المرجع السيستاني: إذا خفّت المطالبة بالإصلاح هذه الأيام فإنها ستعود في وقت آخر بأقوى وأوسع من ذلك بكثير

388

560539109282d1كربلاء المقدسة – الحكمة: دعت المرجعية الدينية العليا إلى تجديد النظر في السياسات المالية للحكومة وأن يضع الخبراء الاقتصاديون حلولاً مناسبة تقي الشعب العراقي أوضاعاً أكثر صعوبة من الوضع الراهن بشرط إصلاح المؤسسات الحكومية و مكافحة الفساد فيها بصورة جدية كما دعت المرجعية إلى إدامة الدعم والإسناد للمقاتلين سواء من حيث السلاح والعتاد أو الدعم اللوجستي أو توفير رواتب المتطوعين وعوائل الشهداء أو تكفل علاج الجرحى.

وقال ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 11/ذي الحجة/1436هـ الموافق 25/9/2015م بما نصه:

لا تزال المعركة مع داعش تمثل الأولوية الكبرى بالنسبة إلى العراقيين جميعاً لأن نتائجها تؤثر بصورة مباشرة على حاضرهم وترسم ملامح مستقبلهم.. ومن هنا لابد من الاهتمام بإدامة زخم الانتصارات التي تحققت خلال الفترة الماضية والحفاظ على الرصيد العددي والمعنوي للمقاتلين في قواتنا المسلحة ومن يساندهم من المتطوعين وأبناء العشائر الغيارى. موضحا “إذا كان العراق يواجه اليوم تحديات ومصاعب على صعد شتى – كالأزمة المالية والمعركة مع الفساد وتكالب أصحاب المحاصصة السياسية على امتيازاتهم وغير ذلك- فإن هذا كله لا يبرر أي تراجع في الاهتمام بالجهد القتالي في المعركة مع الإرهاب الداعشي.”

وأضاف الشيخ الكربلائي أن التنسيق والتعاون المشترك بين قيادات القوات المقاتلة بمختلف عناوينها هو من الأسس المهمة للنجاح في هذه المعركة ولابد أن يستشعر الجميع – ويعملوا في ضوء ذلك- أن هذه المعركة هي معركة وطنية ومصيرية وأن النجاح فيها هو نجاح للجميع وأن أي انكسار لا سمح الله تعالى سيلقي بتبعاته وتداعياته على الجميع حاضراً ومستقبلاً.. مبينا أن إدامة الدعم والإسناد للمقاتلين سواء أكان من حيث السلاح والعتاد أو الدعم اللوجستي أو توفير رواتب المتطوعين وعوائل الشهداء أو تكفل علاج الجرحى ونحو ذلك أمر يحظى ببالغ الأهمية في هذه الظروف..

ودعا ممثل المرجع السيستاني الجهات الحكومية المختلفة أن تسخر إمكاناتها المتاحة للجهد الحربي وتقديم العون لإخواننا وأبنائنا الابطال في جبهات القتال.

كما أن المأمول من المواطنين جميعاً أن يقوموا بما يسعهم من دعم معنوي أو مادي لهؤلاء الأعزة، كما دعا الذين أنعم الله تعالى عليهم بوفرة من المال أن يبادروا إلى رعاية المقاتلين وينفقوا مما آتاهم الله تعالى على عوائلهم وعوائل الشهداء ويتعهدوا بعلاج الجرحى تخفيفاً للعبء الملقى على عواتقهم..

كما دعت المرجعية العليا خلال خطبة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون إلى تجديد النظر في السياسات المالية للحكومة وأن يضع الخبراء الاقتصاديون حلولاً مناسبة تقي الشعب العراقي أوضاعاً أكثر صعوبة من الوضع الراهن.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبته بما نصه “لقد تحدثنا بما فيه الكفاية عن الحاجة الملحة إلى الإصلاح ومدى أهمية الاسراع في مكافحة الفساد في مختلف مؤسسات الدولة، ومسؤولية السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية في القيام بذلك.. مشيرا إلى أن الحاجة إلى الإصلاح الاقتصادي والاداري قد أصبحت أكثر وضوحاً وأشد إلحاحاً في ضوء الانخفاض الشديد لأسعار النفط وتوقع العديد من الخبراء عدم ارتفاعها بشكل ملحوظ خلال الأعوام القادمة مما يؤدي إلى زيادة الضغوطات على الاقتصاد العراقي وينذر بعواقب غير محمودة على البلد”.

وبين الكربلائي أنه في ضوء هذه التوقعات لابد من تجديد النظر في السياسات المالية للحكومة وأن يضع الخبراء الاقتصاديون حلولاً مناسبة تقي الشعب العراقي أوضاعاً أكثر صعوبة من الوضع الراهن.. ولكن من المؤكد انه لن تنفع أي حلول إن لم يتم إصلاح المؤسسات الحكومية بشكل ملحوظ ولم تتم مكافحة الفساد فيها بصورة جدية”.

وبينت المرجعية الدينية العليا أن الإصلاح بعضه يرتبط ببعض ولا يمكن التفريق بين مؤسسات الدولة في العملية الإصلاحية بل لابد من القيام بها في جميعها قضائياً وتشريعياً وإدارياً.. وليعلم البعض الذين يمانعون من الإصلاح ويراهنون على أن تخف المطالبات به أن الإصلاح ضرورة لا محيص منها وإذا خفّت مظاهر المطالبة به هذه الايام فإنها ستعود في وقت آخر بأقوى وأوسع من ذلك بكثير ولات حين مندم.

وحذرت المرجعية المواطنين من عدم الالتزام بالتعليمات والإرشادات الطبية لتقليل حجم الإصابة بمرض الكوليرا حيث أوضح ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي بهذا الصدد ما نصه أعلن في الأيام الاخيرة عن تفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق من العراق وقد قامت السلطات المعنية باتخاذ بعض الإجراءات اللازمة للسيطرة على انتشار هذا المرض ومكافحته، مبينا أن الذي يهمنا بهذا الصدد هو إلفات أنظار المواطنين الكرام إلى أهمية رعاية الأمور التي تقلل من احتمال الإصابة بهذا المرض الفتاك..

ومن أهمها كما يقول الخبراء هو: عدم استخدام المياه الملوثة على الإطلاق والاقتصار في الشرب على الماء المعقم بالكلور والماء المغلي وتجنب الشرب من مياه الأنهار والبرك المفتوحة..

ومنها: غسل الفواكه والخضروات التي تؤكل نيئة بالماء المعقم، وغسل اليدين بالماء والصابون قبل إعداد الطعام وقبل الأكل وبعد استخدام المرافق الصحية”.

وأضاف الكربلائي أن من الضروري أن يهتم المواطنون الأعزاء برعاية التعليمات الخاصة بالوقاية من هذا المرض الخطير حماية لأنفسهم وأطفالهم من الإصابة به”.

وختم ممثل المرجع السيستاني بقوله نسأل الله العلي القدير أن يمنّ على جميع المرضى بالصحة والعافية وأن يجنب بلادنا وسائر البلاد كل سوء ومكروه إنه سميع مجيب..

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*