المرجع السيستاني: الإصلاح الحقيقي يبدأ بمحاسبة من ضيع أموال الشعب خلال السنوات السابقة

359

021015014249_140_1كربلاء – الحكمة: جددت المرجعية الدينية العليا دعوتها بملاحقة ومحاسبة الفاسدين الذين ضيعوا أموال الشعب أو استحوذوا عليها وأن تسترجع منهم الأموال وأن ينالوا عقابهم على جرائمهم بما يناسبها، داعية الجهات التربوية إلى تعزيز ثقافة حب الوطن والاهتمام به من خلال وضع واستحداث مناهج واضحة تعزز هذا الجانب في نفوس الطلبة بدءاً من رياض الاطفال.

وقال ممثل المرجع السيستاني السيد أحمد الصافي اليوم 18/ذي الحجة/1436هـ الموافق 2/10/2015م خلال الخطبة الثانية ما نصه أن المعركة التي يخوضها العراق اليوم مع الإرهابيين ويستبسل فيها قواته المسلحة وأبناؤه المتطوعون والعشائر الغيارى، هي كما قلنا سابقاً معركة مفصلية ومصيرية لجميع العراقيين ولكنها ليست هي معركتهم وحدهم بل معركة العالم كله لأن الإرهابيين يستهدفون بفكرهم الظلامي وممارساتهم الإجرامية، الإنسانية وحضارتها وقيمها كما شاهد الجميع دلائل ذلك في مناطق مختلفة من العالم.

وأضاف أنه من الضروري أن تتظافر الجهود والمساعي في مكافحة هذا الداء الوبيل وأن يتوسع نطاق التصدي له من كل الجهات التي تستشعر خطره على البشرية ومن المهم جداً أن تتوحد المواقف في مواجهته ولاسيما المواقف الداخلية لما له من أثر بالغ في شد أزر المقاتلين في الجبهات وهم يذودون عن حياض الوطن ويسترخصون الأرواح في الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب لهم النصر المؤزر في القريب العاجل بلطفه ومنّه وكرمه”.

وجدد الصافي دعوة المرجع السيستاني إلى ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الذين ضيعوا أموال الشعب أو استحوذوا عليها وأن تسترجع منهم الأموال وأن ينالوا عقابهم على جرائمهم بما يناسبها.

وقال الصافي بهذا الخصوص ما نصه أنه “لا يوجد من ينكر الحاجة الماسة إلى الإصلاح من المسؤولين وغيرهم بل يكاد يتفق الجميع على أن هناك ضرورة له ولكن المهم أن توضع خطة واضحة ومدروسة وعملية للإصلاح الحقيقي ويتعاون الجميع في القيام بخطوات أكثر أهمية مما تم القيام بها في المرحلة السابقة وأهمها ملاحقة ومحاسبة المسؤولين عما جرى خلال السنوات الماضية من ضياع مئات المليارات من أموال الشعب العراقي في مشاريع وهمية ومقاولات مبنية على المحاباة والفساد، موضحا أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من هنا بملاحقة ومحاسبة من أفسدوا وضيعوا أموال الشعب أو استحوذوا عليها فما لم يطبق القانون بحق هؤلاء وتسترجع منهم الأموال ويعاقبوا على جرائمهم بما يناسبها فإنه سيستمر الفساد ولن يرتدع الفاسدون عن ممارساتهم “.

وبين ممثل المرجع السيستاني أن الإصلاح كما ذكرنا من قبل حاجة أساسية وجوهرية تتعلق بمستقبل هذا البلد فلابد من بذل كافة الجهود لتحقيق الإصلاح الحقيقي والمضي فيه بلا تردد أو استرخاء.

ودعا السيد أحمد الصافي الجهات التربوية إلى تعزيز ثقافة حب الوطن والاهتمام به من خلال وضع واستحداث مناهج واضحة تعزز هذا الجانب في نفوس الطلبة بدءاً من رياض الأطفال. بما نصه “مع بدء الموسم الدراسي الجديد نتمنى لأبنائنا الطلبة وفي جميع المراحل الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية ونود هنا أن نوضح بعض الأمور:

1- إن هناك مسؤولية واضحة تقع على عاتق أبنائنا الطلبة وهي أن يبذلوا قصارى جهدهم في سبيل تحصيل العلوم وتطوير الملكات الأخلاقية الفاضلة بما يحقق لهم ولبلدهم مستقبلاً زاهراً فإنهم اليوم على مقاعد الدراسة وغداً على مقاعد مسؤولية خدمة بلدهم محققين بذلك آمال ورجاء أهاليهم وبلدهم.

2- على الجهات المعنية أن توفر كل الوسائل المتاحة التي من شأنها أن تنهض بالمستوى العلمي والأخلاقي إلى الأمام سواء في البنى التحتية للمدارس والجامعات أو التأكيد على كفاءة المدرس العلمية بل والاهتمام بالمؤسسة التعليمية على اختلاف مستوياتها وتذليل العقبات أمامها وإيجاد الفرص المناسبة لتطويرها.

3- التأكيد على ثقافة حب الوطن والاهتمام به ولابد من وضع واستحداث مناهج واضحة تعزز هذا الجانب في نفوس أبنائنا الطلبة بدءاً من رياض الأطفال وتثقيفهم على حرمة المال العام وأن السرقة من أموال الحكومة كالسرقة من أموال الناس قبيح وحرام.. وانتهاءً إلى المراحل النهائية في الجامعات مع ملاحظة توطيد العلاقة بين الطالب ووطنه من خلال المحاضرات التي يلقيها الأساتذة الأفاضل لما لهذا الموضوع من أثر فعّال في تمسك الطلاب بوطنهم والحفاظ عليه بل والدفاع عنه ولقد لمسنا في العطلة الصيفية المنصرمة الهمّة الكبيرة لأبنائنا الطلبة في الاستفادة من بعض البرامج الثقافية والعسكرية التي كانت تتمحور حول بناء الوطن والدفاع عنه..

ويمكن للأساتذة الأفاضل أن يذكروا القصص الرائعة لأبنائنا في القوات المسلحة والمتطوعين وأبناء العشائر وأنهم كيف يبذلون الغالي والنفيس والأرواح والأموال في سبيل كرامة الوطن والدفاع عنه.

وختم الصافي بقوله أرانا الله تعالى وإياكم وطناً آمناً مطمئناً بعيدا كل البعد عن الإرهابيين.. ومكّن إخوتنا أينما كانوا من القضاء على المفسدين والإرهابيين إنه مجيب الدعاء.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

(نون)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*