إمام جمعة كربلاء يحذّر من حرب “طويلة” تمزق المنطقة وتحولها إلى دويلات
338
شارك
الحكمة – متابعة: دعى معتمد المرجعية الدينية العليا من جميع القوى السياسية والدينية والاجتماعية في العراق أن يكون لها موقف من طبيعة الصراع الدائر مع عصابات داعش ينبع من القناعة التامة بأن هذا الصراع صراع وطني وأخلاقي وأنساني وليس صراعاً طائفياً, كما دعت الحكومة العراقية بمطالبة الجارة تركيا بزيادة الإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات ووضع خطة طوارئ للمحافظات الواقعة على عمود نهر الفرات سواءً للإرواء أو لمياه الشرب كما استذكرت المرجعية الدينية العليا بإكبار وإجلال الجندي البطل الشهيد مصطفى العذاري الذي عانى ما عانى من الأذى والتعذيب قبل أن يستشهد على أيدي شرار خلق.
وقال ممثل المرجع السيستاني خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة 10/شعبان/1436هـ الموافق 29/5/2015م ما نصه “في ليلة النصف من شعبان ذكرى ولادة الإمام الحجة بن الحسن المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سيعبّر محبو أهل البيت (عليهم السلام) عن ابتهاجهم وسرورهم بهذه المناسبة السعيدة وسيؤدي الكثير منهم – تزامناً مع ذلك- مراسم الزيارة للإمام الحسين (عليه السلام) هنا في كربلاء.، مشيرا إلى أن هذه السنة تختلف في طبيعة ظروفها ومصاعبها وتحدياتها عن السنين الماضية، حيث يخوض شعبنا ومقاتلو القوات المسلحة والمتطوعون الأبطال معركة مصيرية ضد عصابات داعش، وقد سقط بسببها الكثير من الشهداء والجرحى وخلفت أعدادا إضافية من الأيتام والأرامل والثكالى، وتسببت في نزوح أعداد كبيرة من المواطنين خارج مدنهم وقراهم”.
وأضاف الشيخ الكربلائي, “ومن هنا ينبغي أن تكون مظاهر الفرح والسرور في احتفالاتنا بمناسبة ذكرى ولادة الإمام (عليه السلام) في حدود ما تنسجم مع هذه الأوضاع الحرجة والاستثنائية التي يمر بها بلدنا وان نصرف جلّ اهتمامنا وإمكاناتنا في دعم المقاتلين في الجبهات ورعاية أحوال النازحين واليتامى والأرامل، والسعي إلى القيام بمزيد من الأعمال المقربة إلى الله تعالى والابتعاد عن معاصيه ومراعاة ما تقتضيه قداسة وشرافة المناسبة وعدم ممارسة أي تصرفات منافية لها.، داعيا من جميع الزائرين الكرام التعاون مع الأجهزة الأمنية والخدمية، والمحافظة على الحشمة والوقار والعفّة والحجاب، وأيضا رعاية النظام والنظافة وعدم الإسراف في الطعام، وعدم الإضرار بالأموال العامة، مع ترشيد الاستهلاك سواء على صعيد استخدام الطاقة الكهربائية أو الماء أو الاحتياجات الأخرى مراعاةً للأوضاع الاقتصادية والمالية التي يمر بها العراق”, كما دعا الزائرين إلى التحلي بسعة الصدر وحُسن الخُلق مع الآخرين وتجنّب أي احتكاك، والابتعاد عن استغلال هذه المناسبة الدينية لأغراض سياسية أو دعائية أو حزبية أو شخصية.
ودعا ممثل المرجع السيستاني من خلال خطبته في الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون الخبرية دعا جميع القوى السياسية والدينية والاجتماعية في العراق أن يكون لها موقف من طبيعة الصراع الدائر مع عصابات داعش ينبع من القناعة التامة بأن هذا الصراع صراع وطني وأخلاقي وأنساني وليس صراعاً طائفياً بقوله “إن استجلاء طبيعة الأحداث التي تمر بها المنطقة والتمدد لعصابات داعش وأمثالها في مناطق معينة من العراق وما يجاورها من بعض الدول الأخرى مع توفر دلائل واضحة على تقديم التسهيلات والإسناد مالياً ولوجستياً لهذه العصابات من جهات وأطراف إقليمية وربما دولية يعطي مؤشرات خطيرة إلى أن دول المنطقة وشعوبها كافة مهددة بصراع دموي ذي طابع طائفي وعرقي يمتد لسنين طويلة مخلفا الكثير من القتل والخراب ومتسبباً في إيقاف عجلة التنمية والتطور لهذه الدول لغرض إضعافها أزيد من ذي قبل وتمهيداً لتقسيمها وتمزيقها إلى دويلات صغيرة تتناحر فيما بينها، ومن اجل درء المخاطر التي تهدد بلدنا العراق والاستعداد الواعي لتفويت الفرصة على الأعداء لتحقيق مخططاتهم الشريرة لابد من أن يكون هنالك موقف واضح وصريح من جميع القوى السياسية والدينية والاجتماعية في البلد من طبيعة الصراع الدائر مع عصابات داعش موقفٌ ينبع من القناعة التامة بأن هذا الصراع صراع وطني وأخلاقي وإنساني وليس صراعاً طائفياً،وان داعش وباء قاتل لشعوب المنطقة ومدمر لدولها وهي وسيلة وأداة تتخذها بعض الجهات والأطراف الإقليمية وغيرها لتحقيق أهدافها الخبيثة، ولابد من تجسيد هذا الموقف من خلال الدعم الفعلي بكل الإمكانات المتاحة لمكافحة هذا الوباء وعدم الاكتفاء بالتصريحات والمواقف الإعلامية البحتة “.
ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي إلى ضرورة وحدة الصف الوطني خصوصاً بين الجهات الفاعلة والمؤثرة في المحافظات التي احتلتها عصابات داعش سواء كانت هذه الجهات ذات عناوين سياسية أو دينية أو عشائرية أو شعبية، ولابد من تعاونها مع القوات المسلحة من الجيش والشرطة والمتطوعين بمختلف عناوينهم ممن اثبتوا ولاءهم وإخلاصهم لوطنهم وشعبهم ومكوناته المختلفة غير متحيزين لطائفة أو قومية أو دين، وقد روّوا تراب العراق بدمائهم الغالية حفاظاً له من دنس الإرهابيين.
واستذكر ممثل المرجع السيستاني بإكبار وإجلال الجندي البطل الشهيد مصطفى العذاري الذي عانى ما عانى من الأذى والتعذيب قبل أن يستشهد على أيدي شرار خلق الله بتلك الصورة البشعة التي ظهرت في وسائل الإعلام، مترحما على هذا الشهيد العزيز وعلى سائر شهداء العراق،وإننا على يقين بأن دمائهم الزكية لن تذهب سدى بل بها يُحفظ العراق وشعبه ومقدساته من مخططات الأعداء، وهنيئاً لهم الدرجات العلى في الآخرة مع الأنبياء والصديقين.
ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي الحكومة العراقية بمطالبة الجارة تركيا بزيادة الاطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات ووضع خطة طوارئ للمحافظات الواقعة على عمود نهر الفرات سواءً للإرواء او لمياه الشرب بنص قوله “تشير تقارير الخبراء الى تدني الإيرادات المائية لنهري دجلة والفرات في هذه السنة بصورة واضحة، خصوصاً في نهر الفرات إضافة إلى وجود نقص شديد في الخزين الحي للمياه في السدود والخزانات مما يتوقع أن يؤدي إلى شحة واضحة في الموارد المائية لكافة القطاعات وصعوبة تلبية احتياجات المحافظات الواقعة في أسفل عمود نهر الفرات، وقد يصبح تأمين مياه الشرب لبعض هذه المناطق تحدياً بحد ذاته، ناهيك عن تدهور الوضع المائي في الاهوار،ومن هنا فان الحكومة العراقية مطالبة بالعمل لكي تقوم الجارة تركيا بزيادة الاطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات، وعلى الحكومة أيضا وضع خطة طوارئ للمحافظات الواقعة على عمود نهر الفرات سواءً للإرواء أو لمياه الشرب، وضبط الزراعة الصيفية على عمود نهر دجلة وتحديدها في حوض الفرات إلى غير ذلك من الإجراءات التي تساعد على تجاوز الأزمة المتوقعة.