ثورة تقنية : النروج تودِّع البث الإذاعي الموجي وتستعد لاستقبال العصر “الرقمي”

319
ولى زمن الخشخشة والأزرار المعقدة وانقطاع الإرسال في الأنفاق
ولى زمن الخشخشة والأزرار المعقدة وانقطاع الإرسال في الأنفاق

 الحكمة – متابعة : مع هذه النقلة النوعية في المجال التقني، سيصبح حوالى ثمانية ملايين جهاز بث إذاعي من الماضي في هذا البلد الإسكندنافي.

ولى زمن الخشخشة والأزرار المعقدة وانقطاع الإرسال في الأنفاق، إذ باتت النروج أول بلد يوقع على وقف استخدام تقنية البث الإذاعي بالموجات القصيرة (إف إم) ما يجعلها على مشارف قفزة تقنية تثير اهتماما في العالم أجمع.

فاعتبارًا من العام 2017، ستتوقف الإذاعات عن البث التماثلي عبر الموجات القصيرة لتنتقل الى عصر البث الرقمي الأرضي، بموجب قرار صدر الأسبوع الماضي عن الحكومة النروجية التي تحدثت عن مزايا هذا الانتقال خصوصًا لناحية توسيع العرض وتحسين نوعية الصوت واضافة وظائف جديدة بتكاليف إرسال اقل.

واعتبر المستشار البريطاني جيمس كريدلاند، بحسب “فرانس برس”، والذي يقدم نفسه على انه “مستشرف لمستقبل البث الإذاعي” ان “هذا الامر لم يحصل في السابق بتاتا لذا فإنه يمثل أفقا مقلقا للجميع”، مضيفا “كل الأعين شاخصة على النروج”.

ومع هذه النقلة النوعية في المجال التقني، سيصبح حوالى ثمانية ملايين جهاز بث إذاعي من الماضي في هذا البلد الإسكندنافي.

ومع أن 55 % من الأسر باتت تملك جهاز استقبال يتلاءم مع البث الإذاعي الرقمي، لا تزال تطرح تساؤلات بشأن انخراط الفئات غير المزودة بهذه الأجهزة أو عدمه في هذا العالم ما قد يثير مخاوف إزاء التدهور المحتمل في العدد الإجمالي للمستمعين.

وقال كريدلاند إنه “سيكون من المثير للاهتمام رؤية ما إذا كان هؤلاء الأشخاص سيتهافتون لاستبدال أجهزة الاستقبال العاملة بتقنية البث التماثلي بأخرى عاملة بالبث الرقمي او عبر الانترنت، ام انهم سيخلصون الى انهم ليسوا حقيقة في حاجة إلى أجهزة الراديو في وجود خدمات الموسيقى الإلكترونية مثل سبوتيفاي وويمب وديزر وغيرها”.

ولضمان انتقال هادئ وسلس الى البث الإذاعي الرقمي، قامت النروج بتحضير الأرضية جيدا: ففي هذا البلد المعروف عادة بشغف سكانه بالتكنولوجيا، تتعايش الإذاعات الرقمية مع الموجات القصيرة منذ 1995، كما أن سائر المحطات الإذاعية الرئيسية، سواء رسمية أو خاصة، انتقلت الى البث الرقمي.

ومن المتوقع أن تحذو دول عدة خصوصا في اوروبا وآسيا حذو النروج. وقد تكون بريطانيا التي أطلقت البث الإذاعي الرقمي قبل 20 عاما، والدنمارك والسويد وسويسرا وكوريا الجنوبية، الدول المقبلة التي ستتبع النروج في التخلي عن البث الإذاعي عبر الموجات القصيرة.

وأشار جان مارك دوبروي المستشار في المنتدى العالمي للترويج للإذاعات الرقمية الى ان “التكنولوجيا باتت موجودة” لكن “يجب أن تكون المنظومة البيئية بأكملها مجهزة لذلك وهو ما ليس متوافرا دائما بالضرورة”.

وفي فرنسا، تجد الإذاعات الرقمية صعوبة في فرض موقعها. فبعد اطلاقها في حزيران/يونيو في باريس ومرسيليا ونيس، لا تحظى هذه التقنية في البث الإذاعي بدعم أي من اللاعبين الرئيسيين في القطاع.

فعلى صعيد الإذاعات العامة، لا تزال هذه القفزة التقنية تراوح مكانها بسبب القيود الموضوعة على ميزانية اذاعة “راديو فرانس” العامة التي لا تملك الامكانيات المطلوبة للبث بالتقنية الرقمية وبالموجات القصيرة في آن معًا.

أما لناحية القطاع الخاص، فإن هذه التقنية تواجه معارضة مبدئية من المجموعات الكبرى التي تفضل التعويل على البث عبر الانترنت عوضًا عن المراهنة على تكنولوجيا يرونها مكلفة وتفتح عليها أبواب منافسة أكثر حماوة على وقع تراجع الإيرادات الإعلانية.

 ض ح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*