التفاصيل الكاملة لإخلاء 2820 سجينًا من سجن أبو غريب
بغداد – الحكمة: فراس الكرباسي
اختفى سجن ابو غريب في العراق من دائرة الضوء وجدلية المشاكسات اليومية التي طبلت لها كثيرا وزمرت لها أبواق الشر بالتشكيك والتسقيط وعولت عليها كثيرا اجندات خفية لتنفيذ غاياتها لخلق أزمات سياسية واحداث خروقات أمنية وتبادلت بينها الأدوار لتنفيذ سيناريوهات حساسة غاية في الخطورة لتحطيم هيبة الدولة والمساس بكرامة مؤسساتها والقاء سيل من الاتهامات واللوم بالتقصير .. عند تعرض السجون لعمليات الاقتحام و تهريب السجناء لينفذوا عمليات ارهابية مولت وخططت لها دولاً واجندات خفية. تفاجأ الشارع العراقي بخبر إغلاق سجن بغداد المركزي 32 كم غرب العاصمة العراقية بغداد او ما يعرف بسجن ابو غريب وهو من السجون الكبيرة الذي يقع شمال بغداد, ويعد اخلائه قرارا صائبا اتخذته وزارة العدل مع الإدارة العامة في دائرة الاصلاح العراقية, ولقي ذلك الخبر أصداء وردود افعال متفاوتة بين الأوساط الحكومية والمحلية وآخرين معارضين تباكو حسرة وحاولوا ان ينفذوا من سم الخياط تلال أكاذيبهم ومغالطاتهم بغية خلط الأوراق أمام الرأي العام دون التعرض الى حيثيات الحدث وأسبابه الموضوعية.
بدايــــــــة مشوار ذلك القرار كانت فــــــي شهر آب عندما تسلــــــم مديــــر عام دائرة الاصلاح العراقيــــة مرتضى نعيم عبد الرزاق الوائلي لمسؤولية ادارة السجون الاصلاحية حيث كان جل اهتمامه وأولويات تحركاته باتجاه تأمين السجون ثم الانطلاق الى تنفيذ برامج طموحة في الإصلاح والتأهيل, وفي نهاية شهر شباط من العام الحالي 2014, تدارس مدير عام دائرة الاصلاح العراقية الوضع الأمني للسجون الاصلاحية مع الجهات العليا والسيد وزير العدل وكثف من تحركاته واتصالاته في رؤية احترازية تقوض نوايا القوى الارهابية لاقتحام السجون وتهريب النزلاء, وخلصت تلك التحركات والاتصالات الى اتخاذ قرار سريع يجنب حدوث كارثة أمنية لا تحمد عقباها ونتائجها … وفي وقت يقبل العراق فيه على اجراء الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة جديدة وما ستؤول اليه الاحداث قبل وبعد اعلان النتائج.

وقال مدير عام دائرة الاصلاح العراقية مرتضى نعيم الوائلي وهو الذي اشرف على عملية نقل النزلاء واخلاء سجن ابو غريب “تعتبر عملية نقل النزلاء واخلاء سجن ابو غريب أكبر عملية نوعية تشهدها الاقسام السجنية في دائرة الاصلاح العراقيــــة ومنذ بداية تاسيسها سنة 1924 حيث نقل 2820 نزيل من السجناء الخطرين وبوقت قياسي قارب الـ(14) يوما فقط في الوقت الذي كانت أبواق الارهاب تعزف على الطائفية وتهيئ لمخطط كبير يهدف لتهريب جماعي لنزلاء سجن ابو غريب واعادة المسلسل الذي اطلقه تنظيم القاعدة بوقت سابق بعملية عرفت حينها باسم (هدم الاسوار) لتهريب السجناء وما نتج حينها من تعرض سجني التاجي لهجوم بقذائف الهاون وتهريب سجناء ابو غريب”.
واضاف الوائلي “بعد اندلاع الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش وبين ما يسمى بدولة العراق والشام اللا إسلامية في محافظة الانبار وصلت تلك الاشتباكات عند اطراف قضاء ابو غريب وكان هناك تواجد لتلك الجماعات على بعد 1 كم من سجن ابو غريب الذي كان يأوي 2500 سجينا مدانا بأحكام ارهابية وجنائية خطرة فكان لزاما على دائرة الاصلاح العراقية ان لا تقف مكتوفة الايدي امام كل هذا التصعيد وتزايد احتماليات تعرض السجن للهجوم والاقتحام والاكتفاء بما اتخذته القوات الأمنية من الشرطة الاتحادية والجيش من تدابير احترازية كما ان منطقة ابو غريب اصبحت منطقة صراع استراتيجية بعد دخول الاشتباكات العسكرية شهرها الرابع بعد فض الاعتصامات في الفلوجة والرمادي”.
وتابع الوائلي ان “خطة الاخلاء نفذت بالتنسيق مع كل من مكتب القائد العام للقوات المسلحة وقيادة القوات البرية من الجيش وبدأت ساعة الشروع يوم 1/3/2014 واستمرت حتى 14 /3/2014 تم خلالها نقل 2820 نزيل واستمرت عملية النقل ليلا ونهارا ولمدة 14 يوم دون توقف واستخدمت الطائرات في نقل النزلاء جواً وعجلات قسم التسفير والمحاكم وقسم الآليات وبإسناد قسم الحراسات والطوارئ في الدائرة العامة لنقل النزلاء براً وانجزت العملية دون وقوع حوادث تذكر”. ونوه الوائلي الى ان “الدائرة العامة سبقت الخطة وافتتحت عدة قواطع سجنية وقامت بأعمال التأهيل والاعمار لأقسام أخرى لكي تستوعب هذه الأعداد في المواقع السجنية البديلة عن سجن ابو غريب وكانت مفارز من الصيانة والإعمار تعمل ليلا ونهارًا تهيئ تلك القواطع وتتابع الخدمات فيها إضافة الى توفير مفارز خدمات تغذية متنقلة تتحرك مع الارتال الناقلة للنزلاء , مراعاة للجانب الإنساني وحاجات النزلاء الصحية”.


