مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 139

139
محـور الوجـود، بـل هـي الوجود
الحقيق ـي، كأن كل ه ـذه القل ـوب
المشــتاقة الت ـي تخف ـق بحــب آل
تناقلتـه
ً
تعـي حديثـا
E
محمـد
الأجيــال عبــد القــرون وســجلته
آلاف ثـم ملاييـن الأقـ م عندمـا
روى الإمـام الرضـا مـن آل محمد
عليـه الصـ ة والسـ م عـن آبائـه
عـن جـده المصطفـى عـن جبريـل
ُ
ـة
َ
م
ِ
ل
َ
الأميـن عـن الله عزوجـل: (ك
َ
ـل
َ
خ
َ
د
ْ
ـن
َ
م
َ
ـي ف
ِ
ن
ْ
ص
ِ
الله ح
ّ
ِ
إ
َ
لـه
ِ
لا إ
ــي) ثــم
ِ
ذاب
َ
ع
ْ
ــن
ِ
م
َ
ــن
ِ
ــي أم
ِ
ن
ْ
ص
ِ
ح
.
)6(
ا)
َ
ه
ِ
وط
ُ
ـر
ُ
ش
ْ
ـن
ِ
ـا م
َ
ن
َ
ا، وأ
َ
ه
ِ
وط
ُ
ـر
ُ
ش
ِ
قـال: (ب
رذاذ المطــر الناعــم ممتــزج بدمــوع
الأم وهــي تنظــر إلــى الســماء، أســندت
ظهرهــا إلــى جــدار مــن الرخــام، وكان
زوجهــا قــد اصطحــب ابنتــه إلــى داخــل
المرقــد للتبــرك بزيــارة الإمــام ولمــس
الضريــح الطاهــر.
نهضــت الأم ودخلــت فــي الــرواق
المخصـص للنسـاء، ووقفـت تحـت القبـة
حي ـث تنعك ـس الأن ـوار ف ـي أعم ـاق آلاف
المرايــا وتتكســر أشــعتها فــي الثريــات
المعلقــة.
اقتربـت الأم مـن رجـل مشـرق الوجـه
ورجتــه أن يبــارك ابنهــا، مســح الرجــل
عل ـى رأس الطف ـل وتمت ـم بسـورة الحمـد
وآيـة الكرسـي ودعـا لـه بالشـفاء، ووقفت
الأم الشـابة فـي زاويـة تحمـل طفلهـا الذي
ـا
ً
. هـا هـي الآن تقـف وجه
ً
لا يـزال نائمـا
، شـيء فـي
A
لوجـه مـع ضريـح الإمـام
أعماقهــا يتوهــج بالأمــل، ولــن تضيــع
توســ تها ودموعهــا ولا تمتمــات دعــاء
تلـك المـرأة العجـوز وقـد تصدقـت عليهـا
بمل ـغ كبي ـر ل ـم يحصـل ف ـي تاري ـخ تل ـك
القريـة بمثـل هـذا المبلـغ، حتـى الأثريـاء
لا تطاوعهـم نفوسـهم علـى ذلـك.
مــن
ً
اســتخرجت مــن حقيبتهــا كيســا
عليهــا
ً
النايلــون الشــفاف يحــوي أوراقــا
كتاب ـات بلغ ـة أجنبي ـة توح ـي لم ـن يراه ـا
بأنهــا تقاريــر طبيــة عــن حالــة الصبــي
الـذي فتـح عينيـه وراح يبحلـق فـي الأنـوار
التــي تغمــر المــكان .. تصاعــدت رائحــة
صغيــرة يحملهــا
)7(
المســك مــن نفاثــة
أحـد الخـدم فـي أروقـة المرقـد الطاهـر
.
A
للإمــام
ً
وبرغــم الزحــام كان المــكان مغمــورا
بالســ م والســكينة وتمتمــات الأصــوات
المتصاعــدة مــن الحناجــر المختنقــة
بالعبـرات، وكأن هـذا المـكان هـو أقـرب
نقطــة إلــى الســماء.
نظــر الرجــل إلــى زوجتــه بإشــفاق
وهــي مــا تــزال تتشــبث بخيــط مــن
الأمــل، كان قــد قــال لهــا مــن قبــل أن
يســتقلوا الحافلــة:
ـ إن الطفـل يحتـاج إلـى معجزة ليشـفى
مـن هـذا المـرض الخبيث.
تساءلت ابنته الصغيرة:
ـ وما المعجزة يا أبي.
الدواء المعجزة
1,140,141,142,143,144,145,146,147 129,130,131,132,133,134,135,136,137,138,...148
Powered by FlippingBook