تحذير من تحويل المدارس إلى “مصانع امتحانات تدمر الصحة النفسية للتلاميذ”

304
يقول الاتحاد الوطني إن التعليم ينبغي أن يكون تجربة تتسم بالبهجة
يقول الاتحاد الوطني إن التعليم ينبغي أن يكون تجربة تتسم بالبهجة

الحكمة – متابعة: أشارت دراسة شملت مدارس في انجلترا إلى أن التركيز الشديد على الامتحانات يدمر الصحة النفسية للتلاميذ فضلا عن ثقتهم بأنفسهم.

وقالت الدراسة التي أعدها الاتحاد الوطني للمعلمين (نقابة المعلمين) إن التلاميذ يعانون من حالات توتر عصبي أثناء الاختبارات.

وأضافت الدراسة التي اعتمدت على مسح شمل 8 آلاف معلم أن التدريب على الاختبارات يقلل حصيلة ما يتعلمه الأطفال.

وقالت الحكومة إنها عازمة على ضمان تمتع كل طفل بالقدرة على اكتشاف إمكانياته.

وتشير الدراسة، وهي بعنوان “مصانع الامتحانات ؟ تأثير تدابير المحاسبة على الأطفال والشباب” من إعداد مرين هاتشانغس بجامعة لندن ميتروبوليتان، إلى معاناة التلاميذ نفسيا بسبب “الاختبارات عالية المخاطر.”

“الانهيار الكامل”

هناك اختبارات وطنية وامتحانات وتدابير معنية بتحقيق التقدم تستعين بها الحكومة لمحاسبة المدارس.

ويوافق معظم المعلمين الذين شملهم المسح على أن التلاميذ أصبحوا “متوترين وقلقين للغاية في أوقات ما قبل الامتحانات العامة.”

وقال أحد المعلمين “تراهم يجلسون هناك، طفل في العاشرة أو الحادية عشرة من عمره في حالة انهيار كامل.”

وأضاف آخر “عندي تلميذ تغيب من المدرسة لمدة ثلاثة أيام لأنه كان قلقا للغاية من نتيجة اختباره ولم يرغب في خوض أي اختبارات أخرى.”

وقالت لوسي روسيل، مديرة حملات الصحة النفسية بجمعية “عقول صغيرة” الخيرية، التي دعمت الدراسة “التلاميذ والمعلمون واقعون تحت ضغط شديد لتحقيق نتائج في مطبخ الضغوط، بيئة مصنع الامتحانات.”

وأضافت “العديد من شباب جمعية عقول صغيرة يعملون بمقولة أنهم يشعرون بأن وضعهم تحدده درجاتهم في الامتحانات وهذا شيء مضر للغاية برفاهيتهم وثقتهم بأنفسهم.”

وتقول الدراسة إن الاختبارات تؤثر على التلاميذ سواء تمتعوا بقدرات أو افتقدوها.

“توقعات عالية”

وقال أحد منسقي الاحتياجات الخاصة بمدرسة ثانوية “التلاميذ من أصحاب القدرات العالية وهؤلاء الذي يتمتعون بدعم الآباء يكون لديهم مستويات أعلى من حيث التوتر بسبب قدر الانجاز المتوقع منهم.”

وتشير الدراسة أيضا إلى أن التركيز في الامتحانات يضر بالعلاقة بين التلميذ والمعلم، بسبب عجز المعلمين عن متابعة التلاميذ في هذه الفترة.

وقال معلم في المرحلة الابتدائية “أعاني من كوني أراهم بحسب لون درجاتهم في قائمة التلاميذ عندي بدلا من رؤيتي لهم كأفراد، إذ أراهم باللون الأحمر (دلالة على أقل التوقعات) أو باللون الأخضر (دلالة على تجاوز التوقعات) أو باللون الأرجواني (دلالة على النبوغ)”.

“منهج جديد”

وقال كيفين كورتيني، نائب أمين عام اتحاد المعلمين “يقول المعلمون ذلك بصوت عال وواضح، (إذا كان الأمر لا يمت بصلة بالاختبار فهو حينئذ ليس أولوية).”

وأضاف “الثقافة الكلية للمدارس أصبحت تسير نحو تحقيق أهداف الحكومة وتوقعات إدارة مفتشي التعليم في انجلترا المعروفة اختصارا باسم أوفستد. وكما تشير الدراسة فإن المدارس على وشك أن تصبح مصانع امتحانات.”

وقال إن جدول أعمال المحاسبة “يدمر تجربة الأطفال التعليمية”، التي ينبغي أن تتسم بالبهجة وتتركهم وهم “متعطشون إلى المعرفة بقية حياتهم.”

وقال متحدث باسم وزارة التعليم “جزء من التزامنا تجاه العدالة الاجتماعية هو التصميم على ضمان حصول كل طفل على تعليم يسمح له بمعرفة إمكانياته.”

وأضاف “هذا هو سبب رفعنا للمعايير بمنهج جديد ووضع امتحانات بدرجة عالمية ونظام جديد للمحاسبة يكافئ تلك المدارس التي تساعد كل طفل في تحقيق أفضل ما لديه.”

(BBC)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*