مصائب ارتفاع درجات الحرارة في العراق فوائد لشركات السياحة الخارجية

342
حركة السياحة إلى شمال العراق قلّت هذه الأيام بسبب وجود مليون ونصف المليون نازح

الحكمة – متابعة: فتحت موجة ارتفاع درجة الحرارة في العراق هذه الأيام آفاقا واسعة للسياحة الخارجية بحثا عن متنفس للراحة والأمان.

وتشهد مكاتب السياحة وشركات حجز تذاكر الطيران في بغداد والمدن الأخرى، إقبالا غير تقليدي من الراغبين بالسفر إلى دول العالم المختلفة، هربا من لهيب ارتفاع درجة الحرارة.

وزارت القدس العربي, مجمع مكاتب السفر في منطقة المنصور وسط بغداد التي كانت مزدحمة بالعشرات من المراجعين الراغبين بالسفر إلى الخارج للسياحة، والباحثين عن تذاكر سفر على الخطوط الجوية سواء العراقية أو الأجنبية.

وذكرت السيدة علا أحمد مديرة شركة الشمال للسياحة والسفر أن حركة سفر العراقيين إلى الخارج، تزداد في مثل هذا الوقت من كل عام ولكنها تصاعدت هذه الأيام بشكل أكبر بسبب موجة الحر المرتفعة وسعي العراقيين للبحث عن أي منفذ مناسب للبقاء فيه بعيدا عن حر العراق ولو لبعض الوقت لحين تحسن الوضع الجوي. وأضافت السيدة علا أن أكثر وجهات سفر العراقيين الآن هي نحو تركيا وإيران ولبنان ومصر وماليزيا وأوروبا.

أما عن حركة السياحة إلى شمال العراق، فتؤكد أنها قلّت هذه الأيام بسبب وجود مليون ونصف المليون نازح في كردستان ممن حجزوا كل الفنادق والشقق والبيوت تقريبا هناك وأدى إلى رفع أسعارها، كما أن سلطات الإقليم تمنع دخول العرب اليها إلا بوجود كفيل، منوهة أن الموافقات الأمنية على دخول المجاميع السياحية من بغداد إلى الإقليم تكون لمدة أسبوع فقط.

وذكر مدير شركة سياحية أخرى هو السيد علاوي عاشور، أن هناك حركة هائلة في السفر للسياحة نحو إيران الآن هربا من موجة الحر الشديد، وذلك لرخص الخدمات فيها بسبب تدهور العملة الإيرانية ولقربها من العراق حيث يمكن الذهاب إليها برا، ولوجود التسهيلات في الإجراءات التي تقدمها السلطات الإيرانية، إضافة إلى وجود أماكن سياحية كثيرة وخاصة في شمال إيران. وأكد عاشور أن معلوماته تشير إلى أن حوالى 10 آلاف عراقي يغادرون يوميا برا عبر مختلف المنافذ الحدودية مع إيران إضافة إلى الطيران، وذلك منذ رمضان الماضي.

وأضاف عاشور أن “كثيراً من العائلات تغادر إلى إيران بكامل أفرادها لغرض السياحة والاصطياف، والكثير يفضل السفر ضمن مجاميع سياحية ولعدة مرات مستفيدين من رخص الأسعار والخبرة المتراكمة حول أماكن السياحة والفنادق والمطاعم والمزارات هناك”. وذكر عاشور أن بعض السياح لا يهتم بالأماكن في الخارج بقدر اهتمامه بالمكوث في فنادق فيها تكييف وخدمات تجلب له الراحة والأمان.

وفي المركز الرئيسي للخطوط الجوية العراقية في شارع السعدون وسط بغداد، تجمع المئات من العراقيين الراغبين بالحصول على تذاكر سفر على الخطوط العراقية لرخص أسعارها مقارنة مع بقية الخطوط. وتحدث معظم المتجمعين هناك لمراسل الصحيفة أن أهم سبب للسفر إلى خارج العراق هو الهروب من حرارة الصيف اللاهبة التي تترافق مع ضعف خدمة التيار الكهربائي في بغداد والمدن الأخرى. كما ذكر موظفو الحجز في مكتب الخطوط الجوية العراقية أن كثرة إقبال العراقيين على السفر إلى الخارج، أدى إلى إعطاء مواعيد سفر بعيدة قد تزيد على الشهر، لكثرة الراغبين بالسفر مقابل قلة عدد الطائرات ضمن الخطوط الجوية العراقية، لذا فضل الكثير من المراجعين السفر على الخطوط الجوية الأجنبية حتى ولو دفع أسعارا أعلى، وذلك للتخلص من موجة الحر في بغداد.

وأكد العديد من أصحاب شركات السفر والسياحة أن عملهم مزدهر هذه الأيام بسبب تزايد إقبال العراقيين على السفر إلى الخارج بسبب العطلة الصيفية، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، مما عوّض عن فترة كساد السياحة في الشتاء.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*