مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 124

مجلة ينابيع
124
العدد (27) المحرم ــ صفر 8341هـ
والمعرفة ولتضليلهم.
وإحياء
A
إن موالاة الإمام الحسين
ذكره والبكاء على مصيبته واللعنة والتبرؤ
من أعدائه، هي أصل الدين وبها تقبل
الصلاة والصوم وكل الأعمال الصالحة
والثواب العظيم والفوز بالجنان، إذ أن
الظالمين على مر العصور والدهور كانوا
ما يصلون ويصومون ويقرؤون
ً
غالبا
A
القرآن، حتى أن قاتل الإمام الحسين
عمر بن سعد صلى على القتلى من جيشه،
ً
مسلوبا
ً
عريانا
A
وترك الإمام الحسين
أن ذلك سوف
ً
على رمضاء كربلاء متخي
يقبل منه أو من أفراد جيشه.
والسؤال الذي يثار هنا: كيف يمكن
لمسلم يؤمن بالله ورسوله يعادي الإمام
، بل ويقتله ! إلا إذا كان وراء
A
الحسين
ذلك أسباب قاهرة.
العوامل المؤدية لمعاداة
A
الإمام الحسين
لقد اشتركت عوامل وأسباب عديدة
والانتقام منه
A
في نصب العداوة للإمام
بتلك الطريقة البشعة، وهو سيد شباب
F
أهل الجنة وسبط النبي المصطفى
سيدة
D
وريحانته وحبيبه، وأمه الزهراء
نساء العالمين، وأبوه أمير المؤمنين علي
، ولا يوجد شخص في
A
بن أبي طالب
F
يوم مقتله أقرب إلى رسول الله
منه، فكيف يمكن لإنسان يدعي الإسلام
، ولكن يبدو أن هناك
A
أن يقتل الإمام
عوامل ودوافع موجودة عند الانسان تحثه
ويمكن
A
وتدفعه إلى محاربة الإمام
تقسيمها إلى قسمين:
قسم منها يعتمد على الظروف
الخارجة عن النفس الإنسانية ونقصد
بها ظروف التربية والتنشئة والتعليم وما
يتمخض عنها من بذر السلوك المنحرف
في النفس إن وجدت الارضية الملائمة
لتلك البذرة من الإنبات، وهذا ما تحقق
ر تربية
َ
ي
ِ
بالفعل من خلال الاطلاع على س
، من أكل مال
A
قتلة الإمام الحسين
الحرام وما نبت في نفوسهم من استعداد
لتلقي الباطل واحتضانه والسير خلفه،
إضافة إلى تنشئتهم على الحسد والكره
والبغض .. وهذا الموضوع سنخصص له
دراسة خاصة في وقت آخر إن شاء الله.
أما القسم الذي نريد طرحه هنا هو
العوامل الداخلية الكامنة في النفس
البشرية التي أدت وتؤدي لمعاداة الإمام
.
A
الحسين
فهناك ثلاثة عوامل رئيسية داخلية في
نفس الإنسان إن وجدت يكون الإنسان
، وإن عدمت
A
ا لمعادة الإمام الحق
ً
مهيئ
والتمسك به
A
ا لمحبة الإمام
ً
يكون مهيئ
ومولاته، وهي كما يلي:
: النفاق
ً
أولا
في مصادر الفريقين
ً
من الثابت تاريخيا
وبروايات متواترة أن آية التطهير نزلت
،
B
في علي وفاطمة والحسن والحسين
(فقد روى أبو سعيد الخدري، وشهر بن
حوشب عن أم سلمة، أنها قالت: (نزلت
في بيتي ـ وتقصد آية التطهير ـ وفيه
B
علي، وفاطمة، والحسن، والحسين
عباءة فجللهم بها،
F
فأخذ رسول الله
ثم قال: هؤلاء، أهل بيتي، أذهب الله
عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا، فقلت:
ألست من أهل البيت؟
F
يا رسول الله
، فهؤلاء الذين
)2(
فقال: إنك على خير)
أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
1,125,126,127,128,129,130,131 114,115,116,117,118,119,120,121,122,123,...132
Powered by FlippingBook