مهنة الطب بين حقوق الأطباء وبين حاجة الفقراء .. (تحقيق مصوّر)

النجف الأشرف – (الحكمة) تحقيق: محمد الشريفي ..
لا خلاف بين اثنين على إن مهنة الطب واحدةً من أكثر من المهن إنسانية ً ورحمة، فالطب مهنة يتمحور دورها بالمحافظة على أرواح الناس بالدرجة الأولى والعمل على التخفيف من آلامهم قدر المستطاع.
وهذا التعريف البسيط لمهنة الطب يدفع الكثيرين لطرح الأسئلة التالية: هل يتصف الأطباء في الوقت الحاضر اليوم بهذه الصفة؟ وهل ما تزال الإنسانية حاضرة في نفوسهم؟ هل أن تفكير الطبيب العراقي ينحصر أولًا في ترسيخ تلك المفاهيم؟ أم أن البحث عن الأموال وكيفية الحصول عليها وبناء العمارات والمستشفيات الخاصة هي أولى أولوياتهم؟ من يتحمل مسؤولية جشع بعض الاطباء؟ وما رأي الشرع في الموضوع؟ وماذا عن الارتفاع المبالغ به في أجور بعض الأطباء وأسعار الأدوية؟ وماذا عن المستشفيات الخاصة؟ وما رأي الأطباء أنفسهم؟
التحقيق التالي محاولة للإجابة عن بعض أسئلة المهتمين بالموضوع …..
جشعٌ فاحش
يقول الأستاذ جميل الكوفي (معلم متقاعد) “إنه الطمع والجشع الذي دفع الكثير من الاطباء للتخلي عن شرف المهنة ليتعامل مع الآخرين بعقلية التاجر”، ويضيف “لدى مراجعتك بعض الأطباء تجد أن أمامك في صالة الانتظار أكثر من عشرين أو ثلاثين مريض ينتظرون دورهم في الدخول إلى غرفة الكشف وهنا تصدم بأن الطبيب يستقبل ثلاث أو أربع حالات في كل عملية دخول لغرفة الكشف وهذا الأمر يربك الطبيب بالتأكيد ويفقده تركيزه”.
وأشار الكوفي أن “بعض الاطباء يستقبل يوميًا اكثر من ثمانين حالة, وهذه ظاهرة خطيرة تهدد حياة المواطن فبعملية حسابية بسيطة ولو افترضنا أن معدل الفحص لكل حالة يستغرق عشر دقائق فقط فهذا يعني أن الطبيب بحاجة لثمانمائة دقيقة أي ما يعادل ثلاث عشرة ساعة تقريبًا !!!؟؟؟
لافتا الى أنه “بإضافة ساعات الدوام الرسمي في الصباح في المستشفيات الحكومية ولنفترض إنه سيتواجد في المستشفى لأربع أو خمس ساعات فهذا يعني أنه يعمل يوميًا حوالي سبع عشرة ساعة مقابل ثماني ساعات ينام فيها ويأكل ويشرب ويمارس فيها حياته الطبيعية فهل يستطيع وفق هذه المعادلة الزمنية البسيطة أن يخدم المريض وأن يكون عاملًا مساعدًا على التخفيف من آلامه ؟ لا أظن ذلك”!
ويسترسل الكوفي مضيفًا “لكن ومن باب الإنصاف فلا يمكن التعميم لأن لكل حالة استثناءات فبحسب علمي هناك اطباء ملتزمون لا يستقبلون اكثر من 20 حالة يوميًا كي يتمكنوا من متابعتهم بشكل دقيق وصولًا إلى مرحلة الشفاء التام التي يبحث عنها المريض”.
ويرى المواطن جاسم محمد (كاسب) أن “من أهم السلبيات الموجودة لدى بعض الاطباء هي إصرار الطبيب على اجراء العملية الجراحية التي قد يكون المريض بحاجة لها في المستشفيات الخاصة بحجة توفر المستلزمات العلاجية هناك في وقت أن هذه العملية يمكن أن تثقل كاهل المواطن الفقير الذي لا يستطيع تحمل نفقات العملية”.
وأشار محمد الى “الارتفاع الكبير في أسعار الادوية في الصيدليات”, معربا عن اعتقاده أن “كل هذه السلبيات جعلت من مهنة الطب بكل تفرعاتها تجارة تهدف إلى كسب المال بشتى الطرق!”
في حين ترى السيدة سميرة عودة (مديرة مدرسة أهلية) أن “هناك أطباء ملتزمون يراعون الحالة الصحية والمادية للمريض وأحيانًا يُجرون بعض الفحوصات مجانًا”, لكنها في ذات الوقت طالبت بتوفير الأجهزة الطبية المتطورة في المستشفيات الحكومية حتى لا يضطر المريض لأجراء تلك الفحوصات خارج المستشفى.
وللأطباء رأي
