آية الله السيد عبد الرزاق الحكيم .. مسيرة جهاد واجتهاد

387

آية الله السي\ عبد الرزاق الحكيم
آية الله السيد عبد الرزاق الحكيم

بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لرحيل آية الله السيد عبد الرزاق الحكيم (قدس سره)

آية الله السيد عبد الزاق الحكيم

مسيرة.. جهاد واجتهاد

ولد سيدنا الراحل في ليلة الجمعة الخامس والعشرين من شهر صفر ألف وثلاثمائة وأربعة وستين هجرية في عائلة علمية اشتهر العديد من رجالها بالعلم والتقوى والورع فسلك طريقهم واقتفى أثرهم في اختيار هذا المنهج المتمثل بنشر علوم آل محمد (ص) عن قناعة تامة وإيمان راسخ فنذر نفسه وحياته لخدمته.

أساتذته:

بعد ان اكمل دراسة المقدمات واصل دراسته في السطوح والخارج فحضر عند والده ثقة الاسلام آية الله السيد محمد علي الحكيم فدرس عنده الكفاية ثم انتقل منها إلى الرسائل وحضرها عند أخيه المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) وكانت دراسة موسعة وعميقة وقد كتب حصيلتها حاشية في ثلاثة مجلدات.

كما حضر عند المفكر الإسلامي آية الله السيد محمد تقي الحكيم كتاب القواعد الفقهية وحضر عند والده أيضا كتاب رياض المسائل.

ولما أكمل دراسة السطوح انتقل إلى دراسة البحث الخارج, فحضر عند زعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي ما يزيد على العشر سنين في الفقه, وكان خلال تلك الفترة يحضر عند والده خارج المكاسب، إلا أن أكثر دراسته في الخارج وأوسعها عند أخيه المرجع الديني الكبير السيد الحكيم حيث حضر عنده دورة أصولية كاملة ودرسا موسعا في الفقه، وكان حصيلة ذلك مؤلفات نافعة وتقريرات مركزة.

تدريسه:

كان سيدنا الراحل خلال الفترة التي عاشها في رحاب الحوزة مدرسا وتلميذا في وقت واحد, حيث درس دورة كاملة لكتاب الكفاية وما يقرب من خمس دورات لكتاب الرسائل ودرس مقدارا ليس باليسير لكتاب الرياض والمكاسب والمستمسك, وقد عرف بين تلامذته واساتذته باحترام الدرس والالتزام الدقيق بالوقت والمتابعة المركزة لخصوصيات وتفاصيل المطالب العلمية حتى في أصعب الظروف وأشدها.

ولم تتوقف مسيرته العلمية مهما كانت الظروف والأحوال وكان ذلك كله مقرونا بالأخلاق العالية والتواضع فلم يزده علمه إلا تواضعا وأخلاقا, فقد بدأ مع بعض تلامذته من أواخر كتاب قطر الندى والذي هو أول كتب المقدمات حتى أوصله إلى بحث الخارج مع أنه كان مشغولا بتدريس السطوح العالية.

تلامذته:

١- أخوه العلامة السيد محمد تقي الحكيم.

٢- اخوه العلامة السيد محمد حسن الحكيم.

٣- اخوه العلامة السيد محمد صالح الحكيم.

٤- العلامة السيد محمد حسين السيد محمد صادق الحكيم.

٥- العلامة الشيخ عبد الحسين صادق.

٦- العلامة السيد حيدر الحسني.

٧- العلامة الشيخ علي الدهنين.

٨- العلامة الشيخ حسين بيضون.

٩- العلامة الشيخ حسن اليعقوبي.

مؤلفاته:

كتب سيدنا الراحل عدة مؤلفات قيمة ونافعة:

١- حاشية على المكاسب تقريرا لدرس والده.

٢- حاشية على الرسائل تقريرا لدرس أخيه.

٣- دورة أصولية كاملة تقريرا لبحث أخيه.

وثمانية أجزاء من بحث أخيه في الفقه.

٤- كتابا استدلاليا في زكاة الفطرة.

٥- كتابا في الأمور الفلكية وغيرها.

وفاته:

وهذه التأليفات كانت بداية الطريق ونهايته في آن واحد، فقد كان في أوائل تكوين شخصيته العلمية التي كانت نتيجة جهود ربع قرن في الدرس والتدريس والحضور على أيدي أكابر الأساتذة والمدرسين.

وفاجأه الرحيل ووافته المنية فخسرت الحوزة بغيابه مدرسا كفؤا وعالما متورعا ذا أخلاق عالية ونفس طاهرة, وهي في أمس الحاجة إلى أمثاله ممن ينذرون أنفسهم لخدمة علوم آل محمد ص بأخلاق وأمانة وورع.

فوافاه الأجل في فجر السبت الخامس من شهر رمضان عام ألف وأربعمائة وثلاثة عشر هجرية, رحمه الله وألحقه بأجداده الطاهرين.

تعليق 1
  1. maitham يقول

    (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*