الإرهابيون العائدون: سيارات رياضية بدلا من سروال علاء الدين

309

0,,18627779_303,00الحكمة – متابعة: يمثل أمام محكمة في مدينة سيله الألمانية إرهابيان يفترض أنهما قاتلا في صفوف داعش. أحدهما كشف عن الوسائل التي يجتذب بها المتطرفون الشباب في مدينة فولفسبورغ للإرهاب في سوريا. أيوب، أحد المتهمين، يحكي قصته.

يتهم المدعي العام الاتحادي الإرهابيين العائدين من القتال في صفوف داعش، أيوب ب. وإبراهيم هـ. ب. بالانتماء لمنظمة إرهابية. كما يُتهم أيوب ب. البالغ من العمر 26 عاما بالإضافة إلى ذلك بالتحضير لعمل خطير يهدد أمن الدولة، لأنه شارك في تدريبات عسكرية واستخدام السلاح، حسب لائحة الاتهام. أما المتهم الثاني إبراهيم هـ. ب. والبالغ من العمر 27 عاما، وحسب التحقيقات الأولية، فقد كان على وشك تنفيذ عملية انتحارية في بغداد. لكن المحاكمة تتركز بشكل أساسي على قضية أيوب ب.

قدم أيوب وعلى مدى ثلاث ساعات متواصلة اعترافات كاملة أمام محكمة مدينة سيله بشمال ألمانيا. وبشرح مفصل وضح المتهم، وهو شاب ألماني من أصول تونسية، في اليوم الثاني من المحاكمة كيف وقع الكثير من شباب مدينة فولفسبورغ الذين تم تسميتهم لاحقا بخلية فولفسبورغ، في شرك داعش.

وفرت المحكمة لضرورات القضية نسختين من القرآن
وفرت المحكمة لضرورات القضية نسختين من القرآن

خطيب بارع يجذب الجميع إلى دربه

وحسب التقارير، تبدأ عملية تطرف الشباب في لقاءات الصلاة. وحسب قول أيوب، فإن خطيبا يتمتع بكاريزما كبيرة يحمًس الشباب للالتحاق “بالدولة الإسلامية-الجديدة والعادلة” والمخصصة فقط للمسلمين، على حد تعبيره. وبهذه الطريقة أطلق الخطيب دعوة لسفر الشباب إلى سوريا، كما يقول أيوب في اعترافاته أمام المحكمة. ويضيف أيوب ” ويؤكد الخطيب أن هذا هو الإسلام الحقيقي، والجميع يذهب إلى هناك، إنه بلد حديث”. وبهذه الكلمات كان الخطيب يروج للسفر إلى مناطق داعش، حسب قول أيوب.

وكان لسفر بعض الشباب من مجموعة فولفسبورغ إلى سوريا تأثير كبير دفع آخرين في المجموعة للالتحاق بهم. وقال أيوب في اعترافاته “إن البعض كان يبرر سفره بأنه يريد أن يشارك في (الحرب المقدسة)، فيما برر آخرون سفرهم بضرورة تقديم المساعدات الإنسانية”. ويضيف أن واحدا تلو الآخر سافروا أو فكروا في السفر وفي ظل هذه الأجواء المؤثرة قرر هو أيضا السفر. لكن الشباب كانوا على علم بأن الأجهزة الأمنية الألمانية تراقب تحركاتهم وأن ذويهم قلقون للغاية، لهذا، كما يقول أيوب في اعترافاته، تم التحضير للسفر بسرية تامة.

الأب يحذر من الإرهابيين

لكن أيوب قال أيضا معترفا ” أكون كاذبا إذا قلت بأني سافرت إلى سوريا دون علم بما ينتظرني هناك”. بيد أن أيوب يبرر سفره إلى سوريا والالتحاق بداعش برغبته في دراسة علوم الإسلام. وأضاف أيوب أنهم كانوا يغشًونا بالقول “سترى أضواء تركيا من داخل سوريا، ويمكنك العودة في أي وقت تشاء”. لكن دعاة داعش لم يقولوا لنا شيئا عن ” قطع الرؤوس” وجعل الناس القادمين عبيدا أو أن المسلمين يقتلون بعضهم بعضا”.

وقال المتهم أيوب إن زيادة وتيرة التطرف في فولفسبورغ في مسجد تونسي والذي يحتل فيه والده مقعدا في هيئته الإدارية كان واضحا وملفتا، مشيرا إلى أن الخطيب المتحمس وآخرين من الذين يمثلون إسلاما متطرفا منعوا من دخول المسجد. مضيفا أن والده حذره من مخالطة هؤلاء الرجال، حيث تحدث بكل وضوح عن الإرهابيين. لكن الخطيب كان أكد له بأن هؤلاء كبار السن لم يفهموا الإسلام بعد. وعلى إثر ذلك بدأت المجموعة المتطرفة من الشباب باللقاء في مسجد تركي، حيث كان الأتراك لا يفهمون أحاديثهم التي كانت تجري باللغة العربية.

مشهد افتتاح جلسة المحكمة
مشهد افتتاح جلسة المحكمة

شكوك تحوم حول تعاليم داعش الإيديولوجية

ويصف المراقبون داخل المحكمة أيوب بأنه شاب نحيف متوسط القامة واجه الصعوبات في صباه، حيث تعثر في المدرسة وتورط في مشاكل المخدرات حتى أصبح محاربا في ساحات القتال مع داعش لينتهي به الأمر في سجن ألماني، لكن اعترافاته كانت مفصلة بشكل كبير. وكان أيوب يضحك أحيانا أثناء سرده الأحداث ويدفع الحاضرين في قاعة المحكمة إلى الابتسامة.

” لن ألبس سروال علاء الدين، ولدي ملابس على الموضة” بهذه الكلمات كان أيوب يبرر رفضه ارتداء السروال الداعشي السلفي المعروف.

(DW)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*