المرجعية الدينية العليا تبارك تحرير تكريت وتدعو إلى تسليح أبناء العشائر “الموثوق” بمواقفهم الوطنية

328
551e8da1ba0f71
الشهداء وفروا بدمائهم الزكية الحياة الحرةَ الكريمة لنا وللأجيال القادمة فلهم حقوقٌ عظيمة علينا وواجبنا الوفاء لهم

كربلاء – الحكمة: باركت المرجعية الدينية العليا اليوم الجمعة، انتصار الجيش العراقي والمتطوعين وأبناء العشائر بتحرير مدينة تكريت، وعدت ذلك أثباتا لـ”قدرتهم” على تطهير جميع المدن العراقية من تنظيم (داعش)، داعية إلى تسليح أبناء العشائر “الموثوق” بمواقفهم الوطنية وإشراكهم في معارك التحرير، فيما طالبت القوات المشاركة في المعارك بـ”حفظ ممتلكات المواطنين”.

وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 13/جمادى الآخرة/1436هـ الموافق 3/4/2015م بما نصه “لقد أضافت قواتنا المسلحة ومن يساندها من المتطوعين ومن أبناء العشائر الأصيلة من محافظة صلاح الدين ولاسيما أبناء مدينة تكريت أضافوا جميعاً نصراً مميزاً آخر إلى سجل الانتصارات العراقية بتحريرهم لهذه المدينة المهمة من دنس الإرهاب الداعشي. مباركا للشعب العراقي وقواته المسلحة ملاحم التضحية والشجاعة والبطولة التي سطروها في هذه المعركة المتميزة”.

وقال “نرفعُ اكفّ الدعاء إلى الله العلي القدير للشهداء الكرام بالرحمة والرضوان وللجرحى الأعزاء بالشفاء والعافية”.

وأضاف الكربلائي إنه قد قيل الكثير عما قامت به عصابات داعش في هذه المدينة قبل تحريرها, من تفخيخ المنازل والمباني والطرقات وحفر الخنادق والتلال الوهمية وغير ذلك مما اعتبرها البعض أنها خارج حساب الخطط العسكرية العراقية وتؤخر تقدم القوات لتحرير المدينة إلى أمد غير قصير، ولكن تبيّن أن الخطط العسكرية قد استوعبت كُلَّ هذه المعوقات الميدانية.. معتمدة بالدرجة الأساس على الإرادة الصلبة والشجاعة الفائقة للمقاتلين الأبطال الذين وثِقُوا بأنفسهم وبقدراتهم واعتمدوا على الله تبارك وتعالى فحققوا هذا الانتصار الرائع.

وأوضح ممثل المرجعية ” انه ليس من الصعوبة على قواتنا المسلحة من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين من الحشد الشعبي وأبناء المناطق المتبقية تحت سيطرة داعش أن يحققوا انتصارات مماثلة لِما حصل في مدينة تكريت وينجحوا في تحرير بقية المناطق إذا عقدوا العزمَ على ذلك ووفروا مستلزمات المنازلةِ من كافة الجوانب.

وقال “وفي هذا الصدد نشير إلى ضرورة التوكل على الله تعالى والثقة بقدرات مقاتلينا ووضع الخطط العسكرية المناسبة المبنية على مشاركة أبناء العشائر الوطنية الأصيلة والمواطنين الغيارى في هذه المناطق في عمليات التحرير”.

ولفت الكربلائي أنه “لا ينبغي الاهتمام بما تهوّله بعضُ الجهات من تضخيم قدرات العدو ودفاعاته، فقد أثبتت معارك تحرير تكريت وجرف الصخر وبلد خواء هذه التنظيمات وضعفها أمام إيمان وإصرار العراقيين على تحرير أراضيهم والدفاع عن أعراضهم ومقدساتهم”.

منبها أن “المعركة مع عصابات داعش يكتنفها العديدُ من التعقيدات في الساحة الإقليمية والدولية وتتقاطع بشأنها مصالح أطراف مختلفة، ويحاول البعض توظيف هذه المعركة لتحقيق أجندة خاصة ومصالح سياسية مستقبلية في العراق والمنطقة، وعلى جميع الأطراف العراقية من مختلف الاتجاهات والتوجيهات أن تنظر إلى هذه المعركة بعين المصلحة الوطنية العليا للعراق بعيداً عن أجندة ومصالح الآخرين إلاّ بقدر ما يرتبط وينسجم مع مصالح العراقيين”.

وقال “إن القوى السياسية يجب أن تدرك أهمية اجتماعهم على رؤية موحدة تحت راية العراق وتحقيقاً لمصالح شعبه في الخلاص النهائي من داعش وغير داعش من المآسي التي يعاني منها بلدهم”.

مؤكدا أن “المطلوب من الحكومة العراقية والقوات المسلحة ومن يساندها من المتطوعين أن يهتموا اهتماماً بالغاً بحفظ وحراسة ممتلكات المواطنين في المناطق التي يتم تحريرها ولا يسمحوا لأي كان بالتعدي عليها، إن هذا الأمر بالإضافة إلى كونه واجباً دينياً ووطنياً وأخلاقيا مما له دور مهم في ترغيب مَن لَم يقرروا بعدُ المشاركة في تحرير مناطقهم أن يقرروا المشاركة فيه، وهذا مكسبٌ مهمٌ للجميع”.

وأضاف “نؤكد مرة أخرى على ضرورة الاهتمام بالمتطوعين وصرف رواتب من تأخرت رواتبهم لعدة شهور، وأيضا دعم العشائر الأصيلة ممن يوثق بمواقفهم الوطنية وغيرتهم على أراضيهم ومدنهم.. دعمَهم بكل ما يمكن من سلاح وعتاد ومؤن ليشاركوا بفاعلية في عملية تحرير مناطقهم، فإن لذلك دوراً أساسيا في تحقيق ما يهدفُ إليه الجميع من عودة الأمن والاستقرار إلى هذه المناطق بعد تخليصها من عصابات داعش”.

وقال الكربلائي “بدأت مجالس المحافظات والحكومات المحلية وبعض منظمات المجتمع المدني بوضع خطط للاهتمام بعوائل الشهداء من تخصيص الأراضي وبناء دور السكنية لهم – فجزاهم الله تعالى خيرا- والمأمول استكمال ذلك من قبل الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية للمحافظات ومجالسها بالإسراع بصرف الرواتب لعوائل الشهداء وتسريع الإجراءات الرسمية لإنجاز معاملاتهم ووضع خطط لرعاية أولادهم الرعاية التعليمية والصحية والاجتماعية والنفسية وتوفير فرص العيش الكريم لهم بوضع قوانين خاصة لذلك”.

مشيرا إن “هؤلاء الشهداء وفروا بدمائهم الزكية الحياة الحرةَ الكريمة لنا وللأجيال القادمة فلهم حقوقٌ عظيمة علينا جميعاً وواجبنا الوفاء لهم، كما يلزم العناية التامة بالجرحى، فليس من الإنصاف أن يعاني الجريح ولا يجدُ من يهتمُ بعلاجه ولاسيما إذا كانت تكاليفهُ باهظة، ولابد أيضا من العناية الخاصة بالجرحى المعاقين الذين قد أعاقتهم جراحاتهم عن ممارسة الحياة الطبيعية ليشعروا بقيمة تضحياتهم وإيثارهم لبلدهم وشعبهم على أنفسهم”.

(العتبة الحسينية المقدسة)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*