من هم البكاءون الخمسة ؟ وما كان سبب بكائهم؟!

388

5-8-2015-S-05

     الْبكّاءُون الخمسة، هم خمسة من المعصومين (عليهم السلام)، ثلاثة منهم من الأنبياء، اشتهروا بكثرة بكائهم، وهم:

1. نبي الله آدم (عليه السلام) أبو البشر، خلقهُ اللهُ عزّ و جلّ عام الهُبوط على الأكثر (6880 قبل الهجرة) وتوفي عام: (930 من الهبوط (5950 قبل الهجرة)(1).
2. النبي يعقوب (عليه السَّلام)، و هو ابن النبي إسحاق بن النبي إبراهيم (عليهما السلام)، عاش ما بين (2139 – 1992 قبل الهجرة)، تُوفي بمصر ودُفن بأرض كنعان(2).
3. النبي يوسف (عليه السَّلام)، و هو ابن النبي يعقوب بن النبي إسحاق (عليهما السلام)، عاش ما بين (2078 – 1968 قبل الهجرة)، ولد في قرية “فدان أرام” بالعراق، و فيه جعل الله النبوة والمُلك(3).
4. السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت رسول الله محمد (صلى الله عليه و آله)، وُلدت يوم الجمعة 20 جمادى الثانية سنة: 2 أو 5 بعد البعثة بمكة المكرمة، و قضت شهيدة في جمادى الثانية سنة (11) هجرية في المدينة المنورة، وقبرها غير معلوم وذلك بناءً على وصيتها لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام).
5. الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، لُقّب بزين العابدين والسجاد، وُلد يوم (5) شعبان سنة (38) هجرية، (وقيل يوم (15) جمادى الأولى سنة (36))، أيام خلافة جده أمير المؤمنين (عليه السلام)، قضى شهيداً في يوم (25) من شهر محرم الحرام سنة (95) هجرية، ودُفن بجنة البقيع في المدينة المُنورة.

الْبَكَّاءُونَ في رواية الإمام الصادق (عليه السّلام):

رُوِي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أَنهُ قَالَ:

“الْبَكَّاءُونَ خَمْسَةٌ: آدَمُ، وَيَعْقُوبُ، وَيُوسُفُ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه و آله)، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليهما السَّلام)”.

سبب بُكائهم:

ثم أن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) بَيَّنَ سبب بكائهم و قال:

“فَأَمَّا آدَمُ فَبَكَى عَلَى الْجَنَّةِ حَتَّى صَارَ فِي خَدَّيْهِ أَمْثَالُ الْأَوْدِيَةِ.

وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَبَكَى عَلَى يُوسُفَ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ ، وَ حَتَّى قِيلَ لَهُ: ﴿قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾(4).

وَأَمَّا يُوسُفُ فَبَكَى عَلَى يَعْقُوبَ حَتَّى تَأَذَّى بِهِ أَهْلُ السِّجْنِ، فَقَالُوا إِمَّا أَنْ تَبْكِيَ اللَّيْلَ وَ تَسْكُتَ بِالنَّهَارِ، وَ إِمَّا أَنْ تَبْكِيَ النَّهَارَ وَ تَسْكُتَ بِاللَّيْلِ، فَصَالَحَهُمْ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا.

وَأَمَّا فَاطِمَةُ (عليها السلام) فَبَكَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) حَتَّى تَأَذَّى بِهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا لَهَا قَدْ آذَيْتِنَا بِكَثْرَةِ بُكَائِكِ، وَ كَانَتْ تَخْرُجُ إِلَى الْمَقَابِرِ مَقَابِرِ الشُّهَدَاءِ فَتَبْكِي حَتَّى تَقْضِيَ حَاجَتَهَا ثُمَّ تَنْصَرِفُ.

وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السَّلام) فَبَكَى عَلَى الْحُسَيْنِ (عليه السَّلام) عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، مَا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَعَامٌ إِلَّا بَكَى، حَتَّى قَالَ لَهُ مَوْلًى لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ !

قَالَ: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾(5)، إِنِّي لَمْ أَذْكُرْ مَصْرَعَ بَنِي فَاطِمَةَ إِلَّا خَنَقَتْنِي لِذَلِكَ عَبْرَةٌ”(6).

المصادر:
  • 1. يراجع : دائرة المعارف الحسينية : الجزء الأول من الحسين و التشريع الإسلامي / 54 ، للبحاثة الدكتور الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي .
  • 2. المصدر السابق : 65 / الهامش .
  • 3. المصدر السابق : 66 / الهامش .
  • 4. القران الكريم : سورة يوسف ( 12 ) ، الآية : 85 ، الصفحة : 245 .
  • 5. القران الكريم : سورة يوسف ( 12 ) ، الآية : 86 ، الصفحة : 245 .
  • 6. وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 3 / 280 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1409 هجرية ، قم / إيران.

س م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*