الشهيد المقدم الركن علي النداوي .. بطل مشرف في سجل الجيش العراقي

618

 

m25-02-2015-11

أفل نجم الشهيد المقدم الركن (علي سعدي النداوي) في ساحات المعارك ضد تنظيم داعش، وهدأ صوته المرعب لأعدائه والمحفز لزملائه الضباط والجنود، وباتت كلماته الخالدة جزءاً مشرفاً من تاريخ الجيش العراقي.

لكن الكثيرين لايعرفون عن سيرته الذاتيه، فالشهيد المعروف بـ(ابو رعد) هو من مواليد 1979، من مدينة الصليخ الجديد في بغداد، متزوج وله ولدان وبنت، شغل الشهيد منصب آمر فوج المغاوير الثالث٬ في قيادة عمليات الجزيرة والبادية وساهم في تحرير الكثير من مناطق ومدن الانبار.

تمكن النداوي في الهجوم الذي استشهد فيه من تحرير ثلاث مناطق في الخسفة التابعة لحديثة باتجاه قاعدة (عين الأسد)، ولاقى استشهاده٬ اهتماما شعبيا ورسميا واسعا و شارك كبار المسؤولين في الدولة في تشييعه ،المقدم الركن الراحل ظهرت له مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يحث مقاتليه على الثبات والتصدي للإرهابيين من تنظيم داعش الإرهابي بأسلوب ممزوج بالغيرة والحرقة والدموع العراقية، ويذكرهم بملاح معركة الطف بكربلاء ويعدهم بأنه سيكون أمامهم ويبشرهم بالشهادة، حيث كانت لتلك الفيديوهات ضجة كبيرة، واصبحت مادة إخبارية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. [dropcap]m25-02-2015-12[/dropcap] [dropcap][/dropcap]

وعن حياته الشخصية، يقول احد الجنود المقربين للشهيد، ويدعى حسنين ابو طبيخ، لراديو المربد، ان “الدار التي كان يسكنها النداوي تعود (لخالته) حيث يسكن وزوجته وأطفاله الثلاثة (رعد ونجوى وسجاد) في غرفة بالطابق الثاني، لانه لا يمتلك منزلا، بل ولا حتى سيارة، فحالته المادية ليست بالميسورة، وبعد سقوط الموصل وانسحاب الجيش والكثير من القيادات أصر على المرابطة في الانبار رغم كل الحرب النفسية والإعلامية”، حسب قوله.

و يروي احد أشقاء الشهيد بان تنظيم داعش بعث للعقيد النداوي بعض وجهاء وشيوخ الانبار للقيام بصفقة تقضي بترك النداوي وجنوده كل المدرعات والدبابات والهمرات ومخازن السلاح والعتاد في مقابل ان لايقوم تنظيم داعش بالقتال والهجوم على مقر الفوج النداوي، كما تتضمن الصفقة خروج النداوي وجنده بأمان الى خارج حدود الانبار بمهلة يوم واحد فقط، وبالفعل تم إبلاغه بمضمون الصفقة لكن النداوي رد برفض شديد وأصر على البقاء في واجبه العسكري.

ويؤكد احد الجنود ممن كانوا يعرفون النداوي بشكل وثيق، انه كان يمتلك قطعة ارض وقام ببيعها وإعطاء ثمنها كرواتب لجنوده بسبب تأخر إقرار الموازنة لأنه لايقبل أن تكون جيوب جنوده فارغة، كما روى.

ويروي جنود آخرون عنه أنه ضل مرابطاً في القتال بالانبار لـ4 اشهر، ثم عاد إلى بغداد وبقى بضعة أيام التقى فيها أهله ثم عاد مستأجراً سيارتي حمل نقل فيها إلى مقر فوجه في الانبار كل مايحتاجونه من أكل وفراش واثات، حيث اشتراها كلها من أمواله الخاصة التي يجمعها خلال الاشهر التي يبقى فيها مرابطاً في القتال، كما انه ينفق بقية المال في صيانة عجلات الجيش، فيما ينقل عنه ذووه انه كان يقترض المال لينفقه على عياله.

وعن بطولاته، يقول جنود آخرون أن الشهيد فتح أهم واخطر محور عسكري في حديثة بقوة قوامها عشرة جنود فقط، حيث اعتبرها جنود مقر فوج المغاوير الثالث بأشبه بالعملية الانتحارية بسبب فتك قناص داعش.

وبحقه يقول نائب رئيس مجلس محافظة الانبار فالح العيساوي عبر حديثه لراديو المربد ان “الشهيد كان مقاتلا عصيا على الدواعش وقام بتحرير مناطق عدة بأعداد قليلة من الجنود، وبالأخص مناطق صعبة كان مجلس الانبار يعتقد انها لن تحرر أبداً”.

ويضيف العيساوي، ان “اربعة قناصين كانوا يتربصون للجنود من مسافات بعيدة يصعب رؤيتهم الا ان النداوي طوق مكان وجودهم وخاض ضدهم معركة أدت الى مقتل الإرهابيين الأربعة وعند وصول النداوي لرؤية جثث القناصين شاء القدر ان يكون أحدهم حي رغم إصابته، وقام باطلاق النار على صدر النداوي واستشهد في حينها”.

اما اللواء الركن ضياء كاظم الساعدي قائد عمليات الجزيرة والبادية الذي كان الشهيد تحت إدارته كمقدم للقوات الخاصة بالقيادة، فيقول لراديو المربد ان “النداوي كان يتصنع الواجبات بغية الخروج لمقاتلة الارهابيين وان العزيمة التي وضعها بشجاعته في نفوس المقاتلين ادت الى رغبة جميع الجنود في عمليات الجزيرة والبادية بالانتقال الى فوج الشهيد النداوي”.

وبين الساعدي ان “العملية الاخيرة التي ادت الى إستشهاده تسببت بإرباك للقطعات الامنية لساعات قبل أن تستعيد عافيتها ونسيان الصدمة التي خلفها مقتل أسد العراق”، حسب وصفه .

وكان المقدم الركن علي سعدي النداوي آمر أحد الافواج في قيادة عمليات الجزيرة والبادية والمتمركزة في الانبار قد استشهد في 24 كانون الثاني 2015 في قاطع الرمادي.

 

علي البدران / راديو المربد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*