العراق يسترجع 120 مليون دولار من المنظمة العالمية للطيران

315

6-3-2016-S-09

      بغداد – الحكمة: تمكن العراق وبعد جهود حثيثة من وزارة النقل من استرجاع 120 مليون دولار من المنظمة العالمية للطيران كرسوم متأخرة عن الطائرات التي مرت بالأجواء العراقية.

وفي وقت أكدت فيه الوزارة أن الحكومة المركزية تتمتع بالسيادة الكاملة على تلك الأجواء، كشفت عن تجاوز عدد الرحلات الداخلية والخارجية التي سيرتها الخطوط الجوية العراقية خلال العام «2015» 25 ألف رحلة.

 في غضون ذلك، نشرت «الصباح» في صحيفتها أنها قد أجرت جولة استمرت أكثر من 5 ساعات في مطار بغداد الدولي للاطلاع على الأوضاع الأمنية وحركة المسافرين فيه، إذ تمت ملاحظة الحركة الطبيعية، كما أجريت لقاءات مع عدد من المسافرين الذين أكدوا حدوث تطور ملحوظ في الخدمات المقدمة في المطار.

نجاح عراقي كبير

مدير النقل الجوي في المنشاة العامة للطيران المدني رافد حمدان الطائي قال أن «البلاد تتمتع بالسيادة التامة على أجوائها»، منوهًا بأن سلطة الطيران المدني هي فقط من تعطي حق عبور الأجواء.

وأشار إلى أن عدد الطائرات التي تعبر الأجواء العراقية يوميًا يتراوح بين 60 إلى 100 طائرة، وهناك رسم يؤخذ على كل طائرة تعبر يوضع في صندوق خاص للطيران المدني، معلنًا تمكن الوزارة من استرجاع مبلغ 120 مليون دولار خلال العام الحالي من المنظمة العالمية للطيران كرسوم متأخرة أخذت عن فترات من الانقطاع عن المنظمة، إذ لم يتم خلالها استحصال رسوم عن الطائرات المارة بالأجواء العراقية.

وأشار إلى أن ذلك حدث بجهود استثنائية من الوزارة من خلال تدقيق الحسابات المتراكمة والديون والمستحقات كافة.

مواصفات عالمية

وأضاف الطائي أن سلطة الطيران المدني والخطوط الجوية تعملان جاهدتين على إعادة طيران الخطوط الجوية في أي أجواء بدون أن يكون هناك محدد أمامها، لافتًا إلى أن وفدًا يمثل سلطة الطيران المدني والخطوط الجوية توجه مؤخرًا إلى منظمة الاتحاد الأوروبي ومنظمة السلامة الأوروبية (الالياسا) من أجل التفاوض بهذا المجال، فيما تم الاتفاق على أن ترسل المنظمة وفدًا إلى البلاد من أجل الاتفاق على نظام معين وسياقات جديدة لإعادة الطيران العراقي إلى الأجواء، إلى جانب ذلك فإن شركة الخطوط الجوية العراقية تعاقدت مع منظمة (الالياسا) واتحاد الناقلين الجويين العالمي من أجل وضع الخطوط الجوية العراقية حسب المواصفات العالمية واستقدام خبراء عالميين من أجل إعادة هيكلة الخطوط العراقية.

تعظيم الواردات

من جانبه، أفاد مدير مطار بغداد الدولي علي جواد كاظم بأن المنشأة العامة للطيران المدني رفعت توصية إلى وزير النقل من أجل زيادة مبلغ ضريبة المطار على كل مسافر التي تبلغ 15 ألف دينار إلى 25 ألف دينار ضمن خطط تعظيم الواردات.

وبيّن كاظم أن الجبابة من خلال تسديد كل شركة طيران مبالغ ركابها مستقطعة من تذاكر السفر وليس من المسافر، لافتًا إلى أنه سيتم تطبيق ذلك حين البت في الموضوع.

وأوضح أن الشركة تسعى إلى تعظيم وارداتها من خلال تأجير الكافتريات والمحال وبعض الأراضي التابعة إلى المطار وكذلك اللوحات الإعلانية من أجل تطوير خدماتها من خلال المبالغ المستحصلة عن هذه الايجارات، في حين أكد أن الشركات التي تتعاقد معها إدارة المطار من أجل خدمات الماء والكهرباء والخدمات الأمنية وجميع أنواع الخدمات يتم استحصال الضرائب منها وبموجب شروط جزائية في العقد تضمن التسديد.

تطوير مطار بغداد

وأكد كاظم أن لدى الشركة خطة سنوية لتطوير المطار، إذ أن الخطة للعام الحالي 2016 تضمنت زيادة قاعات المطار إلى 4 قاعات، اثنتان منها تجديد وهما بابل ونينوى، وقاعتان جديدتان هما كربلاء وسامراء، موضحًا في هذا الصدد قرب افتتاح قاعة سامراء بعد تأهيلها بالتنسيق مع محافظة بغداد والتي حققت نسبة إنجاز متقدمة بواقع 85 بالمئة، إلى جانب صالة كربلاء المخصصة للزوار والحجاج والمعتمرين والتي بلغت نسبة إنجازها 75 بالمئة.

مدير المطار كشف عن معدل الطائرات المسيرة يوميًا، مبينًا أنها من 35 إلى 40 رحلة، فيما يصل عدد الرحلات إلى 50 رحلة أثناء مناسبات الزيارات إلى العتبات المقدسة والعطل والأعياد.

إجراءات أمنية

كما أكد أن إدارة المطار تسعى إلى الحفاظ على الوضع الأمني في المطار بالشكل الأمثل من خلال اختيار شركات أمنية رصينة تكون مسؤولة عن أمن المطار، لافتًا إلى أن إدارة المطار مددت عقدها لمدة 6 أشهر مع الشركة البريطانية المسؤولة عن أمن المطار ضمن مدة التعاقد معها والبالغة خمس سنوات.

وأشار كاظم إلى أن الشركة تعتمد على منظومة أمنية رصينة جدًا تحرص على تأمين المطار داخليًا وكذلك ضمن حدوده، لافتًا إلى أن المطار مساحته 40 كيلو متر مشمول بخطة أمنية دقيقة، كما أن السور المحيط به محمي بشكل كامل. وتابع مدير المطار بالتأكيد «وجود قوات منتشرة لحمايته، منها لواء 61 التابع إلى مجلس الوزراء الذي مهمته حماية ما بعد السور، وكذلك قوات الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب»، مضيفًا أن 12 كيلو متر بعد سور المطار مؤمن بشكل كامل من قبل هذه القوات، فضلًا عن أن هذه القوات تعمل على تشكيل خلية أزمة عند حدوث أحداث أمنية خاصة، كما حصل مؤخرًا في أبو غريب، إضافة إلى وجود 11 نقطة تفتيش موزعة بين جميع أجزاء المطار ومنظومة كاميرات تضم أكثر من 900 كاميرا بموجب منظومة أمنية رصينة.

كثافة الرحلات

وفي سياق متصل، بيّن مدير عام شركة الخطوط الجوية العراقية التابعة للوزارة أسامة الصدر أن «عدد الرحلات الداخلية والخارجية على متن طائرات الخطوط الجوية العراقية من المطارات العراقية بلغ 25 ألفا و542 رحلة داخلية ودولية».

وأشار إلى أن مطار بغداد الدولي جاء في المقدمة بواقع 17022 رحلة، ويليه مطار النجف الأشرف الدولي بواقع 4452 رحلة، فيما بلغ عدد الرحلات في مطار البصرة الدولي 2204 رحلة، أما عدد الرحلات في مطار أربيل الدولي فبلغت 1036 ، ويليه مطار السليمانية بواقع 331 رحلة».

وأضاف مدير عام الشركة أن «أعداد المسافرين في تلك المطارات خلال العام نفسه وصلت إلى مليونين و261 ألفًا و699 مسافرًا، بواقع 1200276 مسافرًا دوليًا و861423 مسافرًا داخليًا»، لافتًا إلى أن «شركة الخطوط الجوية تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات للمسافرين على متن طائراتها».

إشادة بالاجراءات

وأجرت (الصباح) خلال جولتها في أروقة المطار، استطلاعًا لآراء عدد من المسافرين الذين التقت بهم في قاعات وصالات المطار والذين اجمعوا على وجود تقدم واضح في نوعية الخدمات المقدمة لهم في المطار، وكذلك اجراءات السفر التي تجري بشكل انسيابي، إضافة إلى الجهود المبذولة من قبل سلطة الطيران ومديرية العلاقات العامة في السلطة التي تسعى إلى توضيح كل ما يتعلق بعمل المطار وتنقله بصورة شفافة وحقيقية.

المسافر محمود كاظم أكد أن الخدمات في المطار «جيدة جدًا» من ناحية التنظيم في التفتيش بشكل يضمن انسيابية المرور وعدم حدوث اكتظاظ يجعل المواطن ينتظر دوره على الرغم من انتشار نقاط التفتيش لحين الوصول إلى صالة المطار، وكذلك النوعية، إذ أن قاعات المطار مهيأة بشكل جيد للانتظار وتوجد مطاعم ومحال تجارية متعددة في جميع القاعات جميعها نظيفة وواسعة مع توفر سيارات منوعة متعددة بأسعار مختلفة تتيح للمواطن الاختيار بحسب امكاناته، فضلًا عن أن الحافلات الكبيرة تنقل المواطنين مجانًا، وهي خدمة مهمة تراعي جميع المسافرين.

خدمات جيدة

من جانبها، أكدت المواطنة هبة فلاح أن المطار يضم خدمات تراعي كبار السن والمعاقين والمرضى المسافرين من أجل العلاج أو اجراء عمليات جراحية أهمها وجود جسور جوية لأن من الصعب على هذه الفئات الصعود والنزول في حافلات من بوابة الطائرة حتى الوصول إليها، كما أن الطائرات واسعة ومقاعدها مريحة جدًا تتيح للمسافرين قضاء أوقات سفر مريحة. فيما لمس المواطن سعد علي الذي يسافر بشكل مستمر لأغراض التجارة وجود تطور واضح على الخدمات المقدمة داخل المطار في كل سفرة، موضحًا أن من أهم التطورات هي نوعية الطعام المقدمة للمسافرين داخل الطائرة.

ولفت إلى أن الوجبات في السابق كانت «رديئة جدًا»، وتقتصر على نوع واحد بيد أن الأسابيع الأخيرة تحسنت فيها نوعية الطعام من ناحية جودة الوجبات المقدمة وتعدد الأكلات، فضلًا عن خدمة ملاك الطيران من مضيفين ومضيفات، إذ أنهم على أتم الاستعداد طيلة وقت الطيران لتقديم شتى أنواع الخدمات للمسافرين، إضافة إلى الخدمة الطبية التي تخص المسافرين الذين يعانون من أمراض معينة.

س م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*