عندما هددت روسيا بضرب أوروبا بأسلحة نووية.. كتاب «الخوف» يكشف أخطر تحذير بعثته موسكو لواشنطن وأفزع البنتاغون
الحكمة – متابعة: في مرحلةٍ ما من فترة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أخبرت روسيا وزير الدفاع، جيم ماتيس بأنها قد تستخدم الأسلحة النووية في حالة نشوب حرب في أوروبا، وهو تحذيرٌ دفع ماتيس إلى التفكير في أن موسكو تُمثِّل خطراً كبيراً يُهدِّد الولايات المتحدة.
ووفقاً لما ورد في كتاب «Fear» (الخوف)، لمؤلفه بوب وودوارد، الذي صدر مؤخراً عن الاضطرابات في البيت الأبيض، أتى تحذير موسكو في سياق صراع مُحتَمَل نشوبه في دول البلطيق التي تشمل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، بحسب ما ذكره تقرير نشره موقع Business Insider الأميركي، السبت 15 سبتمبر/أيلول 2018.
وكانت دول البلطيق جزءاً من الاتحاد السوفييتي ولديها روابط عميقة مع روسيا التي سعت إلى إعادة فرض نفوذها هناك منذ نهاية الحرب الباردة. وقد حاولت تلك البلدان الاقتراب أكثر من الغرب، بما في ذلك نيل عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو).
«تهديد لوجود أميركا»
وفقاً لرواية وودوارد، فإن التحذير الذي أطلقته روسيا جاء في وقتٍ ما خلال أو قبل صيف عام 2017، عندما كانت إدارة ترمب تساوم حول مستقبل الاتفاق النووي الإيراني. وفي ذلك الوقت، أراد الرئيس دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق، مدعياً أن إيران قد انتهكت الشروط الواردة فيه.
غير أن آخرين، بمن فيهم وزير الخارجية آنذاك ريكس تيلرسون، رفضوا ذلك، مشيرين إلى عدم وجود أدلة على حدوث أي انتهاك (رفض ترمب إعادة التصديق على الاتفاقية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017 وانسحب منها في مايو/أيار من العام الجاري).
ولم يختلف مايك بومبيو، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية آنذاك، وماتيس مع تيلرسون، كما أورد وودوارد في كتابه، لكنهم تعاملوا مع مطالب الرئيس المُلِحَّة بطريقةٍ أكثر كياسة.
ووفقاً لما أورده وودوارد، فإن سياسة ماتيس العدائية المعروفة تجاه إيران قد خفَّت حدَّتُها مُفضِّلاً اللجوء إلى أساليب أخرى، كممارسة الضغوط على طهران، ومرواغتها، وتعكير صفو علاقاتها مع موسكو، لكن «إلا الحرب».
وذكر وودوارد بعد ذلك في كتابه أن روسيا «حذَّرَت ماتيس سراً من أنها لن تتردَّد في استخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد الناتو إذا نشبت حربٌ في دول البلطيق».
ويضيف وودوارد، مشيراً إلى جنرال المارينز جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية: «بدأ ماتيس، بالاتفاق مع دانفورد، بترديد القول إن روسيا تُشكِّل خطراً يُهدِّد وجود الولايات المتحدة».

