الأزهر يحذر دول أوروبا من ارتفاع ظاهرة العائدين من “داعش”

439

الأزهر يكشف: 15 جماعة متطرفة تضم 65 ألف مقاتل مرشحة لخلافة "داعش" حال هزيمته

القاهرة – متابعات الحكمة : حذر مرصد الأزهر بمصر دول أوروبا من ارتفاع ظاهرة العائدين من “داعش”، كاشفا في الوقت نفسه أن هناك 15 جماعة إرهابية، تضم 65 ألف مقاتل في سوريا والعراق، مرشحة لخلافة “داعش” في حال هزيمته، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن مركز توني بلير للدراسات الدينية، اعتمد عليه المرصد ضمن تقارير دولية أخرى في إعداد تقرير موسّع عن حركة انضمام الشباب الأوروبي والعربي إلى تنظيم داعش.

وذكر التقرير أن أعداد مَنْ سافروا إلى سوريا والعراق خلال العام الماضي للانضمام إلى داعش أو الحركات الأخرى تصل إلى 31 ألف شاب ينتمون إلى 86 دولة، وذلك نقلاً عن أحدث التقارير الصادرة في شهر ديسمبر/كانون الأول 2015 عن مركز “صوفان جروب” الأميركي.

وتأتي تونس كأعلى دولة من حيث عدد المقاتلين المنضمين إلى “داعش”، وفقاً لما جاء بتقرير المرصد، وذلك بـ6000 مقاتل، تأتي بعدها السعودية (2500)، ثم روسيا (2400)، فتركيا (2100)، والأردن (2000). وعلى مستوى أوروبا الغربية تأتي فرنسا في المقدمة بتعداد 1700 مقاتل، ثم بريطانيا وألمانيا 760 مقاتلاً لكل منهما.

خطر العائدين على أوروبا

التقريرالأزهري حذر دول أوروبا من ارتفاع ظاهرة العائدين من “داعش”، حيث رصد التقرير أن أوروبا الغربية تحتل المرتبة الثالثة بين أكثر المناطق الجغرافية التي يسافر منها المنضمون لتلك التنظيمات في سوريا والعراق، بتعداد وصل إلى 5000 مقاتل نهاية عام 2015، فيما يتراوح متوسط العائدين مرة أخرى إلى بلدانهم بين 20 و30٪ من مجموع المنضمين، أي أن حوالي 1500 مقاتل عادوا إلى بلدانهم بعد تجربة مع “داعش”، ما يعني أنهم ربما يكونون سفراء للتنظيم وعملاء له، الأمر الذي يمثل تحدياً كبيراً لأجهزة الأمن التي يتعين عليها تعقب هؤلاء لمعرفة الأسباب الحقيقية لعودتهم.

ورصد التقرير أعداد العائدين إلى عدد من الدول الأوروبية، فيذكر أن 350 مقاتلاً عادوا إلى بريطانيا ما يجعلها في صدارة الدول الأوروبية في عودة عناصر داعش الأوروبيين، تأتي بعدها فرنسا، حيث عاد إليها 250 ممن سافروا إلي سوريا والعراق، و بعدهما تأتي ألمانيا بـ200 مقاتل عائد، ثم بلجيكا والسويد بـ118 و115 مقاتلاً على الترتيب.

هكذا يستقطب “داعش” الشباب

ويستخدم “داعش” – بحسب التقرير الأزهري – جُملةً من الوسائل لاستقطاب الشباب للانضمام إلى صفوفه، ذكر التقرير أن منها استغلال الشبكات الاجتماعية لنشر أفكاره وجذب الشباب إلى “دار إسلام افتراضية” أو ما يمكن تسميته تجاوزاً باليوتوبيا الإسلامية، حيث يمتلك التنظيم أكثر من 46 ألف حساب على “تويتر”، وفقاً لدراسة أعدها معهد بروكينغز الأميركي عن نشاط “داعش” بالإنترنت.

وأكدت الدراسة أن الشبكات الاجتماعية هي الساحة الفكرية المسؤولة عن تجنيد نحو 80% من عناصر الجماعات ربما لأنها بعيدة نسبياً عن المراقبة الأمنية.

ومن وسائل استقطاب التنظيم للشباب، الجانب الفكري، حيث تعتبر “داعش” نفسها الجماعة الوحيدة التي تتبع الحق، وأنها بمثابة المدينة الإسلامية الفاضلة التي تسعى لتكوين “خلافة إسلامية على منهاج النبوة” حسب الدراسة.

وكذلك رسم التنظيم – بحسب التقرير – صورة رومانسية لفكرة العنف، تبدأ باعتباره عنفاً من أجل فكرة نبيلة ثم تطور إلى اعتباره لعبة سهلة مثل “ألعاب الفيديو” التي لا تنتهي أبداً، وإن مات البطل فبإمكان اللاعب أن يبدأ اللعبة من جديد، ويكون مصيره الجنة.

ومن طرق جذب “داعش” للشباب، وفقاً لشهادات بعض العائدين التي رصدها تقرير مرصد الأزهر، دعوات الزواج من المجاهدين، وهو ما ساعد على انضمام فتيات أوروبيات للتنظيم، وهو ما يفسر أن أغلب الفتيات المنضمات إلى داعش قاصرات ومراهقات، حيث تتراوح أعمارهن في الغالب بين 15 و22 عاماً، يأتين من دول الغرب، خاصة أستراليا والنمسا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وهولندا وبريطانيا وأميركا.

ويسعى “داعش” لاستغلال غياب الوعي بالمعرفة الصحيحة للإسلام، كما ذكر التقرير، حيث أشار إلى أن أغلب الشباب الذي سافر إلى “داعش” لأسباب دينية هم حديثو عهد بالإسلام، مستغلاً فكرة إحياء الخلافة الإسلامية.

ثم تأتي الإغراءات المالية لتكون حافزاً للانضمام إلى “داعش”، وذلك بعد إعلان التنظيم عن منحه مكافأة تصل إلى 20 ألف يورو لكل أسرة من 4 أشخاص تنضم إليه، وهو ما دفع 14 أسرة إسبانية للسفر الى هناك، فيما يحصل كل “جهادي” منضم إلى “داعش” على 10 آلاف دولار كحد أدنى، ويحصل مَنْ قام باستقطاب الشاب على 2000 يورو، بحسب التقرير.

التوصيات

وأوصى التقرير بنشر شهادات العائدين من “داعش” إلى بلدانهم على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام لتحذير الشباب من الوقوع في المصير المجهول الذي قد يواجهونه إذا فكّروا في الانضمام إلى “داعش” وتحريرهم من أوهام إنشاء دولة الخلافة.

ودعا التقرير إلى تشكيل لجنة دينية من علماء الأزهر والمؤسسات الإسلامية الأخرى في العالم تكون مسؤولة عن محاورة الشباب من المسلمين حول العالم لتصحيح أفكارهم حول صحيح العقيدة وتصويب مسارهم الفكري والديني وتحريره من المفاهيم المغلوطة لديهم.

وطالب التقرير بتحقيق تعاون دولي على مستوى المؤسسات الدينية المعتدلة لتحصين الشباب الغربي حديثي العهد بالإسلام ووقايتهم من الاستقطاب، وكذلك إنشاء مركز دولي للوقاية من الانحرافات الدينية، مع تخصيص مراكز نفسية وطبية لمعالجة الآثار النفسية والأسرية والاجتماعية التي يعاني منها العائدون من “داعش”.

هافينغتون بوست عربي

ك ح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*