المرجعية العليا: المواطنون يدفعون ثمن إهمال المسؤولين

346

safiكربلاء – الحكمة: أكد خطيب جمعة كربلاء أن “الانتصارات الكبيرة التي حققها أبطال القوات المسلحة والمتطوعين وأبناء العشائر الغيارى في المعارك الاخيرة يجب أن تحظى بعناية المسؤولين من مختلف مواقعهم، ويستخلصوا منها العبر والدروس ، للاستفادة منها في المعارك القادمة”.

وبين السيد أحم الصافي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف بكربلاء، اليوم 30/10/2015، أن من هذه الدروس “أهمية توفير كل الإمكانات والتسهيلات المتاحة للقوات المقاتلة وتقديم احتياجاتهم على سائر الاحتياجات التي يمكن أن يرّحل تأمينها إلى وقت آخر، حينما يتحسن الوضع المالي للبلد، ويتجاوز الأزمة الخانقة الحالية، ومنها أهمية التنسيق بين القطعات المقاتلة بمختلف عناوينها، فإنه من أهم عوامل الانتصارات الأخيرة”.

وشدد معتمد المرجعية العليا على أنه “لابد للقيادات المعنية من بذل مزيد من الجهد لغرض المزيد من التنسيق فيما بينهم، ومنها ضرورة الحيطة والحذر وعدم الغفلة عن العدو في مختلف الجبهات ، فإنه ينتهز الفرصة أينما سنحت له وإذا خسر في موقع حاول أن يباغت في موقع آخر ، فلابد للقطعات العسكرية أن تكون يقظة ، ولا تسمح له بالاختراق ، ونسأل الله تعالى أن يخذله ويعجل بالقضاء عليه ويخلص بلدنا العزيز منه”.

وفي شان آخر لفت الصافي أن “من أهم واجبات الحكومة سواء الحكومة المركزية أو الحكومات المحلية، هي استغلال نِعم الله تعالى على هذا البلد في سبيل خدمة المواطنين، وإذا لم تقم الحكومة بواجبها في هذا المجال ،فقد تتحول النعمة إلى نقمة كما حصل في الأيام الأخيرة بالنسبة إلى مياه الأمطار ، فإن المطر من أعظم النعم الإلهية على البشر، وموسم الأمطار يعتبر من مواسم الخير ، لما فيه من بركات كثيرة ، لعموم الناس ، ولكن من المؤسف أنه تسبب في هذه الأيام بمعاناة الكثير من المواطنين في العديد من المدن والمناطق السكنية لأن الحكومات المختلفة لم تقم بواجبها في إنشاء وإصلاح شبكات صرف مياه الأمطار حينما كانت هناك وفرة مالية تفي بذلك ، وأما اليوم ، فيتذرعون بعدم توفر المخصصات اللازمة ، وفي كلتا الحالتين فإن المواطنين هم من يدفعون ثمن إهمال المسؤولين وفسادهم ، وإلى الله المشتكى”.

وفيما يخص النازحين قال سماحته “في هذه الأيام، ومع حصول الأمطار بكميات كبيرة ازدادت معاناة إخواننا وأخواتنا في مخيمات النزوح من مختلف المناطق وتشير التقارير إلى أنهم يعيشون ظروفاً مأساوية لا تُطاق”.

وأضاف “إن مسؤولية مساعدة هؤلاء الأعزّة هي مسؤوليتنا جميعاً ، ومن هنا نهيب بجميع المواطنين أن يهبّوا لنجدتهم وتقديم العون لهم ، كل حسب ما يتيسر له ، وليكن ذلك مع حفظ عزتهم وكرامتهم “.

منبها أن “القيام بهذه المهمة الإنسانية والإسلامية ، بالإضافة إلى ما له من الأجر العظيم مما يزيد من التلاحم الوطني بين أبناء هذا الشعب ، فينبغي مزيد الاهتمام به ، من كل من يحرص على وحدة هذا البلد أرضاً وشعباً”.

وختم معتمد المرجع السيستاني خطبته بالقول “نسأله تبارك وتعالى أن يجعل بلدنا بلداً آمناً مطمئناً ، وأن يجعل هذه البركات بركات له لا عليه، وأن يوفق العاملين لخدمة الناس ، وآخر دعوانا ، أن الحمد لله رب العالمين”.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*