ما هيّ الأرقام القياسية في مسيرة الأربعين لعام 1438 هـ ؟

299

kareem-23-11-2016-04 

الحكمة – متابعة : في هذا العام، وكما هو الحال في كل عام، تميّزت زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام بالمشاركة المليونية الواسعة من داخل العراق وخارجه، وتميّزت بالتفاعل الوجداني الكبير، والبذل والعطاء الهائل، ونكران الذات، وذوبان وتلاشي كل المسميات والعناوين والانتماءات، إلا الانتماء للحسين عليه السلام.

على مدى ثلاثة أسابيع، تدفق أكثر من عشرين مليون شخص إلى مدينة كربلاء المقدسة رغم صغر مساحتها، بما يعنيه ذلك مما لا يدركه العقل البشري، عند الاحتكام للحسابات المادية والمعادلات الرياضية.

وليس أتباع الحسين (ع) ومحبوه ومريدوه هم فقط من يتحدثون عن عظمة زيارة الأربعين المليونية، بل العالم كله بات يتحدث عنها بدهشة واستغراب وحيرة. وهو ما أشار إليه موقع “ويكيبيديا” العالمي الذي نشر تقريرًا عن الزيارة يقول فيه “أثبتت الاحصائيات التي أجرتها الأقمار الصناعية أن كربلاء تسجل المرتبة الاولى في أكبر التجمعات البشرية السلمية في التاريخ”.

 واستعرض الموقع المذكور عبر صفحته التي حملت عنوان (أكبر التجمعات السلمية في التاريخ)، لائحة لأكبر التجمعات السلمية المحتملة في التاريخ لأناس اجتمعوا في مكان واحد ولغرض واحد شريطة أن يتجاوز عددهم مليون شخص.

ويوضح الموقع أن اكبر تجمع بشري في العالم تم تسجيله في مهرجان كومبه ميلا على نهر الغانج في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني-يناير من عام 2001 ويعتقد أنه أكبر تجمع بشري في التاريخ كونه سجل حضور خمسة وعشرين مليون مواطن في بقعة واحدة، علمًا أن ذلك التجمع لا يتكرر إلا كل اثني عشر عامًا، بينما اشارت الاحصائيات خلال الأعوام الثلاثة الماضية الى أن زيارة الاربعين تعد التجمع المليوني العالمي الثاني، بيد انه حينما نأخذ بنظر الاعتبار ان ذلك التجمع هو سنوي، فحينذاك يكون هو الاول عالميًا.

أطول مائدة طعام

ليس فقط تعداد الزائرين ما ميّز زيارة الأربعين، فقد تضمنت المسيرة المليونية هذا العام أرقاما قياسية، انطوت على دلالات ومعان عميقة في أبعادها الدينية والإنسانية والعقائدية. فشهدت محافظة ذي قار الواقعة جنوب العراق، أطول مائدة طعام قدمت لزوار الامام الحسين عليه، إذ بلغ طولها أكثر من عشرين كيلومترا، واشتملت على أصناف مختلفة من الأطعمة والاشربة والحلويات، وقد شارك في أعدادها عشرات المواكب الحسينية.

وهذه ليست المرة الاولى التي تنصب فيها مائدة طعام تمتد عشرات الكيلومترات جنوب البلاد، ففي كل عام يتم تنظيم مائدة من هذا القبيل، يتجمع حولها آلاف الزوار القادمين من البصرة نحو كربلاء.

أطول راية حسينية 

وفي كربلاء المقدسة امتدت أطول راية حسينية بطول ثلاثة آلاف متر كتب عليها يا حسين باللون الأحمر.

وانطلقت هذه الراية من قرية الحويش بمحافظة ديالى قبل الاربعين بحوالي عشرة أيام، وشارك في مراسم حملها أهالي القرية وممثلون عن الوقفين الشيعي والسني في المحافظة، إضافة الى دوائر البلدية والماء والتربية وطلبة جامعة ديالى ومختلف القواطع الأمنية، وعدد من مشايخ ووجهاء المدينة، وهذه الراية تعد تقليدًا معنويًا يسهم فيه أبناء ديالى لتجسيد رسالة الإمام في الاصلاح والوقوف بوجه الظلم.

 اكبر صلاة جماعة

وشهدت مدينة كربلاء المقدسة ايضًا هذا العام إقامة أكبر صلاة جماعة في يوم الثامن من صفر.

وقد اقيمت تلك الصلاة على الطريق الرابط بين مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف على امتداد أكثر من ثلاثين كيلومترا، وبمشاركة آلاف الزائرين المتجهين الى كربلاء.

وأكد إمام صلاة الجماعة السيد أحمد الاشكوري “أن هذه الصلاة اقيمت بتوجيهات من مرجعية آية الله العظمى السيد علي السيستاني وبمشاركة ثلاث عتبات، هي الحسينية والعباسية والكاظمية، وأن الصلاة امتدت لنحو ثلاثين كيلومترا ومن اربعة محاور هي كربلاء النجف، وحلة كربلاء، وبغداد النجف، وحلة بغداد”.

ولفت السيد الاشكوري الى “أن هذه الصلاة تهدف الى ترسيخ المفاهيم الدينية والروحية بضرورة الاهتمام بالعبادات الواجبة، وإيصال رسالة الى قوى الظلام والشر، وهي تعتبر الاولى من نوعها ونأمل أن تستمر مستقبلاً”.

1300 وسيلة اعلامية

أما بالنسبة للجانب الاعلامي، فقد شاركت ألف وثلاثمائة وسيلة اعلامية، مرئية ومسموعة ومقروءة والكترونية، عراقية وعربية واجنبية في تغطية وقائع المسيرة المليونية طيلة عشرين يومًا. 

وفي هذا الاطار، يشير رئيس قسم الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة الى أن ثلاثين قناة فضائية كانت تبث بثًا مباشرًا من داخل مدينة كربلاء ومن طرق مسير الزائرين نحو مرقد الامام الحسين عليه السلام، في ذات الوقت وفرّت العتبة الحسينية عشرة مراكز اعلامية مزوّدة بخدمات الانترنت طوال الوقت لتسهيل عمل الفرق الاعلامية.

أرقام أخرى مذهلة  

والى جانب ذلك، فقد سُجلت ارقام أخرى مذهلة في سجل المسيرة الاربعينية، منها مشاركة 30 ألف عنصر امني في تأمين الحماية للزائرين، وهو ما أكده قائد عمليات الفرات الاوسط اللواء الركن قيس خلف رحيمة. ومنها مشاركة خمسة آلاف من كوادر وزارة الصحة في تقديم الخدمات الطبية للزائرين، ومشاركة ما يقارب ألف وسيلة نقل تابعة لوزارات النقل والتجارة والعتبات الحسينية والعباسية ومؤسسات حكومية اخرى في نقل الزائرين بعد اتمامهم مراسيم الزيارة وجماهيريته التي فاقت وتفوق دائمًا كل الحسابات والتوقعات والتقديرات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*