دراسة علمية: الجينات البشرية تبقى نشطة بعد الوفاة
الحكمة – متابعة: كشفت دراسة حديثة أن الخلايا البشرية تبقى نشطة بعد وفاة الإنسان.
وأكد فريق علمي دولي بعد تحليل عينات بشرية بعد الوفاة ازدياد نشاط بعض الجينات، وتم نشر هذه الدراسة في دورية ناتشر كومينكاشنز.
ويأمل هؤلاء العلماء في تطوير هذا الكشف إلى أداة جديدة تساعد في عمليات الطب الشرعي، بجانب توفير بيانات هامة لعلماء أخرين يجرون دراسات على الجسم البشري بعد الوفاة.
ويقدم فهم نشاط الجينات رؤية كاملة عن ما تقوم به الخلايا البشرية والأنسجة وأعضاء الإنسان سواء في الصحة والموت.
وتتواجد الجينات بداخل الحمض النووي (دي إن إية) الموجود في خلايا الإنسان وعند تنشيطها ينتج عنها جزئ يسمى نسخة الحمض النووي الريبوزي RNA (هو واحد من ثلاثة جزيئات ضخمة بيولوجية تُعتبر أساسيّة لكل أشكال الحياة).
وتتحكم بعض من الحمض النووي الريبوزي مباشرة في العمليات التي تجري في الخلية، ولكن معظم هذا الحمض يصبح منتجا للبروتينات.
ويقيس العلماء غالبا الحمض النووي الريبوزي عندما يرغبون في معرفة ما يحدث في خلايا جسم الإنسان، إلا أن الحصول على عينات لدراستها ليس أمرا سهلاً.

فمن السهل نسبيا الحصول على عينة من الدم، لكن اقتطاع جزء من الذراع أو غرس إبرة في قلب أو كبد إنسان حي ليس أمرا عاديا.
لذلك يعتمد العلماء إلى حد ما على المصادر الوفيرة للخلايا والأنسجة البشرية التي يمكن الحصول عليها من الإنسان بعد الموت.
في حين أن دراسة عينات ما بعد الوفاة يمكن أن توفر رؤى هامة عن نشاط الخلايا في الجسم، إلا أنه من غير الواضح بعد إذا كانت هذه العينات تعكس حقا ما يجري في الجسم أثناء الحياة.
والعامل الآخر المربك هو أن العلماء لا يحصلون دائما على العينات بعد الوفاة مباشرة، ويتم حفظ الجسم لإجراء فحص ما بعد الوفاة ويمكن عندها أخذ العينات لذلك فإن تأثيرها يكون غير واضح.
وهذا الاعتماد على العينات المحفوظة بعد الوفاة يثير قلق البروفيسور رودريك غيغو، عالم الأحياء في معهد برشلونة للعلوم والتكنولوجيا وفريقه.
ولمعرفة إذا كان هذا يحدث بالفعل، استخدم الفريق الجيل القادم من تسلسل الحمض النووي الريبوزي، لاكتشاف وجود وكمية جزيئات هذا الحمض في العينات الحيوية في لحظة ما، وذلك على عينات ما بعد الوفاة التي تم جمعها خلال 24 ساعة من الوفاة وعلى مجموعة فرعية من عينات الدم التي تم جمعها من بعض المرضى قبل الوفاة.
