مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 9

9 مجلة ينابيع الدفاع عن الطائفة والطائفية.. الفرق والمعطيات
الذي ينافي كل القيم الإسلامية السماوية، ولا
تؤيده شريعة من الشرائع، لأن الاشتراك في
عن ً الدين يضمن حفظ أبسط الحقوق فضلا
أهمها، وهي الحياة، وتقاسم الثروات الطبيعية
بما ينسجم مع الاستحقاق البيئي والجغرافي
من دون دخل لعرق أو قومية أو نحو ذلك.
في ً تكمن (الطائفية) أيضاالثانية:
التعرض لطقوس الآخر الدينية، ومصادمة
حريته الفكرية، والعقيدية ولكل من أبناء
المدينة الواحدة أو الوطن الواحد إبداء تلك
الطقوس بما لا يتنافى وحقوق الآخرين،
ويحفظ لكل ذي حق حقه في التعبير عن
المشاعر الدينية، ويكفل الحرية التامة في ذلك.
أما الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة
الحسنة، بالبرهان والدليل، وإقامة المنتديات
الفكرية، والثقافية، وعرضالمفردات الدينية،
ثم تأثر الآخرين بذلك، ومحاولة الانتماء لهذا
الدين فليس من الطائفية في شيء، بل هو
من الانتماء للطائفة الحقة الذي ساعد ذلك
في ديمومتها وبقائها لتناسبها مع المعطيات
عن التألم والتوجع ً البشرية الفكرية. فضلا
لما نال هذه الطائفة من الحيف والظلم سواء
أكان ذلك عبر تاريخها المجيد، وما تعرضت
له الرموز الدينية والعقائدية من حكام الجور
ً وتنديداً وتوجعا ًوالمتسلطين. أم كان تألما
للمسؤولية لما يتعرض له أبناء ً وتحميلا
المذهب الحق اليوم من مختلف أنواع الظلم
والحيف، وما يكتنفذلكمنسلب الحقوق،
وهضم المؤمنين، وما يؤديه من إلغاء وتهميش
وتعطيل وغير ذلك من أنواع الانتهازية
السياسية التي ذكرها علماء الاجتماع. بل
العكس من ذلك هو المسمى (بالطائفية).
ينتج ًإن تكريس الطائفية المشار إليها آنفا
من ساسة ليس لديهم التزام ديني أو مذهبي،
بل هو موقف انتهازي للحصول على مآرب
متعددة لتحقيق الوصول إلى السلطة.
وليس مجرد الانتماء إلى دين أو مذهب
على القيم ً ما دام محافظا ً يجعل الإنسان طائفيا
بأدب الدين الحنيف ً الإنسانية العامة، ومتأدبا
في المحافظة على الحقوق.
ومجمل القول: إن (الطائفي) هو من
يرفض الطوائف الأخرى، ويحاول إلغاءها
لفكر ديني ًبشتى الوسائل سواء أكان مالكا
فناه. ّكما عر ً سياسيا ًأو مذهبي، أو كان انتهازيا
أما من يدعو إلى مذهبه بالموعظة والهدي
الرفيع، ومن يتألم ويتوجع لما ينال طائفته من
. ًالظلم والحيف فليسطائفيا
لذا لابد من زرع ثقافة الطائفة الحقة
والانتماء الحقيقي في نفوس أبنائها وعدم
تمييع الحقائق التي راحت بسببها أنهر من دماء
من الأيتام والأرامل ً أبنائنا وجنينا بسببها آلافا
على طول تاريخنا المجيد. والله حسبنا ونعم
الوكيل.
المشرف العام >