السيد محمد بحر العلوم (قدس سره الشريف) في سطور

390


m-07-04-2015-17

النجف – الحكمة: فقدت النجف الأشرف بوفاة العلامة الكبير سماحة السيد الدكتور محمد بحر العلوم، أحد أكبر رجالاتها الذين ذادوا عن مظلومية العراقيين في داخل العراق وخارجه، من خلال مشاركته الفاعلة في كافة المؤتمرات والمشاركات الدولية التي تبين للعالم مدى الظلم والجور الذي لحق بعموم العراقيين ولاسيما حوزة النجف الأشرف المباركة، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

وأدناه ترجمة لحياة الفقيد (رضوان الله عليه)

ولد سماحة العلامة الدكتور السيد محمد السيد علي بحر العلوم عام 1927م في النجف الأشرف، وترعرع في ظل والده الزعيم الديني والاجتماعي، والتحق بالدراسة الحوزوية في جامعة النجف العلمية، على يد أساتذة عرفوا بالمكانة والفضل، حتى إذا تجاوزها حضر البحث الخارج على مشاهير أهل العلم. والسيد الفقيد ينتمي إلى أسرة دينية اجتماعية سياسية ساهمت في بناء الدولة العراقية منذ 1921، وكان زعيما وسياسيا إسلاميا بارزا في العراق.

وحين أنشئت كلية الفقه في النجف في أوائل الستينيات من هذا القرن، كان من أوائل المتخرجين منها بدرجة بكالوريوس، وكان وجهاً سياسياً واجتماعياً حيث كان من العاملين والاستشاريين في مرجعية الإمام الراحل المرجع الديني السيد محسن الحكيم (رض)، ولما وصل البعثيون للحكم في بغداد عام 1958م، كان موقفهم العدائي للمرجعية الدينية المتمثلة بالإمام الحكيم يزداد يوماً بعد يوم، حتى تجلى بمحاربة المرجعية، واتهام بعض أبناء السيد الحكيم وشخصيات جهازه بالتآمر مما اضطر السيد محمد بحر العلوم إلى مغادرة العراق.

وكانت محطات السيد بحر العلوم.. الكويت وطهران وبيروت والقاهرة وأخيراً لندن حيث استقر بها مؤسساً مركز أهل البيت الإسلامي مع رفيق الدرب الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم، ورابطة أهل البيت الإسلامية العالمية، ونال درجة الماجستير من كلية الإلهيات في جامعة طهران، والدكتوراه من كلية العلوم جامعة القاهرة، وعمل في سبيل قضيته العراقية مجاهداً يحضر المؤتمرات، ويسافر في أقطار العالم لتوضيح مظلومية الشعب العراقي والتقى مع شخصيات عالمية ودولية في هذا الصدد، وساهم في مؤتمرات ومحاور عراقية كثيرة وأصبح رمزاً من رموز المعارضة العراقية.

السيد محمد بحر العلوم عالم وكاتب له أكثر من خمسين مؤلفا في التأريخ والفقه والسياسة وتخرج من جامعة النجف الدينية، وحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة في الشريعة الإسلامية عام 1979. وهو بالإضافة إلى دراسته الحوزوية, أديب لامع، تشهد له الساحة الأدبية والشعرية.

وكان الفقيد أحد أركان الحركة الإسلامية في العراق، مستقل ويمتلك علاقات سياسية واسعة مع الأحزاب السياسية بشكل عام، ويحظى باحترام الجميع بسبب مواقفه المعتدلة المستقلة.

وهو والد إبراهيم محمد بحر العلوم، وزير النفط العراقي بين أيلول/ سبتمبر 2003 وحزيران/ يونيو 2004 وكذلك خلال عام 2005، كذلك هو والد محمد حسين محمد بحر العلوم السفير العراقي بدولة الكويت منذ حزيران 2010.

كان السيد محمد بحر العلوم معارضاً منذ مدة طويلة لحكم نظام صدام حسين، وحكم عليه بالإعدام غيابيا عام 1969 بسبب نشاطاته، ويعتبر من أركان مرجعية الإمام الراحل السيد محسن الحكيم.

واضطر إلى مغادرة العراق، وعمل بشكل كبير لمعارضة صدام حسين بنية استبدال الحكم بديمقراطية تسمح لكل الثقافات المختلفة ضمن العراق بالعيش سوية بسلام.

وبعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 في العراق, عاد سماحة السيد إلى ربوع وطنه وشارك في عملية البناء حيث كان عضواً في مجلس الحكم وكان أول رئيس للمجلس، بصفة مؤقتة، وخدم منذ 13 حزيران/ يوليو حتى 1 تموز/ أغسطس عام 2003، وأصبح مرة أخرى رئيساً للمجلس بين 1 آذار/ مارس 2004 و1 نيسان/ أبريل من نفس العام.

ومن ثم ترك التفرغ للعمل السياسي ليتفرغ لما هو أهم ألا وهو عمله العلمي فأسس معهد العلمين للدراسات في النجف الأشرف بالإضافة إلى مؤسسة بحر العلوم الخيرية وغير ذلك من الأعمال الكثيرة التي ساهم في تأسيسها.

m-07-04-2015-02 603806_881471758578922_1838618694031390985_n 11080414_10204109755720356_3455498720534905318_o 10710230_730687873754419_1394457096684430248_o

m-07-04-2015-16

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*