من المسؤول عن تردي قطاع الخدمات في العراق؟

293
التظاهرات ضد تردي الخدمات بالعراق اجتذبت معظم مكونات الشعب العراقي
التظاهرات ضد تردي الخدمات بالعراق اجتذبت معظم مكونات الشعب العراقي

الحكمة – متابعة: امتدت التظاهرات في العراق خلال اليومين الماضيين، لتصل إلى مدن في الجنوب العراقي مثل كربلاء والبصرة احتجاجا على تردي الخدمات خاصة الكهرباء والماء، وسوء الأحوال المعيشية في وقت قال فيه متظاهرون إنهم سيواصلون مظاهراتهم التي قد تتحول إلى اعتصام مفتوح إن لم تتحقق مطالبهم.

وكانت التظاهرات الليلية قد انطلقت الجمعة الماضية في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، احتجاجا على الانقطاع المتواصل للكهرباء في وقت زادت فيه درجات الحرارة في العديد من المدن العراقية على الخمسين درجة مئوية، وطالب المتظاهرون بإجراءات حاسمة تؤمن الخدمات العامة وتوفر الكهرباء ، ويتكرر انقطاع الكهرباء في العراق في فصل الصيف عندما تعجز الشبكة الوطنية عن توفير الطاقة المطلوبة في أوقات الحر الشديد.

وكان لافتا في معظم احتجاجات العراقيين خلال الأيام الماضية، أنها شملت أطيافا مختلفة من الشعب العراقي بشيعته وسنته ،حيث بدا أن المواطنين العراقيين راغبون في حكومة توفر لهم احتياجاتهم اليومية ، بما يخفف من معاناتهم بعيدا عن الخطاب الطائفي الذي سيطر على الساحة السياسية لفترة طويلة، كما كان من اللافت أيضا تحول الاحتجاج على تدهور الخدمات إلى احتجاج ضد الفساد وسوء الإدارة الذي أبدته الحكومات العراقية المتعاقبة خاصة فيما يتعلق بملف الخدمات العامة.

من جهته برّأ وزير الكهرباء قاسم الفهداوي نفسه من مسؤولية الأزمة التي تشهدها بغداد والمحافظات، ملقيًا اللوم على الإدارات السابقة لملف الكهرباء، وقال الفهداوي في تصريح صحافي “نحن نتعاطف مع المواطن ومتألمون لما يعانيه ونشعر به لأننا جزء منه، ولكن نقول إننا لسنا مسؤولين عن المشكلة، فنحن استلمنا واقعًا خربًا، والآن نسعى جاهدين ليلًا نهارًا لغرض التخفيف مما يعانيه”. وتشير مصادر عراقية إلى أن حكومات البلاد التي تعاقبت على حكم العراق بعد عام 2003، قد أنفقت على مشاريع الطاقة الكهربائية خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية حوالى 30 مليار دولار، لكن المصادر تشير إلى أن معظم هذه الأموال أهدرت في عقود وهمية بسبب الفساد وسوء الإدارة، لكن محللين يقولون أيضا أن شبكة الكهرباء العراقية تضررت كثيرا خلال الغزو الأمريكي عام 2003، كما أنها تعرضت للتخريب على يد مسلحين فيما بعد.

(BBC)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*