من هو العباس بن علي (عليهما السلام)؟

578

_alq_55046aea63d86نسبه

هو أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب، الملقب ب”قمر بني هاشم”، فأبوه هو الإمام عليّ بن أبي طالب الإمام الأول، وأخواه هما الحسن بن علي والحسين بن علي الملقبان بسيدي شباب أهل الجنة، وأمه أم البنين واسمها فاطمة بنت حزام، وأرجع بعضهم نسبها إلى عامر بن صعصعة.

مولده

وينقل أن علي بن أبي طالب عليه السلام قال لأخيه عقيل بن أبي طالب وكان نسّابة عالماً بأخبار العرب وأنسابهم: « ابغِني امرأة وقد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها لتلد لي غلاماً فارساً، فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس، فتزوجها علي عليه السلام … وأول ما ولدت العباس عليه السلام … »[1].

وقد ذُكر عن أم العباس عليه السلام : « وأبوها حزام من أعمدة الشرف في العرب، ومن الشخصيات النابهة في السخاء والشجاعة وقَرْي الأضياف، وأما أسرتها فهي من أجلّ الأسر العربية، وقد عرفت بالنجدة والشهامة، وقد اشتهر منهم جماعة بالنبل والبسالة »[2].

ولد العباس عليه السلام سنة 26هـ واستشهد في سنة 61هـ وعمره أربع وثلاثون سنة عاش منها مع أبيه أربع عشرة سنة وحضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه في النزال. [1].

سيرته

يقول السيّد عبد الرزاق المقرّم: « هذه الفضائل كلها وان كان القلم يقف عند انتهاء السلسلة إلى أمير المؤمنين فلا يدري اليراع ما يخط من صفات الجلال والجمال وأنه كيف عرقها في ولده المحبوب ؟ قمر الهاشميين »[3].

كما يقول أيضاً: « وقد ظهرت في أبي الفضل ( العباس ) الشجاعتان الهاشمية التي هي الأربى والأرقى فمن ناحية أبيه سيّد الوصيين، والعامرية فمن ناحية أمه أم البنين »[4].

وروي عن جعفر الصادق “كان عمنا العباس بن عليّ نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله عليه السّلام وأبلى بلاءً حسناً ومضى شهيداً”[1].

وروي أيضا عن علي زين العابدين : « رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه ».

وقد عاصر العباس الحروب التي خاضها أبوه والأحداث التي عصفت بالأمّة الإسلامية كمقتل عثمان بن عفان، ثم بيعة أبيه والنكث بها من قبل البعض، ثم معركة الجمل، ومعركة صفين، ومعركة النهروان.

ألقابه

وقد لُقّب بالسقّاء وقمر بني هاشم، وبطل العلقمي، و سبع الغضنفر، وسبع القنطره ، وجيدوم السرية أي (مقدام السرية), وحامل اللواء، وكبش الكتيبة، والعميد، وحامي الظعينة، وباب الحوائج ، وكُنيّ بأبي الفضل، وأبي القربة، وأبي القاسم.[5].

في كربلاء

كان صاحب لواء الحسين في معركة كربلاء واللواء هو العلم الأكبر ولا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في المعسكر.

و لما طلب الإمام الحسين من أصحابه الرحيل قام إليه العباس فقال: ” ولِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبداً.”

ومن أشهر مواقفه في كربلاء لما أخذ عبد الله بن حزام ابن خال العباس أماناً من ابن زياد للعباس واخوته من أمه قال العباس وإخوته: لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سمية.

كما أجاب العباس الشمرَ ( وهو بعض أخواله ): لعنك الله ولعن أمانك، أتُؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ؟!

ومن شجاعته أنه في كربلاء حين حوصر أربعةُ رجال بين الأعداء ندب إليهم الحسين أخاه العباس فحمل على القوم وضرب فيهم بسيفه حتى فرّقهم عن أصحابه ووصل إليهم فسلموا عليه وأتى بهم ولكنهم كانوا جرحى… ».”[1].

واشتهر بالسقاء لأنه استشهد وهو يحاول احضار الماء للعطاشى من آل البيت ع في كربلاء وعندما عاد بالقربة غال به القوم وأوقعوه من فرسه وقطعو كفيه ومزقوا القربة.

احضار الماء للعطاشى

قال له الحسين ( ع ) . ان عزمت فاستسق لنا ماءا ، فاخذ قربته وحمل على القوم

حتى ملأ القربة قالوا واغترف من الماء غرفة ثم ذكر عطش الحسين ( ع ) فلم تطعه نفسه على الارتواء قبل اخا الحسين فرمى بها وقال :

يا نفس من بعد الحسين هوني ::: وبعده لا كنت او تكوني

هذا حسين وارد المنـون ::: وتشربين بارد المعيـن

استشهاده

بعد استشهاده تروي المصادر أن الحسين عليه السلام وقف عليه وقال “الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوي” وحاول حمله إلا أن العباس عليه السلام رفض معللا أنه يستحي من الأطفال ومن سكينة بنت الحسين لأنه لم يحضر الماء وكذلك قام بمواساة أخيه الحسين حيث قال العباس عليه السلام:”أنت تمسح الدم والتراب عني وتواسيني وتنقلني إلى الخيم بعد ساعة وعند سقوطك من سيمسح الدم والتراب عن وجهك, فدعني اواسيك بمصابك يا ابن رسول الله ” [1].

مرقده

للعباس بن علي مشهد كبير في مدينة كربلاء بجوار مشهد الحسين تعلوه قبة ذهبية، وتحث المصادر الشيعية على زيارة قبره وأن زيارته مستحبة مع زيارة أخيه الحسين.

كما ويوجد في لبنان ، في بلدة النبي شيت (ع)- البقاعية -، يوجد مزار موجود منذ الأزل في هذه البلدة ويسمى المزار (مزار أبو الفضل العباس ) عليه السلام كما ويوجد ضريح في هذا المزار ، ويقال أنه أثناء السبي من كربلاء إلى الشام قد مروا من بلدة النبي شيت وقبلها من بعلبك حيث وجود حاليا مقام وضريح السيدة خولة ع بنت الحسين ع التي استشهدت على الطريق مع عمتها زينب الحبيبة ع وهم في طريقهم إلى الشام ومعها كفيين العباس ع .

——————-

وروي عن الإمام السجّاد ( عليه السلام ): « … رحم الله عمي العباس

فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه ».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*