واصل الوفد الأكاديمي الألماني الذي يزور النجفَ الأشرفَ بدعوةٍ من مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية ، جولته في كربلاءَ المقدسةِ يوم السبت الماضي ، في إطار برنامج الزيارة المعدة له مسبقًا لتعريفه بالواقع الثقافي والحضاري والعلمي ، في بعض المحافظات العراقية ، على هامش الهدف الرئيس من الدعوة ، وهي تعريفه بنشاط الحوزة العلمية في النجف الأشرف وواقعها التاريخي والمعاصر.
فقد التقى الوفدُ برفقة سماحة حجة الإسلام السيد صالح الحكيم ، مسؤول العلاقات العامة في مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية ، عددًا من إداريي جامعة كربلاء ، وأساتذتها من مختلف الاختصاصات ، كالاقتصاد وبرمجة الحاسوب، والسياسات النقدية والمالية.
وبعد التعارف بين أعضاء الوفد الزائر، والطاقمين التدريسي والإداري للجامعة ، استهل د.عباس كاظم جاسم ، أستاذ السياسات المالية والنقدية في الجامعة حديثه ، بالترحيب بالوفد الضيف ، وبأعضاء مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية ، ثم قدَّم نُبذة عن جامعة كربلاء وتاريخها وظروف تأسيسها والكليات والأقسام فيها ، وموقعها بين الجامعات العربية والعالمية . وعبّر عن أمله برفع مستوى الأداء العلمي والفني لجامعة كربلاء ، من خلال التعاون مع غيرها من الجامعات ، في مجالات التقنيات الحديثة ، وأساليب التعليم الحديثة .
واستفسر د.كلاوس هاخايمر نائب رئيس قسم إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية ، عن طبيعة التعاون بين وزارة التعليم العالي في بغداد ، وبين جامعة كربلاء، لأنهم في ألمانيا – والكلام لدكتور كلاوس- بصدد تأسيس برنامج للجامعات العراقية في مجال التقنيات والمختبرات .
وحول هذه النقطة أشار أحد أساتذة الجامعة ، إلى أن التعليم الجامعي في العراق ما زال خاضعًا للنظام المركزي، وإلى أن الجامعات العراقية تتوق إلى تحقيق استقلاليتها ، واللحاق بركب الجامعات العالمية .
كما جرى حديث عن إمكانية التبادل الثقافي والاقتصادي بين كل من ألمانيا والعراق ، وعلى وجه الخصوص النجف الأشرف وكربلاء المقدسة ، نظرًا لما تنعمان به من استقرار أمني قياسًا إلى غيرهما من المحافظات ، وعن البرامج المعدّة في ألمانيا ، لاستقبال الطلبة والأساتذة العراقيين.
في نهاية اللقاء شكر سماحة السيد صالح الحكيم أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة كربلاء ، وإدارييها على حسن استقبالهم ، منوهًا بتحقيق الغاية من زيارة التعارف القصيرة هذه بين الوفد الضيف وبين كوادر الجامعة ، لأنها فتحت الآفاق لإدامة التواصل مع أشخاصه ، بعد عودتهم إلى بلدهم من خلال وسائل الاتصال المختلفة .
وهذا ما سعت له مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية ، على هامش زيارة الوفد لمدينة النجف الأشرف، ضمن سياسة المؤسسة في التعريف بواقع الحوزة العلمية وما تشهده من انجلاء دورها الريادي الأصيل في تكوين المشهد الثقافي والفكري في المجتمع العراقي والعالم الإسلامي، لاسيما بعد زوال بهيم الليل البعثي الحالك ، الذي حاول التعتيم على ذلك الدور قرابة ثلاثين عامًا ولم يفلح .
وكان لسانُ حالِ المرجعية الرشيدة والحوزة العلمية في النجف الأشرف قولًا واحدًا ، سددتا ضريبته قوافلَ من الشهداء العلماء الأعلام : “فواللهِ لن تمحوَ ذِكرَنا”!.