أهالي النجف الأشرف يشيدون بالمتصدين لعصابات «داعش» الإرهابية

304

10-8-2016-S-01

      الحكمة – وكالات: تعد شريحة الشباب المحرك الرئيس لنشاطات المجتمع على مر الزمن، إذ لعبت دوراً محورياً في الدفاع عن البلد عند تعرضه لهجمة بربرية من قبل عصابات «داعش» الإرهابية، فقد هب مئات الآلاف منهم لصد تلك الهجمة بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية.

يقول عباس رشيد، أحد المتطوعين في الحشد الشعبي وفقًا لما نقلته (الصباح) أن صدور فتوى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني بالجهاد دفاعا عن الوطن والمقدسات حفزته للتطوع ضمن صفوف الحشد الشعبي كونه يمتلك خبرة كبيرة في القتال إذ كان منتسباً بالجيش لأعوام عدة في تسعينيات القرن الماضي، إلا أنه فوجئ في الوقت نفسه بالعدد الكبير من الشباب المتطوعين ممن كانت أعمارهم تتراوح بين 15 الى 20 عاماً ومنهم من كان دون سن الخامسة عشرة.

وأشار إلى رفض الكثير من الشباب، لا سيما صغار السن دعوات العودة إلى منازلهم وترك الجهاد ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، مؤكدا ان صور الايثار والتضحية التي شهدها عند هذه الشريحة في ارض المعركة كانت مبهرة الى درجة لا يمكن وصفها بالكلمات، اذ لم يكتف الشباب بالقتال والتصدي للارهاب، بل انبرى عدد منهم لمساندة قوات الجيش والحشد الشعبي من خلال التبرعات المادية والعينية.

بدوره، نظم الطالب الشاب محمد قاسم واقرانه في النجف حملة تحت شعار (لبيك يا حسين)، مبينا ان الواجب فرض عليه ومجموعة من اصدقائه في كلية العلوم وبعض الكليات الاخرى تقديم الدعم لابناء البلد الذين يضحون بارواحهم من اجل الدفاع عنه، اذ نفذوا نشاطات عدة ابرزها القيام بحملات لارسال مساعدات غذائية لمقاتلي الحشد الشعبي ومن ثم توسعت لتشمل مساعدات مالية لعوائلهم، اما الان فقد تضمنت دفع بدلات الايجار لبعض عوائل الشهداء والمباشرة بجمع تبرعات لترميم دورهم او بناء دور بكلف بسيطة لمن يعانون ازمة السكن.

وكانت للشباب ايضا في هذه المرحلة نشاطات كبيرة على مستوى المجتمع المدني، فقد ظهرت الكثير من الفرق الشبابية التطوعية، ومنها فريق (كلكم راع) الذي توجه منذ تأسيسه الى دعم العوائل الفقيرة من خلال توفير مصدر رزق لهم باقراضهم مبالغ بسيطة يمكن ان يقيموا بها مشروعاً صغيراً.

حيدر جاسم، احد مؤسسي الفريق، لفت لصحيفة (الصباح) إلى القيام بتنفيذ 60 مشروعا لدعم العوائل الفقيرة والايتام، حيث تنوعت تلك المشاريع ما بين شراء مكائن خياطة او فتح بسطيات صغيرة او محال لبيع المواد الغذائية.

ويضيف جاسم أن الفريق توجه الى المدارس الابتدائية ايضاً واطلق حملة لزيادة الوعي البيئي لدى الاطفال من خلال تشجير اكثر من 20 مدرسة وتكليف التلاميذ بمسؤولية الاهتمام بها وغرسها، لافتا الى ان نشاطات الفريق تضمنت ايضاً مهرجانات رسم والعابا للاطفال وندوات ثقافية وسياسية للشباب ودورات في مجالات مختلفة كالاعلام والتنمية البشرية، مؤكدا ان كل هذه المشاريع والنشاطات تمت من خلال تبرعات اعضاء الفريق وعدد من الخيرين.

س م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*