مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 126

مجلة ينابيع
126
العدد (27) المحرم ــ صفر 8341هـ
تحت عبيد بن أبي سرح وبعد تسعة أشهر
.
)8(
ا أسموه زياد.)
ً
ولدت صبي
وقد تبرأ عبيد الله من أمه بسبب سوء
سمعتها عند أهل البصرة، وقد اعترف
هو بذلك، فعندما (مازح عبيد الله بن
زياد حارثة بن بدر، فقال له: انت شريف
لو كانت أمهاتك مثل أبائك، فأجابه حارثة
إن أحق الناس بأن لا يذكر الأمهات هو
الأمير! إشارة إلى ابن مرجانة وسمية
ولك عشرة
ّ
َ
فقال: عبيد الله استرها علي
، وقد حاول أن يتبرأ من
)9(
الآف درهم)
نسب أمه مرجانة لأنها معروفة بالزنا
بامرأة أخرى تدعى سمية بنت الأعور من
بني عبد شمس ولكنه لم يستطع ذلك.
وخلاصة القول: أن عبيد الله ومن
ا. لذلك كله
ً
نسب له (زياد) ابنا زنا مع
ً
شديدا
A
كان عداؤه للإمام الحسين
ومبغوضيته مقيتة. وكل من يعادي الإمام
فهو ابن زنا وحرام، وقد
A
الحسين
عرفوا بذلك. فحينما ندب عمر بن سعد
،
A
فرسانه ليطؤوا صدر الإمام الحسين
استجاب له عشرة منهم، (قال أبو عمرو
الزاهد: فنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدنا
.
)10(
هم جميعا أولاد زناء)
باع الشيطان الرجيم
ّ
ثالثاً: ات
من الدوافع التي تؤثر وتدفع الإنسان
إلى ارتكاب المعاصي والذنوب هي
الشيطان اللعين غواية منه لابن آدم، كما
َ
ك
ِ
ت
َّ
ز
ِ
ع
ِ
ب
َ
ف
َ
ال
َ
في خطابه إلى رب العزة:
ُ
م
ُ
ه
ْ
ن
ِ
م
َ
ك
َ
اد
َ
ب
ِ
ع
َّ ِ
* إ
َ
ين
ِ
ع
َ
م
ْ
ج
َ
أ
ْ
م
ُ
ه
َّ
ن
َ
ي
ِ
و
ْ
غ
ُ
َ
(ص:38،28)، ومن أعظم
) َ
ين
ِ
ص
َ
ل
ْ
خ
ُ
م
ْ
ال
تلك الذنوب معاداة أولياء الله المخلصين،
لأنه لايستطيع اغواءهم كما في النص
المتقدم، فيوسوس الشيطان إلى أوليائه
بمعاداة أولياء الله، باعتبارهم هداة
للناس يدعونهم إلى الحق وإلى الصراط
المستقيم، وهذا ما يتقاطع مع أهداف
وغايات الشيطان الرجيم من الغواية
والتظليل. ومنهم معادة سيد الشهداء
الذي هو من الائمة
A
الإمام الحسين
الذين يهدون إلى الله سبحانه تعالى، وهو
F
أحد الثقلين الذين تركهما لنا النبي
: (إني قد
F
وأمرنا بالتمسك بهما، قال
تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن
تضلوا بعدي وأحدهما أكبر من الآخر،
كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى
الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وأنهما لن
، وهم
)11(
يفترقا حتى يردا علي الحوض)
التي من ركبها
A
فينا كمثل سفينة نوح
نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى، وقد
بالركوب بها وترك كل
F
أوصى النبي
: (إنما مثل
F
شيء غيرها ،كما في قوله
أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها
ً
، هذا فضلا
)12(
نجا ومن تخلف عنها غرق)
عن الروايات التي تنص على أن الإمام
هو سفينة النجاة الواسعة
A
الحسين
والسريعة إلى الخير والعمل الصالح، فقد
: (مكتوب
A
روي عن الإمام الصادق
عن يمين العرش: إن الحسين مصباح
وكما ورد عن
)13(
الهدى وسفينة النجاة)
: (كلنا أبواب النجاة وباب
B
المعصومين
الحسين أوسع، وكلنا سفن النجاة وسفينة
، ولذلك فإن الشيطان
)14(
الحسين أسرع)
يعادي هذه السفينة التي تنقذ الناس من
الضلالة والحيرة وتضمن لهم نعيم الأبد
وجنة الخلد وتخلصهم من جحيم الآخرة
أن
A
ومن عذاب النار، وقد ذكر الإمام
الذين كانوا في كربلاء هم من استحوذ
عليهم الشيطان وتملكهم فجعلهم يعادون
1,127,128,129,130,131 116,117,118,119,120,121,122,123,124,125,...132
Powered by FlippingBook