل الجماعي التي يقوم بها الغربيون، وليس أبوبكر البغدادي، أما قتلة “داعش” الحقيقيين فقد سلموا من وصمة الإرهاب كلية.

وقال الكاتب البريطانى إن هذه “التسميات التى لا معنى لها” سيتم التلاعب بها حتى مع سقوط المزيد من الضحايا الأوروبيين الذين يتبين أنهم مسلمون، مضيفًا أن العدد الكبير من المسلمين الذين قتلوا فى حاث الدهس فى نيس بفرنسا تم ملاحظته، ولكنه نادرًا ما وصل إلى العناوين، أما الشباب الأربعة الأتراك الذين قتلوا على يد سنبلي في ميونيخ فتم ذكرهم داخل متن الأخبار.

ولفت فيسك إلى أنه لا يتم ذكر هوية المسلمين فى أوروبا إذا كانوا ضحايا، ولكنها شديدة الأهمية إذا كانوا هم المعتدين، أما فى كابول حيث كان القتلى والضحايا مسلمين، فلم يكن هذا محل اهتمام للغرب، فقالوا إن “معتدين اثنين” قاما “بالهجوم” وتركا 80 من القتلى، وكأنه خبر عن مباراة كرة قدم.

المصدر: موقع عروبة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*