لقاح صناعي للقضاء نهائيا على شلل الأطفال

365

 

تطعيم ضد شلل الأطفا...يشهد العالم سنويا 350 حالة إصابة جديدة بشلل الأطفال غالبيتها يقع في باكستان
تطعيم ضد شلل الأطفا…يشهد العالم سنويا 350 حالة إصابة جديدة بشلل الأطفال غالبيتها يقع في باكستان

يسعى فريق دولي من العلماء لتطوير لقاح صناعي بالكامل لمحاربة مرض شلل الأطفال،حيث أقترب العالم من القضاء نهائيا على هذا المرض، خاصة في ظل تراجع أعداد المصابين سنويا إلى عدة مئات في مختلف أنحاء العالم.

وتزايد الأمل مؤخرا في أن الانجاز الجديد يمكنه معالجة بعض القصور في اللقاحات المستخدمة حاليا، ويساعد أيضا في القضاء على جميع أنواع شلل الأطفال.
وتتولى منظمة الصحة العالمية ومؤسسة بيل& مليندا توفير 674 ألف دولار للأبحاث.
وأعلن عن المشروع الجديد للمرة الأولى في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، في سان جوزيه بولاية كاليفورنيا.
وسيشارك علماء من الولايات المتحدة وبريطانيا في المشروع، على أن يجذب عاملين من مدن ليدز وأوكسفورد وريدنج ودايموند سينكروترون.
إزالة الجين
واقتربت المعركة ضد شلل الأطفال من الحسم وتحقيق الفوز فيها.
وفي الوقت الذي يبلغ عدد المصابين في العالم مئات الآلاف، فإن 350 حالة جديدة فقط تظهر كل عام، وغالبيتها في باكستان.

اللقاح الجديد لا يحتوي على أي جين أو فيروس ومصنوع من مواد كيميائية معقدة تأخذ شكل الفيروس لكنها لا تتكاثر
اللقاح الجديد لا يحتوي على أي جين أو فيروس ومصنوع من مواد كيميائية معقدة تأخذ شكل الفيروس لكنها لا تتكاثر

لكن هناك ما يدعو للإحباط، لأن أحد الأسباب المؤثرة في الإصابة أن اللقاحات الحالية التي تستخدم من خلال الفم تعتمد على نسخة من الفيروس ضعيفة في قدرتها على تحفيز استجابة وحماية المريض.
كما أنه في بعض الحالات الفردية فإن هذ الأمر يمكن أن يتسبب في انتشار العدوى، ويجعل الفيروس يتخذ رد فعل للانتقال من الجسم المصاب وينتشر ليصل إلى شخص آخر سليم لم يتلق اللقاح.
وقال البروفيسور ديف ستيوارت، من أوكسفورد وأحد أعضاء الفريق لـ بي بي سي :”فكرة اللقاح الصناعي أنه لا يحتوي على أي جين، وخال من الفيروس”.
وتابع “إنه مصنوع من مواد كيميائية معقدة، تتجمع لتأخذ شكل الفيروس لكنها لا تملك القدرة أبدا على التكاثر”.
ويشعر الفريق أنه يقترب من تحقيق هدفه، بفضل النجاح الذي حققه في تطوير لقاح صناعي في محاربة فيروس مرض الحمى القلاعية (FMDV).
ويعد شلل الأطفال من نفس عائلة الفيروسات السابقة ويعمل بطرق متشابهة للغاية.
وتمثلت أكبر العقبات التي كان يجب على الفريق تخطيها فيما يتعلق بإيجاد حلول لمرض الحمى القلاعية، في إيجاد طريق للحفاظ على شكل الجسيمات عندما لا يكون هناك مواد جينية في الداخل.
ويشرح البروفيسور ستيوارت :”توجد مشكلات لأنك عندما تحاول صناعة شيء ما ليبدو مثل الفيروس لكنه لا يحتوي على جين، فإنها تكون هشة للغاية”.
ولفت الانتباه إلى ضرورة معرفة تفاصيل بشأن كيفية ترتيب الذرات في هذه البنية المعقدة، للدخول إليها وإعادة هندسة جزيئاتها لتكون أكثر استقرارا، وهو ما يجعلها تساعد النظام المناعي على توفير حماية أفضل.
ويعمل البروفيسور ديف ستيوارت أيضا كمدير في “دايموند لايت سورس”، المنشأة الوطنية البريطانية لعلم المسرع الدوراني التزامني (نوع خاص من مسرعات الجسيمات).
ويتعلق هذا بالماس الذي يستخدم أشعة اكس قوية لتصوير هذه الأنواع من الهياكل وحجم الجسيمات والذرات.
ويحذر العلماء من أن اللقاح الصناعي الجديد سيحتاج إلى المزيد من السنوات بعد تسجيل آخر حالة من شلل الأطفال للتأكد من أنها لن تعيد تشكيل نفسها مرة أخرى.
وقال ستيورات “طموحنا في نهاية المطاف التخلص من الفيروس ووضعه في قوارير للتجميد في مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض في جورجيا، أو في أي مكان آخر”.

بي بي سي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*