ما سر تأجيل معركة الموصل؟

297

17-1-2016-S-02

     الحكمة – متابعات: قال نائب رئيس وزراء أقليم كردستان العراق إنه من غير المرجح أن يشن العراق هجومًا لاستعادة مدينة الموصل الشمالية من قبضة داعش في 2016 لأن قواته المسلحة غير جاهزة للقيام بهذه المهمة.

وأضاف نائب رئيس وزراء أقليم كردستان العراق قوباد طالباني أنه لا يعتقد أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة واثق من قدرة الجميع على الاستعداد في وقت محدد لشن هجوم هذا العام.

منذ تحرير تكريت وتشكيل غرفة عمليات تحرير الموصل في ابريل 2015 وزيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حينها إلى أربيل، لاتزال تصريحات المسؤولين في بغداد وأربيل (عاصمة الأقليم) متضاربة، لتبقى الموصل بانتظار تحرير مؤجل إلى إشعار آخر.

ففي حين كشفت زيارة حيدر العبادي في ذلك الوقت عن حجم التقارب بين الحكومة المركزية وأقليم كردستان العراق فيما يخص مسألة استعادة مدينة الموصل من قبضة داعش، جاءت تصريحات بغداد وأربيل الاخيرة لتظهر تبايناً وتباعداً بين الطرفين في هذا الأمر.

وكان رئيس وزراء حكومة الأقليم نيجيرفان برزاني قال في وقت سابق أن معركة الموصل لن تكون سهلة لعدد من الاعتبارات أبرزها أن المدينة هي التي أُعلن منها ما يسمى “دولة الخلافة”، وهي مهمة للغاية بالنسبة لـ”داعش”. وقال برزاني: “شخصيًا، لا أعتقد أن معركة الموصل سهلة.. من وجهة نظري، أنا لست متأكدًا من أن الجيش العراقي سيكون جاهزا قبل ستة أشهر من الآن”.

ويتفق مع بارزاني في هذا الاتجاه رئيس مجلس محافظة نينوى (الموصل مركزها) بشار الكيكي، إذ قال قبل أسبوع في مؤتمر لمجالس محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى عقد في أربيل، إنه قد “مضت سنة ونصف على احتلال داعش للموصل ومازال ستون في المائة من أراضي المحافظة تحت قبضة التنظيم”، مشدداً على عدم وجود “محاولات جدية للإسراع في تحرير بقية مناطق المحافظة”.

وفي هذا الإطار أيضًا، أعلن محافظ نينوى الجديد نوفل حمادي السلطاني أن القوات البرية العراقية “أعدت خطة من أجل عملية تحرير مدينة الموصل”، ولكنه استدرك قائلاً: “ليست هناك خطة متفق عليها بعد، لكني تحدثت مع قائد القوات البرية العراقية رياض جلال توفيق، وأبلغني أنه في أربيل وأنهم أعدوا خطة لتحرير الموصل”.

يأتي ذلك في وقت كانت تصريحات المسؤولين في بغداد تسير في اتجاه آخر تمامًا؛ فقد أكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بعد زيارة له إلى قضاء سنجار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 أن عملية تحرير الموصل من التنظيم الإرهابي ستبدأ في وقت قال إنه قريب، مشيراً إلى أن انطلاقها سيكون من سنجار ومن أقليم كردستان وجنوب نينوى.

وفي التوقيت ذاته، أكدت قيادة عمليات نينوى ما ذكره وزير الدفاع العراقي من أن تحرير نينوى بات قريباً وأن عصابات “داعش” فقدت أهم طرق إمدادها في المحافظة. ونقل بيان صدر عن قيادة عمليات نينوى، أن “موعد التحرير قد اقترب، لاسيما مع الانتصارات المتحققة والتي نتج عنها تحرير قضاء سنجار وبعض من مناطق قضاء تلعفر، حيث يمر العدو بحالة انهيار تام وفقدان للسيطرة على أهم طرق إمداده ودعمه”.

وكان آخر من أدلى بدلوه هو رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير دفاعه خالد العبيدي في ذكرى تأسيس الجيش العراقي في 6 /يناير/ كانون الثاني 2016، الذي تزامن هذا العام مع تحرير مدينة الرمادي من قبضة داعش. فقد أشار حيدر العبادي إلى أن تحرير كل أراضي العراق من تنظيم داعش بات قريبًا، فيما أعلن العبيدي أن محافظة نينوى ستشهد معركة الفصل تحت شعار “قادمون يا نينوى”.

وفيما اختلفت مواقف أربيل وبغداد بشأن توقيت تحرير نينوى، اختارت واشنطن أن تتحرك أكثر وسط هذا التباين وتتخذ موقفًا يتفق مع أقليم كردستان العراق، فقد أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر وصول وحدة من القوات الخاصة إلى العراق، مشيراً إلى إكمال خطة عسكرية لمساعدة القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية لاستعادة مدينة الموصل شمال البلاد وتقديم العون للقوات “السورية المعتدلة” لطرد مسلحي داعش من معقلهم في مدينة الرقّة.

وتنص خطة وزير الدفاع الأمريكي على زج قوات عراقية من الجنوب وقوات البيشمركة من الشمال لمحاصرة وتقطيع مساحات مدينة الموصل، لكنه حذّر من أن استعادتها لن تكون سريعة أو سهلة.

من المهم الإشارة إلى انتخابات جرت في مجلس محافظة نينوى أفضت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى إبعاد محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي المقرب من حكومة أربيل والذي كانت له مع بغداد مشكلات تعود لفترة المالكي.. وتم انتخاب نوفل حمادي سلطان محافظًا جديدًا، وهو معروف بعلاقاته الجيدة مع حكومة بغداد.

وأخيراً، وليس آخراً، فإن تجربة تحرير سنجار في أيلول/سبتمبر الماضي، والتي لم يشارك فيها الحشد الشعبي، كانت نقطة بارزة في محطة خلافات كثيرة بين بغداد وأربيل، تبعها مواجهات في طوز خورماتو بين الحشد الشعبي والبيشمركة، وفق مصادر إعلامية.

وختاماً، هل تريد حكومة اربيل أن يكون تحرير الموصل مثل تحرير سنجار والرمادي اللتين شهدتا تحييداً للحشد الشعبي، أم سيكون الأمر مثل تحرير تكريت التي كان فيها للحشد الشعبي دور بارز؟

(RT)

س م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*