هذا اليوم لن يتكرر قبل 4 سنوات.. إنها سنة كبيسة!

363

2الحكمة – متابعة: يصادف اليوم 29 شباط سنة كبيسة وستكون أيام العام 366 يوما، أي بزيادة يوم واحد عن العام 2015. فماذا سينتج عن ذلك من تغيرات في حياتنا الالكترونية؟

كل أربع سنوات مرة

عام 2016 يحمل شيئا جديدا للعالم لن يتكرر إلا مرة واحدة كل أربع سنوات وهو اليوم الـ 29 من شهر شباط. وتكمن أهمية هذا اليوم كون أن السنة الميلادية تتكون من 365 يوما و 0.24 اليوم، أي حوالي ربع اليوم. ويتم في العادة احتساب المتبقى من اليوم يوما كاملا بعد أربع سنوات. ولكن الحساب العلمي الدقيق لساعات السنة يسبب مشكلة أمام القائمين على الحسابات الرياضية الدقيقة والتقويم الميلادي.

وكان يتسبب في مشاكل الكترونية في تاريخ البرامج وتحديدا المحاسبية في البنوك وغيرها لفترة قريبة وعملية عمل التطوير عليها بعض المشاكل في برامج التراسل والايميل.

ويعمد الخبراء إلى حل هذه المشكلة عبر احتساب السنة الميلادية التي تقسم على أربعة وناتج القسمة يكون رقما صحيحا وجعلها سنة كبيسة.

لكن القاعدة هذه لها استثناء أيضا، إذ لا تحسب كل رأس سنة في القرن الميلادي، مثل 1900 كسنة كبيسة، وذلك لمعادلة الفارق الزمني الصغير جدا. والاستثناء هذا له استثناء آخر هو عدم تكراره ولمرة واحدة فقط كل أربعمائة عام، فسنة 2000 كانت سنة كبيسة وسنة 2400 ستكون كذلك كبيسة أيضا.

أما عن سبب اختيار شهر شباط ليحمل اليوم الإضافي في السنة الكبيسة فيعود إلى كون أن السنة التقويمية في روما القديمة كانت تبدأ في شهر آذار من كل عام، واليوم الأخير في شهر شباط كان هو اليوم الأخير في العام التقويمي.

وما علاقتها بالثانية الكبيسة؟

الثانية الكبيسة

تقنياً، اليوم مؤلف من 24 ساعة، أما اليوم الثلاثين من حزيران فهو 24 ساعة وثانية واحدة، وهذه الثانية المضافة قد تؤدي إلى حدوث مشاكل وخلل في الأنظمة المضبوطة بدقة.

ما يحدث عملياً هو أن الأرض تتباطأ حركة دورانها، وحتى تتوافق الساعة الذرية فائقة الدقة مع توقيت الأرض الصحيح، سيتم إضافة ثانية واحدة كاملة في الدقيقة الأخيرة من اليوم. أي أن تلك الساعة ستشهد الرقم 23:59:60 ومن ثم تدخل في أول دقيقة من اليوم التالي ويأتي ارتباط الثانية الكبيسة بالسنة الكبيسة من خلال ارتباطها بالتقويم الميلادي.

وحذر خبراء كمبيوتر عالميون من أن شبكة الانترنت على مستوى العالم ككل قد تصاب بالفوضى العارمة وأشار العلماء إلى أن الفوضى التي قد تثيرها مايسمى الثانية الكبيسة هي بسبب تأثيرها على المنظومات الالكترونية التي تزود الشبكة العنكبوتية بالطاقة، إذ إن تلك المنظومات لن تستطيع فهم تلك الثانية الإضافية وبالتالي فإنها قد تصاب بالشلل الذي سيؤدي بدوره إلى إثارة فوضى شاملة في شبكة الانترنت التي باتت معظم أنشطة البشر اليومية تعتمد عليها.

وحذر الخبراء من أنه في حال حدوث ذلك فإن العواقب ستكون كارثية على أمور حياتية لا حصر لها بما في ذلك حركة الطيران حول العالم وتعاملات البورصات وشبكات الاتصالات ناهيك عن كثير من المستشفيات والمنظومات الطبية التي تعتمد بشكل شبه كامل على الانترنت.

احتياطات من الشركات

لحسن الحظ هذه السنة معظم الشركات أخذت مسبقاً كل الاحتياطات والتدابير اللازمة لتفادي حدوث مشاكل فنية في عملياتها عندما تضاف الثانية. وفي المرة الماضية نجت جوجل من الوقوع بمشاكل عبر تبني ما سمته Leap smear وهي تقنية ستعمل على تجزئة الثانية إلى عدة ميلي ثانية وتوزيعها على مدى اليوم بكامله بدلاً من تكرار الثانية الأخيرة.

وتبنت نفس التقنية عدة أسواق مالية وبورصات كاليابان واستراليا وكوريا الجنوبية وسنغافورة. أما بعض الأسواق الأخرى ستضاف الثانية عندما تكون مغلقة بالتالي لن تحدث لها مشاكل. وتجدر الاشارة إلى ان اضافة هذه الثانية كانت ضرورية للتعويض عن التباطؤ التدريجي في سرعة دوران الكرة الأرضية حول محورها بمعدل جزءين من الألف من الثانية يوميا.

2012 ثانية الكوارث

عام 2012 هددت الثانية الكبيسة بإحداث عطل كارثي في الانترنت لكنها مرت بسلام وخسائر قليلة حيث استمر الانترنت في العمل بدون أي توقف ملحوظ .

وتابعت الشبكة الأمريكية أن نظام «الثانية الزائدة» اخترع لأجل مواءمة التوقيت الذري الدولي مع سرعة دوران كوكب الأرض التي قد لا تكون مستقرة في بعض الأوقات، مشيرة إلى أن الثانية 61 كان بإمكانها أن تُحدث خللا بأنظمة الكمبيوتر وأن تتسبب في انهيار مواقع الكترونية، وكذلك أن تفسد البرامج التي تقوم عليها السوق المالية علما أن آخر ثانية كبيسة حصلت في 2012 أدت إلى أعطال في مواقع الكترونية مثل Reddit و Yelp و LinkedIn و FourSquare.

وكان موقع LinkedIn أكثر المواقع تأثرا بسبب استعماله نظاما اخترعه جوجل بعد الثانية الكبيسة لسنة 2005 التي جعلت بعض أنظمته لا تقبل الأوامر، مشيرا إلى أن ساعات مزودات الكمبيوتر يمكن أن تتأثر في اليوم الذي يتوقع أن تحدث فيه ثانية كبيسة.

وقالت الشبكة أن الثانية تزامنت الثانية هذه السنة مع وقت افتتاح الأسواق الآسيوية، مشيرة إلى أنه لتجنب الكارثة المحتملة أجريت التبادلات الثلاثاء إما في وقت مبكر أو في وقت متأخر.

2016 لا وجود تحذيرات

من خلال رصد أبرز الشركات العالمية، لم تصدر اي تحذيرات من الشركات العالمية وأبرزها مايكروسوفت وجوجل والفيس بوك وغيرها حيث اكدت في بيانات لها ان انظمتها متوافقة مع نظام السنة الكبيسة والثانية الكبيسة وقالت معظم الشركات أخذت مسبقاً كل الاحتياطات والتدابير اللازمة لتفادي حدوث مشاكل فنية في عملياتها عندما تضاف الثانية.

(الراي)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*