مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 8

في معترك النزاع السلطوي المقيت الذي
يعيشه العالم اليوم، وفي خضم التجاذبات
السياسية من أجل الاستيلاء على المناصب،
والاستحواذ على مقدرات الشعوب..
ووسط الصيحات الشكلية بالديمقراطية
والحرية الفردية التي ينادي بها معظم
المتسلطين على رقاب الشعوب يتساقط المئات
من الأبرياء بدم بارد.. لا ينظر إليهم أحد..
ولا يتحمل مسؤوليتهم أي طرف من أطراف
النزاع، وكأن الديمقراطية المعنية بتقديم رأي
الأكثرية تحتم سحق الأقلية بل إلغاءها..
وكأن دعوى الحرية الفردية توجب فسح
المجال للكل بالاعتداء، وهضم الحقوق،
وإن أدى إلى سفك الدماء وهتك الأعراض
المحترمة.. وما تعيشه الطائفة اليوم واحد من
المعالم الحضارية التي أنتجها العالم وربما قبل
اليوم.. من إلغاء الطرف الآخر.. والاعتداء
عليه مادام لا يمتلك من القوة المانعة القدر
الكافي لصد الهجمات الشرسة التي تتعرض
لها الأقليات العالمية، وإن كانت أكثرية
بحسب مدينة أو إقليم.. ومما يقلق غاية القلق
ما نراه بوضوح من تناسي الجرائم البشعة
التي حلت بهذه الطائفة، ولا زالت تحل بها..
حتى ممن هم محسوبون عليها ومنتسبون إليها،
والأخطر من ذلك محاولة عدم التصريح
بالهوية الرسمية لأبناء هذه الطائفة، خشية
إثارة الفتنة، وزعزعة الاستقراء النسبي بين
ذلك في تصاريح،
َّ
أبناء المسلمين.. حتى دب
وكتابات، وتداولات عديدة، وقد أصبحت
من ثقافة الفرد الشيعي لئلا ينادي
ً
جزءا
بحقوق هذه الطائفة، ويستنكر ما يلقاه الشيعة
من الظلم والحيف من أعدائهم.. خشية إثارة
الآخرين، وخدش عواطفهم مما يعكس حالة
من تمييع الحقائق، وإذابة الفروق الأساسية،
ذلك إلى الميل الطائفي، أو المذهبي، أو
ً
عازيا
ما يسمى (بالطائفية) اليوم من دون معرفة
الفرق الأساس بين الأمرين.
وتكمن حقيقة الفرق بين الطائفية التي
هي مخالفة لأصول الدين الإسلامي وبين
المطالبة بحقوق أبناء المذهب والدعوة له
بالحكمة والموعظة الحسنة، واستنكار الحيف
والظلم في نقطتين رئيستين.
أن الطائفية هي إلغاء الآخر
الأولى:
والتعدي عليه المؤدي لسلبه حق الحياة
والعيش بسلام من أجل طائفة ينتمي إليها،
مما يجري في نهاية المطاف إلى الاستعباد المبطن
الدفاع عن الطائفة والطائفية..
الفرق والمعطيات
±°¯
كلمة
العدد
1...,9,10,11,12,13,14,15,16,17,18 2,3,4,5,6,7,148
Powered by FlippingBook