المرجعية: لا ينبغي اتخاذ الدستور وسيلة من قبل السلطة التشريعية أو غيرها للالتفاف على الإصلاح

357

061115012511_140_1كربلاء – الحكمة: عدت المرجعية الدينية العليا، اليوم الجمعة، إنهاء المحاصصات الحزبية والطائفية ومكافحة الفساد وتخفيض النفقات، مطالباً شعبية محقة وأموراً لا غنى عنها لإنهاء الأزمة، فيما أكدت أن الضغط الشعبي في الأشهر الماضية أوجد فرصة لاستجابة المسؤولين لدعوات الإصلاح وحصول تغيرات تسير بالبلد نحو الهدف المطلوب.

وقال ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 23/محرم الحرام/1437هـ الموافق 6/11/2015م ما نصه أن إصلاح المنظومة الحكومية في البلد يستدعي اعتماد مبدأ الكفاءة والخبرة والنزاهة في تسنم المواقع والوظائف الرسمية بدلاً عن المحاصصات الحزبية والطائفية والإثنية، إضافة إلى مكافحة الفساد ومحاسبة المفدسين وتخفيض النفقات غير الضرورية التي هي كثيرة ومتنوعة، كل تلك مطالب شعبية محقة وأمور أساسية لا غنى عنها لمعالجة الأوضاع المتأزمة والمشاكل الكبيرة التي يعاني منها الشعب العراقي كالبطالة وسوء الخدمات وازدياد نسبة الفقر وغيرها.

وبين الشيخ الكربلائي أنه ومنذ عدة أشهر وبسبب تزايد الضغط الشعبي فقد لاح في الأفق أن هناك فرصة طيبة لاستجابة المسؤولين لدعوات الإصلاح وصدرت قرارات وإجراءات لهذا الغرض في عدة مجالات – وإن لم تمس في معظمها جوهر الإصلاح الضروري – إلا أنها أعطت بعض الأمل بحصول تغييرات حقيقية يمكن أن تسير بالبلد نحو الهدف المطلوب.. وقد تمّ التأكيد منذ البداية على ضرورة أن تسير تلك الإصلاحات في مسارات لا تخرج بها عن الأطر الدستورية والقانونية.

وأضاف ممثل المرجع السيستاني خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف وحضرته وكالة نون بقوله “لابد هنا من التأكيد ايضاً على أنه لا ينبغي أن يتخذ لزوم رعاية المسار الدستوري والقانوني وسيلة من قبل السلطة التشريعية او غيرها للالتفاف على الخطوات الإصلاحية أو التسويف والمماطلة في القيام بها استغلالاً لتراجع الضغط الشعبي في هذا الوقت. مبينا أن تحقق العملية الإصلاحية – التي هي ضرورية ولا محيص عنها- مرتبط بما تتخذه السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية من إجراءات حقيقية في هذا الصدد ولا يكون ذلك إلا مع وجود إرادة جادة ورغبة صادقة للإصلاح والقضاء على الفساد والنهوض بالبلد، كما أن انسيابية وفاعلية تلك الإجراءات منوطة بالتعاون والتنسيق والتفاهم المشترك بين السلطات الثلاث وعدم التقاطع المؤدي إلى عرقلة هذه العملية..

من جانب آخر اعتبرت المرجعية الدينية العليا أن استمرار تعرض الأطباء في بعض المناطق إلى التهديد والخطف والقتل والابتزاز المالي سوف تعرض المنظومة الصحية التي تعاني أساساً من مشاكل كثيرة إلى المزيد من الخلل فيها.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي بهذا الخصوص ما نصه” لقد ازدادت في الآونة الاخيرة ظاهرة تعرض الأطباء في بعض المناطق إلى التهديد والخطف والقتل والابتزاز المالي، موضحا أن استمرار هذه الظاهرة وعدم الإسراع في معالجتها سيؤدي إلى مزيد من الخلل في المنظومة الصحية التي تعاني أساساً من مشاكل كثيرة، ويعرقل قيام الأطباء بأداء مهامهم الإنسانية في معالجة المرضى بصورة صحيحة وفاعلة، وقد يفكر البعض منهم بالهجرة إلى دول تتوفر فيها أجواء آمنة ومناسبة لهم.

واعتبرت المرجعية أن أحد أسباب هذه الظاهرة هو ضعف هيبة القانون في البلد الذي أعطى المجال للبعض في استخدام سطوته أو العرف العشائري وسيلة للاعتداء على الآخرين والابتزاز المالي منهم، مبينة أن هناك حاجة ماسة إلى تفعيل الإجراءات الأمنية في حماية الكوادر الطبية والصرامة في تطبيق القانون بحق المعتدين وتصدي العقلاء وأهل الحكمة من العشائر العراقية الكريمة لأي استغلال للعرف العشائري واتخاذه وسيلة للابتزاز أو التهديد، وينبغي قيام وسائل الإعلام المختلفة بتوعية المواطنين وتثقيفهم وبيان الأضرار الكبيرة التي تلحق بالخدمة الصحية في العراق لو استمرت هذه الظاهرة ولم يتم وضع حد لها.

كما واصت المرجعية الدينية العليا شريحة الأطباء الذين يبذل الكثير منهم جهوداً كبيرة وطيبة لمعالجة المرضى بالتصدي لبعض الظواهر السلبية الملحوظة لدى بعض العاملين في الخدمات الطبية من عدم الاهتمام الكافي بالمرضى ونقص العناية اللازمة بهم مما يعرض حياة بعض المرضى للخطر ويتسبب في حصول بعض المشاكل مع ذويهم.

كما أننا نذكر الاخوة الأطباء الذين تدفعهم بعض الممارسات الخاطئة إلى الهجرة خارج العراق بأن البلد بحاجة إلى التضحية والصبر والتحمل في هذه الأيام الصعبة وينبغي لهم أن يتخذوا من الأبطال الذين يقاتلون في جبهات القتال ضد داعش قدوة وأسوة حسنة في التضحية وحب الوطن والفداء في سبيل الحفاظ عليه وخدمة أبنائه.

وختم الشيخ الكربلائي خطبته بقوله اللهم ادفع عنا كيد الظالمين وسطوة الغاشمين وانظر إلينا نظرة رحيمة تعصمنا بها من الموبقات وتنقذنا من الهلكات وتقينا نكبات الدهور إنك على كل شيء قدير.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*