فضيحة العرب: “ربيعهم” .. يفتك بفلسطين

365

20-7-2014-5-d

 تثبت الحرب الإسرائيلية على غزة أن الدول العربية فقدت حتى القدرة على الاعتراض ولو شكلاً على الأعمال العدوانية لإسرائيل. هكذا تبين من الاجتماع الهزيل لمجلس الجامعة العربية في القاهرة الاحد.
وإذا كان من غير المستحسن الذهاب بعيداً في القول بأن ثمة تواطؤاً في المسألة من اجل الخلاص من شيء اسمه القضية الفلسطينية، فإن الأرجح أن العرب يعانون اليوم حال اندثار تفوق حال العجز التي كانوا يتهمون بها عندما كانوا لا يحركون ساكنا اذا تمادت إسرائيل في ممارساتها ضد الفلسطينيين من الاحتلال إلى الاستيطان إلى القتل اليومي والاعتقالات.
لكن الفضيحة التي يعيشها العرب اليوم تتمثل في ان من هلّل لما سمي “الربيع العربي” وقال إن المنطقة بدأت عصرا جديدا معه، كان يرى هذا اليوم أمامه.
فجردة بسيطة لـ”منجزات” هذا “الربيع” تظهر بوضوح لماذا العرب هم اليوم بهذه الحال المزرية والمعيبة أمام أمم الأرض. ذلك ان”الربيع” انتح حروبا داخلية وجعل الجيوش المصرية والسورية والعراقية تقاتل اليوم ما يطلق عليه الجهاديين الآتين من كل أصقاع العارض ليقيموا “الخلافة” فيما مهمتهم الحقيقية هي تدمير سوريا ومصر والعراق كبرى الدول العربية التي كان يعول عليها في مساندة الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل.
اليوم سوريا ومصر والعراق تخوض حروبا داخلية. والجهاديون لا يستنزفون الدول فحسب، بل يستنزفون المقاومة اللبنانية التي قاتلت إسرائيل.
فهل كل ذلك محض مصادفة أم إن مخترعي “الربيع” كانوا أكثر إدراكًا للحقيقة التي يلمسها العرب اليوم؟
يوم نشبت أحداث سوريا كانت الجامعة العربية في حال انعقاد دائم من اجل فرض العقوبات على دمشق ومن اجل طلب حماية دولية للشعب السوري في إشارة ضمنية إلى وجوب التدخل العسكري الخارجي على غرار ما جرى في ليبيا.
وكان العرب يضغطون في مجلس الأمن كي يتحرك المجلس من اجل فرض عقوبات على دمشق وإقرار التدخل الخارجي. كل هذا لا وجود له في حال الحرب الإسرائيلية على غزة اليوم.
والسبب الرئيسي الذي أوصل إلى الوضع المأسوي الذي يعيشه العرب، هو ان “الربيع” انهكهم أكثر مما كانوا منهكين وشرذمهم أكثر مما كانوا مشرذمين وأوجد بيئة مثالية لاسرائيل كي تصفي القضية الفلسطينية بالطريقة الأسهل وأمام أعين العالم كله.
لا يعفي ذلك من أن بعض الفصائل الفلسطينية مثل “حماس” قد دخلت طرفا في صراعات “الربيع”.
لكن “حماس” ليست كل الفلسطينيين. وما يجري من فظاعات في غزة اليوم يعني فلسطين كلها …

أبنا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*