رموز وطقوس خاصة في إحياء ذكرى عاشوراء

292

24-11-2013-02

    يعتبر شهر محرم الحرام أنسب فرصة على امتداد عالم التشيع لإقامة مراسم العزاء وذكر مصائب أهل البيت(ع).

رغم أن مصيبة الإمام الحسين(ع) هي الأصل و الأساس في كافة المآتم إلا أن الإختلاف الجغرافي في مجتمع التشيع قد أدى إلى إيجاد اختلافات ثقافية في أساليب العزاء، كذلك في إيران فإن مراسم العزاء قديمة قدم التاريخ الحماسي لهذا البلد.
تحدث مسؤول الفهرسة لمركز وثائق العتبة الرضوية المقدسة حول هذا الأمر قائلاً: لما تسلم الصفويون مقاليد الحكم قرروا أن يجعلوا مذهب التشيع مذهبا رسميا في إيران لهذا، شهدت مراسم عزاء و مآتم الأئمة الشيعة اكبر انتشارا بغية إظهارها بشكل أكبر.

كما أشار فاطمي مقدم إلى أنه في هذه الفترة من التاريخ الإيراني تحولت المراسم المتعلقة بالمآتم الدينية وخاصة المآتم المتعلقة بحادثة كربلاء و شهادة الإمام علي(ع) إلى أكبر المراسم و أكثرها هيبة في إيران قائلاً: و من بين تلك المراسم التي تقام، يمكن الإشارة إلى إقامة المراسم الدينية على شكل مجالس عزاء وحمل وسائل و رموز مختلفة مثل الأعلام والتابوت.
و قد شرح معنى رمز «التابوت» قائلاً: إن الهياكل الخشبية الشبيهة بالغرف الصغيرة المصنوعة من جدران مثقوبة و أرضيتها عبارة عن العديد من جذوع الأشجار الموصولة، و تسمى هذه الهياكل بالنخل و هي رمز لتابوت الإمام الحسين(ع) و شهداء كربلاء حيث تحمل على الأكتاف.

وقد اعتبر فاطمي مقدم أن تزيين التابوت (بالفارسية:نخل بند)بالقماش و المرايا وغيرها، وتعتبر من مقدمات هذه المراسم قائلاً: لقد كان إعداد التابوت من المراسم التي كان يقوم بها بعض الإيرانيين في زمن الحكم الصفوي أثناء مراسم عزاء بعض الأئمة في بعض المناطق الإيرانية و من بينها مشهد.

وأضاف: لقد كانت هذه المراسم تقام في الحرم المطهر للإمام الرضا(ع) بواسطة الهيئات الإدارية للعتبة الرضوية المقدسة.
كما أشار فاطمي مقدم إلى وجود وثائق في أقسام العتبة الرضوية المقدسة تحتوي على معلومات تدل على وجود مراسم إعداد التابوت في الحرم الرضوي المطهر خلال الفترة الصفوية.

كما قال فاطمي مقدم أن الأوراق الملونة و الأوراق الفضية و الذهبية تعتبر من بين وسائل تزيين التابوت حيث أشارت الوثائق إلى ذلك.

لقد اعتبر أن تزيين التابوت حسب ما أشارت إليه الوثائق مرتبط بمراسم عزاء استشهاد الإمام علي(ع) وأيام شهادت الإمام الحسين(ع) حيث أخذت اليوم أشكالاً مختلفة و أصبحت تقام فقط في أيام عاشوراء. إن كل ما مر بنا يثبت أن الأقسام الإدارية للعتبة الرضوية المقدسة في العصر الصفوي كانت تهتم بشكل جدي بإقامة هذه المراسم و إحياء ذكرى أئمة الشيعة (ع).

وأضاف فاطمي مقدم: إنّ مراسم إعداد التابوت كانت تقام في الحرم الرضوي المطهر منذ عام 1067 الهجري القمري حتى نهاية الحكومة الصفوية بشكل مهيب و على مستوى واسع ، تلك المراسم التي أصبحت منسية الآن في هذه المدينة.

العتبة الرضوية المطهرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*