المرجع السيستاني يدعو الكوادر الطبية العليا والوسطى للعناية بالجرحى في جبهات القتال
327
شارك
كربلاء – الحكمة – العتبة الحسينية المقدسة: دعا ممثل المرجع السيستاني من القيادات العسكرية كافة الى ضرورة التنسيق الميداني بينها وبين المجاميع المشاركة في قتال داعش والتي تسطر أروع البطولات وخاصة في بيجي، داعيا في الوقت نفسه الكوادر الطبية العليا والوسطى ومديريات الصحة إلى بذل قصارى ما تملكه من موارد بشرية طبية في عناية جرحى المعارك في جبهات القتال معتبرا إياها جزءاً مهماً من المسؤولية الشرعية والوطنية والأخلاقية.
كما حذر ممثل المرجع السيستاني من تنامي ظاهرة ممارسة بعض العادات المضرة بصحة وسلامة الشباب العراقي من خلال الاستعمال المدمن للأركيلة في المقاهي ومتابعة مواقع الإنترنت بصورة سلبية.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم “في الوقت الذي تحقق فيه قواتنا المسلحة وأفواج المتطوعين تقدماً ملحوظاً في مختلف جبهات القتال ضد عصابات داعش وتصعّد من وتيرة استعداداتها لتحرير مناطق أخرى من سيطرة الارهابيين تشهد المناطق المتبقية من قضاء بيجي حرب شوارع شرسة لاستعادتها من سيطرة هذه العصابات التي تحاول زج عناصرها الانتحارية وغيرهم للتعويض عن خسائرهم الكبيرة بعد تحرير أغلب مناطق القضاء. وفي نفس الوقت تستمر قوافل الشهداء والجرحى من أبطال القوات المسلحة والمتطوعين الذين يسقطون قرابين على درب التضحية لحفظ العراق وشعبه ومقدساته. وهنا نود ان نؤكد على القيادات العسكرية كافة ضرورة تحقيق أعلى درجات التنسيق الميداني بين المجاميع المشاركة في القتال ولزوم اتباع خطط عسكرية مناسبة لطبيعة القتال داخل المدن وعدم اعتماد الطرق التقليدية… والاهتمام بتدريب المقاتلين على هذا النحو من المعارك وإن استلزم بعض الوقت، فإن ذلك مما يساهم في تحقيق النصر وتقليل الخسائر البشرية والمادية.
وأضاف الشيخ الكربلائي “إن الحفاظ على ارواح المقاتلين وتقليل الإصابات في صفوفهم مهما أمكن يجب أن يكون في سلّم أولويات القادة العسكريين، ولهذا الغرض لابد من الاستعانة بكل الإمكانات والخبرات المتاحة لوضع الخطط والبرامج المناسبة لكل معركة يريدون الخوض فيها. مبينا أن اندفاع المقاتلين الأبطال لخوض غمار أي معركة مهما تطلبت من تضحيات لا يعفي القيادات العسكرية عن مسؤوليتها الجسيمة في اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتحقيق الانتصار على العدو بأقل الخسائر والاصابات.
وعلى صعيد ذي صلة أهاب ممثل المرجع السيستاني وخطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف الكوادر الطبية العليا والوسطى ومديريات الصحة إلى بذل قصارى ما تملكه من موارد بشرية طبية في عناية جرحى المعارك في جبهات القتال معتبرا إياها جزءاً مهماً من المسؤولية الشرعية والوطنية والأخلاقية بقوله “ان من الامور المهمة في حد ذاتها والمؤثرة أيضاً في تعزيز معنويات المقاتلين والمواطنين بصورة عامة هو الاهتمام بالجرحى الأبطال الذين يصابون في ساحات القتال وهو إشعار بقيمة إيثار الجريح وتضحيته في سبيل الذود عن العراق وشعبه وإننا في الوقت الذي نشيد فيه بجهود العديد من الكوادر الطبية المباشرة للعناية بالجرحى المقاتلين وما تقدمه وزارة الصحة ومديرياتها في هذا المجال خصوصاً الأطباء الذين يتواجدون في المستشفيات الميدانية في جبهات القتال لابد أن نشير إلى ما تصلنا من شكاوى من عدم العناية المطلوبة بالجرحى في بعض المستشفيات والمراكز الطبية.
وأهاب الشيخ عبد المهدي الكربلائي بجميع الكوادر الطبية العليا والوسطى ومديريات الصحة أن تبذل قصارى ما تملكه من موارد بشرية طبية وأن توظف كافة امكاناتها من دون كلل أو ملل في العناية بهؤلاء الجرحى الأبطال انطلاقاً من كون هذه العناية جزءاً مهماً من المسؤولية الشرعية والوطنية والأخلاقية الملقاة على عاتق جميع الكوادر والمسؤولين المختصين. مشيرا أن من جملة ما تلزم مراعاته الإسراع في إحالة الجرحى ممن يستعصى علاجهم داخل العراق وإرسالهم إلى الدول المتقدمة في إمكانياتها العلاجية تلافياً لما يحصل بالتأخير من مضاعفات على صحة هؤلاء الاعزة الذين لا يعلم إلا الله تعالى حجم معاناتهم من الجراح التي أصيبوا بها – كما نؤكد على أهمية التعامل الأخلاقي مع الجرحى وإشعارهم بقيمة تضحياتهم وأنهم موضع رعاية واهتمام وعدم صدور أي تصرف او قول يشعرهم بأنهم كلًّ على الآخرين, مجددا دعوته للمواطنين الميسورين ان يوظفوا جزءاً من إمكاناتهم المالية في سبيل رعاية الجرحى ومتابعة حالاتهم وتخفيف معاناتهم والله لا يضيع أجر المحسنين.
من جانب آخر حذر ممثل المرجع السيستاني من تنامي ظاهرة بعض العادات المضرة بصحة وسلامة الشباب العراقي من خلال الاستعمال المدمن للأركيلة في المقاهي ومتابعة مواقع الانترنت بصورة سلبية بقوله, إن الظروف الخاصة التي يمر بها بلدنا وشعبنا والتي تستنزف الكثير من الطاقات والإمكانات تقتضي أزيد من أي وقت آخر الاهتمام بالحفاظ على شريحة الشباب وتوجيه طاقاتهم وتوظيف استعداداتهم نحو الاستثمار الأمثل لها في سبيل تقدمهم وتقدم مجتمعهم وبلدهم – ولكن مما يؤسف له أننا نجد في الفترة الاخيرة تنامي بعض الظواهر المؤذية في صفوف الشباب وممارسة بعض العادات المضرة بصحتهم وبنائهم النفسي ومن ذلك التوسع في ظاهرة استعمال الأركيلة في المقاهي- وما يشبه الإدمان على متابعة مواقع الانترنت بصورة سلبية تحطم بناءهم الفكري والروحي وتمنعهم من العناية بما هو خير لمستقبلهم ومستقبل بلدهم.
وأضاف الشيخ الكربلائي أن هذه الشريحة هي عماد المجتمع وركيزة مستقبله وتشتد الحاجة إلى توظيف طاقاتهم البدنية والفكرية في سبيل تطوير البلد ورقيه والمقابلة مع التحديات الكبيرة التي يواجهها فلابد من أن تولي مؤسسات الدولة المختصة عناية كبيرة بتوفير ما يلبي حاجات الشباب ويملأ أوقات فراغهم بالنحو الأمثل ويمنع من ضياعها والإضرار بمستقبلهم ومستقبل أسرهم ومجتمعهم.، داعيا الأسر الكريمة ولاسيما الآباء والأمهات إلى ضرورة المساهمة في حماية وحفظ أبنائهم من بعض الظواهر غير الصحيحة وتوجيههم نحو استثمار أوقاتهم بما ينفعهم وينفع بلدهم- كما دعا المؤسسات الثقافية خاصة ومؤسسات المجتمع المدني بشكل عام الى وضع خطط وبرامج خاصة بالشباب تملأ الفراغ لديهم بما فيه خيرهم وصلاحهم ويحفظهم من الممارسات الضارة.