نازحون عراقيون يصارعون في خيمهم الحر والأتربة لصوم (شهر) رمضان

326

5-7-2014-4-d

مخيم خارز (العراق) ـ (أ ف ب) – لم يتوقع إياد نافع شيت (35 عاما) أن تمنعه الأوضاع الصعبة في مخيم خارز للاجئين الواقع قرب مدينة اربيل والمخصص للفارين من مدينة الموصل، من أن يصوم في شهر رمضان.
ووصل شيت مع أولاده الخمسة قبل أسبوع إلى المخيم القريب من عاصمة إقليم كردستان بعيد سقوط الموصل (350 كلم شمال بغداد) مركز محافظة نينوى في أيدي مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقال شيت وهو يجلس قرب خيمته التي حملت شعار المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ويستمع عبر جهاز هاتفه النقال إلى آيات من القران ان “أكثر الناس لا يستطيعون الصوم لأنه لا يوجد اي ماء بارد، ولا سحور، والموجود هو الفطور الذي يأتي من أهل الخير، فكيف لنا أن نصوم”.
وأضاف لوكالة فرانس برس أن “الوضع متعب جدا ولا توجد خدمات ولا كهرباء وليس لدينا أي أموال حتى نشتري الثلج، والكثير من الأطفال أصيبوا بالإسهال من شدة الحر ولا يوجد أي علاج لهم. لا ندري ماذا نفعل”.
وفي خيمة أخرى قريبة، يجلس محمد حامد جمعة (41 سنة) مع زوجته أطفاله الستة وقد لف رأسه بمنشفة مبللة.
ورغم درجات الحرارة العالية التي تصل إلى الخمسين درجة مئوية، قال جمعة “المخيم حار جدا من دون مبردة لتبريد الخيمة والأجواء ترابية والصوم صعب ولكن مع هذا نصوم. اليوم هنا بسنة كاملة”. وتابع “نستيقظ عند الساعة السادسة (03,00 تغ) من شدة الحر”.
ويشن مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” وتنظيمات متطرفة أخرى منذ أكثر من ثلاثة أسابيع هجوما كاسحا تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدنا رئيسية بينها تكريت (160 كلم شمال بغداد) والموصل.
وأكد تنظيم “الدولة الإسلامية” أقوى التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل في العراق وسوريا والذي أعلن الأحد قيام “الخلافة الإسلامية” ومبايعة زعيمه أبو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين”، نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية.
وتسبب هذا الهجوم بنزوح مئات الآلاف من المدن التي دخلها المسلحون ومن مناطق أخرى حولها خوفا من اقتحامها، وتوجهت غالبية هؤلاء النازحين إلى إقليم كردستان العراق.
وتشير إحصائيات الحكومة المحلية في إقليم كردستان إلى أن نحو 300 ألف شخص نزحوا إلى الإقليم منذ التاسع من شهر حزيران/يونيو، بعد سقوط الموصل ومدن أخرى في أيدي المسلحين، حيث أقيمت لهم أربع مخيمات، ثلاثة منها في محافظة دهوك، وواحد قرب اربيل.
ويقول المسؤولون في حكومة الإقليم إن قطع ميزانية الإقليم من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد اثر بشكل كبير على عدم تقديم المساعدات بشكل جيد للنازحين.
وأوضح ديندار زيباري نائب مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق لشؤون المنظمات الدولية إن السلطات الكردية شكلت غرفة عمليات لإغاثة النازحين، مطالبا الحكومة المركزية في بغداد بتحويل رواتب هؤلاء النازحين ونقل بطاقاتهم التموينية.
وأضاف أن “المنظمات تقدم مساعداتها ولكن حكومة الإقليم حاليا أوضاعها المالية صعبة، ومجالس المحافظات لا يوجد لديها الأموال الكافية لدعم النازحين، ولهذا نطالب الحكومة العراقية بتحويل رواتبهم لان اغلبهم من الموظفين ونقل بطاقاتهم التموينية”.
وفي المخيم الذي تعصف به الأتربة ويقوم على راض جرداء، يبدو واضحا نقص المساعدات التي تقدم للنازحين.
وتقول شوقية فرحات خلف (58 سنة) وهي أرملة تعيش مع أطفالها الستة في إحدى الخيم “أنا أعيش على راتبي من الرعاية الاجتماعية بالإضافة إلى عملي في مدرسة كعاملة تنظيف ولكن كل مواردي المالية راحت”.
وأضافت “عندما جئنا أول مرة كانت المساعدات أفضل، والآن أصبحت في بعض الأيام جيدة، وفي أيام أخرى سيئة جدًّا”.
وتابعت خلف “عشت في الموصل 46 سنة. أتمنى أن تتحسن الأوضاع وأعود إلى مدينتي لأنها مدينة عزيزة. وإذا تحسن الوضع هناك، ولو قليلا، فسنذهب. لماذا نبقى هنا نواجه أتربة لا تنفك تصفعنا على وجوهنا؟”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*