138
الدواء المعجزة
واحة الأدب
ÍÃMI¹Ä
كان فجـر ذلـك اليـوم الخريفـي
ا،
ً
ا ناعم
ً
مطـر
)1(
ّ
، السـماء تنـث
ً
ـا
ّ
ندي
وقــد انعكســت أضــواء المشــهد
ـا
ً
كأبه ـى م ـا يك ـون وخصوص
)2(
الرضـوي
تكســرات النــور فــي الإيــوان الذهبــي
الــذي يفضــي إلــى المرقــد الطاهــر،
كان ـت القب ـة الذهبي ـة تتأل ـق بأن ـوار بهي ـة
وحمائـم بيضـاء تطـوف فـي السـماء كأنهـا
تســتحم بالمطــر.
وكانــت خطــى الزائريــن حثيثــة وقــد
ها الشـوق لزي ـارة اب ـن بن ـت رسـول
ّ
َ
شـد
A
وخليفتــه ووصيــه الثامــن
E
الله
ٌ
هــا اقــرار
ّ
الــذي قــال عــن الصــ ة: (إن
. وقــال عــن
)3(
) ّ
ــل
َ
ج
َ
و
ّ
ــز
َ
ع
ِ
ــة لله
ّ
بوبي
ّ
بالر
ُ
ه
َ
ـر
ِّ
ب
َ
د
ُ
وم
ُ
ه
َ
د
ِّ
ـي
َ
س
ُ
بـد
َ
ـى الع
َ
نس
َ
ي
ّ
ـ
َ
ئ
ِ
أثرهـا: (ل
. وحتــى لا
)4(
طغــى)
َ
وي
َ
ــر
َ
بط
َ
ي
َ
ف
ُ
ــه
َ
ق
ِ
وخال
ينصــرف الإنســان إلــى الاكتفــاء بــأداء
َ
ــس
ْ
ي
َ
: (ل
A
حــركات الصــ ة فقــد قــال
ــا
َ
م
َّ
ن
ِ
إ
ِ
م
ْ
ــو
َّ
والص
ِ
ة
َ
ــ
َّ
الص
َ
ة
َ
ــر
ْ
ث
َ
ك
ُ
ة
َ
ــاد
َ
ب
ِ
ع
ْ
ال
.
)5(
) َّ
ـل
َ
وج
َّ
ـز
َ
ع
ِ
الله
ِ
ـر
ْ
م
َ
ـي أ
ِ
ف
ُ
ـر
ُّ
ك
َ
ف
َّ
الت
ُ
ة
َ
ـاد
َ
ب
ِ
ع
ْ
ال
* * *
جمــوع الزائريــن تحــث الخطــى
بشـوق، بعضهـا خطـى متعبـة جـاءت مـن
نائيـة، وبعضهـا مـن الكسـبة والباعـة
ً
قـرى
الــذي جــاءوا يفتتحــون يومهــم وطلــب
.
E
رزقهــم بزيــارة ابــن رســول الله
لاحــت امــرأة فــي حــدود الثلاثيــن
فـي الرابعـة مـن
ً
مـن العمـر تحمـل طفـ
عم ـره، ومعه ـا زوجه ـا ال ـذي كان يمسـك
بيـد ابنتـه التـي كانـت تبـدو فـي السادسـة
مـن العمـر.
واضــح إن هــذه الأســرة جــاءت مــن
إحــدى القــرى البعيــدة المتناثــرة علــى
امتــداد الطريــق التــي تربــط مدينــة
مشــهد بالعاصمــة طهــران.
الأم الشـابة تنظـر بعينيـن نديتيـن مـن
أثــر دمــوع امتزجــت بقطــرات المطــر،
أن المـرء
ّ
نظراته ـا وإن ب ـدت حزين ـة، إ
يلاحـظ فيهـا حالـة مـن الأمـل!
ثمــة شــعور يمــوج فــي القلــوب
الكســيرة يســري فــي كيــان الإنســان
ويدفع ـه إل ـى أن يرن ـو باتج ـاه نقطـة ه ـي
ترجمة بتصرف: كمال السيد
العدد (٦٧) شهر رمضان - شوال 8341ه
