مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 8

لم تحدث الغيبة الصغرى التي أعقبتها الغيبة
الكبرى لإمام العصر الحجة المنتظر (عجل الله فرجه
الشريف وجعل ارواحنا فداه) إلا بعد أن تكامل
فقههم، بتدوين النصوص
B
لشيعة أهل البيت
بعدد وفير الذي يكفل حاجة الناس، وكتابة الكتب
التي جمعت بين دفتيها تلك النصوص، وعرض
،
B
جملة منها ليست بالقليلة على الأئمة الهداة
وتأييدهم لبعضها، وحذف الزائد من البعض
الآخر، كما ورد في بعض نصوص هذه الحقبة من
:
A
الزمن، كخبر المفضل بنعمر قاللي أبو عبد الله
«اكتب وبث علمك في إخوانك، فإن مت فأورث
كتبك بنيكفإنه يأتيعلى الناسزمان هرجلايأنسون
، وكخبر محمد بن الحسن بن أبي
(((
فيه إلا بكتبهم»
: «جعلت فداك
A
خالد، عن أبي الحسن الثاني
،
A
إن مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله
وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم، فلم ترو عنهم،
فلما ماتوا صارت تلك الكتب إلينا. فقال: حدثوا
إلى صحة الاعتماد
A
بها فإنها حق» إشارة منه
على تلك الروايات التي تضمنتها الكتب، وكذا في
حديث يونس بن عبد الرحمن قال: «أتيت العراق
،
A
فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر
متوافرين،
A
ووجدت أصحاب أبي عبد الله
، وأخذت كتبهم
ً
واحدا
ً
فسمعت منهم واحدا
فأنكر منها أحاديث
A
فعرضتها على الرضا
، وقال
A
كثيرة أن تكون من أحاديث أبي عبد الله
وسائل الشيعة ج: 81 باب: 81 حديث:81.
(((
.
A
لي: إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله
لعن الله أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي
الخطاب يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا
، فلا تقبلوا
A
في كتب أصحاب أبي عبد الله
علينا خلاف القرآن» إلى آخر الحديث الشريف..
وفي هذا الأسلوب مؤشر واضح على العمل من
إلى عصر
A
من عصر الرضا
B
قبل الأئمة
كانوا يهذبون الأحاديث
C
الهادي والعسكري
المدسوسة، والمكذوبة، وكان أصحابهم يعملون على
تنقية الأخبار بهذا الشكل، حتى تكامل الموروث
الثقافي والمعرفي، وتم تهذيب الكثير من الموروث
المدسوس والمكذوب.. هذا من جانب، ومن
جانب آخر بدأ الأئمة الهداة (سلام الله عليهم)
بتهيئة الأجواء المناسبة في إرجاع الشيعة إلى العلماء
الأمناء أواسط عصور الحضور وحتى عصر الغيبة،
ليألفوا الرجوع لهم، تهيئة لعصر الغيبة، وما استتبع
ذلك من إرشادهم إلى العلماء، وحثهم على الأخذ
منهم والتزود من ما يحملوه من الأحاديث، والعلم،
والاستفادة منهم، بعد أن تكامل الموروث الثقافي
والمعرفي عندهم، مستمدين ذلك من إرشادات
أئمتهم (صلوات الله عليهم) بعد أن لازموهم قرابة
القرنين من الزمن، بل أكثر من قرنين ونصف، إذا
وبداية عصر
A
أدخلنا عصر الإمام زين العابدين
. ولم يكتف العلماء بذلك. أي: بما جمعه
A
الباقر
التي
B
لهم المشايخ الثقات في عصور الأئمة
أشرنا إليها، حتى بدأوا بجمع كل شاردة وواردة
في مجاميع جديدة، نقية بحسب معطياتهم الفكرية
والعلمية، وفق الموازين الشرعية، حيث أن كل
كلمة
العدد
±°¯
جدلية ضياع التراث الديني
العدد (37) ربيع الأول - ربيع الثاني 8341 ه
8
1...,9,10,11,12,13,14,15,16,17,18 2,3,4,5,6,7,132
Powered by FlippingBook