مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 18

مجلة ينابيع
18
A
عصمة إبراهيم
منسوء الأدب
في النصالقرآني
د. سيروان عبد الزهرة الجنابي
كلية التربية/ جامعة الكوفة
السماء في
َ
إذا كان النبي يمثل نيابة
الأرض على وجه الفعلية، وإذا كانت
ً
وجهارا
ً
السماء نفسها تدعو تنصيصا
إلى وجوب التحلي بالخلق وحسن الأدب
على
ُ
يميل المرء
ْ
فيه أن
ُ
غ
ِّ
إلى الحد الذي تسو
ه
َّ
نفسه في تقبل الآخر دون الإساءة إليه؛ فإن
هذه النيابة وتلك الدعوة
َّ
يمكن القول بأن
نبي - مبعوث
ُّ
يغدو كل
ْ
تقتضيان باللزوم أن
من السماء- مكمن الأدب الأرقى وموئل
َّ
لق الأرفع على وجه الإطلاق؛ ذلك بأن
ُ
الخ
ظهوره بوصفه الأنموذج الأسمى لما تبتغيه
ل
ُّ
لقبول الناس له أو تقب
ً
السماء يعد مرقاة
ً
عا
ِّ
شر
ُ
لهم وم
ً
الناس إليه بوصفه منقذا
ً
لقوانين التعامل فيما بينهم ومؤسسا
لمنطقيات حسن الخلق وجمالية التعامل
في حياتهم.
ً
الإنساني الواجب إيجاده أصالة
أن يدخل إلى
ٍّ
نبي
ِّ
لأي
ُّ
من هنا كان لا يحق
نطاق سوء الأدب أو تنتابه لحظة ما يغدو
عن نطاقسمو التبادل الأخلاقي
ً
فيها خارجا
الأنقى مع الآخر، فإذا كان الأمر كذلك
A
فإن هذا يدعو إلى اتهام النبي إبراهيم
لق
ُ
بسوء الأدب وخروجه عن نطاق الخ
ً
في التعامل مع أبيه، وذلك تحديدا
ً
أصالة
(آزر) باسمه من
ُ
ه
َ
والد
ُ
حينما نادى إبراهيم
دون لياقة أو تلطف في النداء وذلك في قوله
ُ
ذ
ِ
خ
َّ
ت
َ
ت
َ
أ
َ
ر
َ
آز
ِ
يه
ِ
ب
َ
ل
ُ
يم
ِ
راه
ْ
ب
ِ
إ
َ
قال
ْ
ذ
ِ
إ
َ
تعالى:
ٍ
لل
َ
ي ض
ِ
ف
َ
ك
َ
م
ْ
و
َ
ق
َ
و
َ
راك
َ
ي أ
ِّ
ن
ِ
إ
ً
ة
َ
ه
ِ
آل
ً
ناما
ْ
ص
َ
أ
على كيفية
ً
(الأنعام: 47) إذ بناء
) ٍ
ين
ِ
ب
ُ
م
ٌ
النداء في الآية الكريمة فإنه يبدر تساؤل
لح ههنا ألا وهو: أليس قول إبراهيم لأبيه
ُ
م
تجاه آزر؟ إذ
A
(آزر) فيه سوء أدب منه
كان ينبغي عليه أن يخاطبه بأدب؛ فحتى لو
ه
َّ
لم يكن أباه على وجه الفعلية النسبية؛ فإن
قد قام بتربيته، أفليس يتحتم على إبراهيم
على مناداة
ُ
م
ِ
د
ْ
ق
ُ
أن يراعي حق التربية فلا ي
أبيه بهذه الحيثية غير اللائقة؟
أباه آزر
ِ
لم يناد
A
نقول إن إبراهيم
باسمه البتة؛ بل كان يتحلى بكامل الأدب
ÍÃMI¹Ä
قرآنيات
العدد (17) ذو القعدة ــ ذو الحجة 7341هـ
1...,19,20,21,22,23,24,25,26,27,28 8,9,10,11,12,13,14,15,16,17,...148
Powered by FlippingBook