الطب الصيني: النظام الغذائي ليس سعرات حرارية بل طاقة متوازنة

302
مبدأ يين يانغ لتوازن الطاقة (إنترنت)
مبدأ يين يانغ لتوازن الطاقة (إنترنت)

الحكمة – متابعة: يعتبر الطب الصيني التقليدي أن عدم معرفة الإنسان بالنظام الغذائي السليم، يجعل التمتع بصحة جيدة أمراً شبه مستحيل. ويعتبر أن سلامة الغذاء وفائدته يعنيان بالدرجة الأولى التوازن الذي تحدثه داخل أجسامنا عند تناوله.

والعلاج في الطب الصيني يرتكز على طبيعة الأطعمة والمشروبات المستمدة من مبدأ اليين واليانغ، مبدأ التكامل والتوافق على الرغم من التضاد. فاليين واليانغ طاقتان مكملتان لبعضهما البعض، طاقتان متضادتان ولا تتواجد إحداهما من دون الأخرى. هما طاقتان يرمز إليهما باللونين الأبيض لليانغ، والأسود لليين، واللذين يتداخلان في شكل دائري. واليانغ تعني النور والنشاط والقوة والأعلى والساخن، تقابلها اليين الدالة على الظلام والسكون والضعف والأسفل والبارد.

وبما أن العلاج الصيني التقليدي يعتمد مبدأ التوازن والتكامل هذا، فهو يبحث عن الخصائص الحيوية للأطعمة والغذاء. لا يهتم بالسعرات الحرارية وكمية البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات في الطعام والشراب، لكنه يركز على التوازن بين الطعام ومن يتناوله، باعتباره مصدراً أساسياً للطاقة، أي على توازن اليين واليانغ داخل أجسامنا.

وطالما أن أجسامنا تتأثر بالطاقة التي يمدنا بها الغذاء، ساخنة كانت أم باردة، فإن طبيعة الشراب أو الطعام تتحدد وفقاً لتأثيرها علينا. فلو تناولنا الشاي ساخناً، فهو يولد بطبيعته طاقة باردة في جسمنا، وبناء عليه نعتبر الشاي من المشروبات الباردة. ولذلك بعد شرب الشاي الساخن بوقت قصير، تبدأ حرارة الجسم بالتوازن معه ما يجعلها تنخفض، وبالتالي تتولد داخل الجسم طاقة باردة، تهدّئه وتنعشه.

ووفقاً لمستويات الطاقة الحرارية تقسم الأطعمة إلى ما يلي:

الأطعمة الساخنة

تزيد اليانغ، وتسرّع تدفّق الطاقة، وتنشط، وتدفّئ، وتفرّق، وتحرّك ما في الداخل نحو الخارج، تدفّئ الأمعاء والأحشاء، تقضي على البرد الداخلي والخارجي، وتحرك طاقة الجسم الدفاعية. وفي حال تناول الإنسان الكثير من الأطعمة الساخنة فإنه يتسبّب بأذية اليين، ويجفف جسمه من السوائل. والأطعمة الساخنة ذات الطبيعة الحرارية: لحم الضأن، القرفة، الفلفل الحار، الكاري، الثوم، الزنجبيل، البابريكا، الفلفل.

الأطعمة الدافئة

الأطعمة الدافئة تعزّز اليانغ وتدفّق الطاقة، تدفّئ الجسم، الأحشاء والأمعاء على السواء، وتعزّز طاقة مراكز الحرق في الجسم؛ وهي المعدة والبنكرياس والطحال. وتناول الأطعمة الدافئة بإفراط يؤدي إلى إشباع اليانغ إلى حد التخمة. ومن الأمثلة على الأطعمة الدافئة: الكاكاو، القهوة، الزبدة، جبنة الماعز، لحم البقر، الدجاج، السلمون، سمك الأنقليس، الكرز، الشمر، الكراث، الخوخ، البصل، اليانسون، الريحان، إكليل الجبل، الجوز.

الأطعمة المحايدة

 الأطعمة المحايدة تعزّز تدفق الطاقة وسوائل الجسم، وتوازن البدن وتحقّق الاستقرار والمواءمة فيه. يمكن استخدام الأطعمة المحايدة لعلاج النقص بطاقة اليين. والأطعمة المحايدة مثل العسل، الجبن البقري، سمك الشبوط، البط، بيض الدجاج، الإوز، الجزر، القرنبيط، العنب، البلح، البطاطا، الذرة، العدس، الدخن، البازلاء، الأرز، البندق.

الأطعمة الباردة

الأطعمة الباردة كاسمها تبرّد الجسم، تخفف الحرارة الداخلية، ولديها تأثير مهدئ للمزاج. وتناول الكثير من الأطعمة الباردة يسبب الخلل في اليانغ وفي تدفق الطاقة. والأطعمة ذات الطبيعة الحرارية الباردة منها: الماء، الملح، صلصة الصويا، القريدس(الروبيان)، الهليون، الموز، البرتقال، الأعشاب البحرية، الطماطم، البطيخ، الهندباء، الخس، جذور اللوتس، فاكهة النجمة أو الكارامبولا الآسيوية.

الأطعمة المنعشة

الأطعمة المنعشة تعتبر مكملة لسوائل الجسم والدم. تبطئ الطاقة وتدفقها وتبعد الحرارة. منها الشاي الأسود، عصير الفواكه، الشاي بالنعناع، اللبن الرائب، حليب الصويا، اللبن الزبادي، الكرفس، الخيار، فول الصويا، البراعم، السبانخ، الكوسا، الشعير، التوفو، القمح، الطرخون، الفطر، الفراولة. والكثير من الأطعمة المنعشة تماثل الأطعمة الباردة في تأثيرها على الجسم.

(العربي الجديد)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*